الرباط-رشيدة لملاحي
صدحت أصوات العشرات من فعاليات المجتمع المدني والمواطنين المغاربة للاحتجاج أمام البرلمان المغربي ، ضد واقعة الاغتصاب الجماعي التي تعرضت لها فتاة في حافلة للنقل العمومي في مدينة الدار البيضاء ، على خلفية نشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ، يوثق لمحاولة اغتصاب جماعي لفتاة ، يقال إنها مختلة عقليًا ، من طرف عدد المراهقين قد هز مشاعر المغاربة ، وتلته موجة غضب كبيرة في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث اعتقلت السلطات الأمنية 6 مراهقين ينحدرون من منطقة البرنوصي في العاصمة الاقتصادية .
من جهتها كشفت البرلمانية حياة بوفراشن عن حزب الأصالة والمعاصرة ، في حديث خاص لـ"المغرب الْيَوْمَ"إنها تعتبر أن المسؤولية مشتركة بين وزارتي الشباب والرياضة عقب تخلي عن رسالتها وأصبحت تتعاطى لتخصصات قطاعات أخرى ، فكانت النتيجة هو توزيع "دم يوسف "دم الشباب على الوزارات كافة ، وانتشارالاغتصاب والعنف ، الاعتداء بالسيوف ، السرقة ، قتل الأصول من جراء المخدرات ، كلها سلوكات أصبح المجتمع والعائلات مطبعة معها ومساواة الإرادة أمامها.
وأضافت البرلمانية عن حزب"البام" أن الشباب يمارس حياته الخاصة والعامة على مواقع التواصل الاجتماعي ، كما تحرص الوزارة الوصية مؤسسات مهجورة بدون روح وموظفين محبطين مهزومين رغم كفاءتهم التقنية والعلمية ،حسب تعبيرها.
وشددت البرلمانية بوفراشن أن القضية المثيرة للجدل الآن بالاغتصاب فتاة معاقة فهذا يصب في نفس الفكرة التي تحدثت عنها في البرلمان ، وعلى صفحتي الرسمية الخاصة ، هو أن وضعية المعاقين في المغرب تراجعت بشكل ملحوظ ، ووزارة الأسرة والتضامن الاجتماعي تتحمل مسؤولية ، موضحة أن قلة الإهتمام بهم صحيَا ، دراسيًا ، واقتصاديًا ، كل فرد يبحث عن الحل في محيطه المباشر ، الأمر الذي يتسبب في تفشي ظواهر تشكل خطرًا على الأسر التي تتخلى عن هذه الفئة وتعتبرها في بعض الأحيان عبىء عليها.
وأشارت برلمانية حزب "الجرار" إلى أنه عندما تجتمع الإعاقة والشباب فإن الأمر يصبح أكثر تعقيدًا ، وخاصة بشأن الأنثى ، مؤكدة أن القطاعات الاجتماعية في بلادنا تفتقد إلى المهنية، حيث لا زال الأمر لم يماسس وأن المواطن لا يشعر بأنه في قلب السياسات العمومية والشباب اليوم يحتاج إلى خدمات موحدة بالخدمات التخصصية كافة "الصحة ،النقل ،التكوين ،الشغل ،الزواج ،السياحة ،الترفيه ،الرياضة" ، تسهر عليه وزارة الشباب ، وتخصص بطاقة تخول له الاستفادة من التسهيلات الموجهة للشباب ، حتى نضمن نموًا جسديًا وعقليًا سويًا لأبنائنا ، أما وإن يكون الشاب أو الشابة معاق فإن العرض والعناية يجب أن تكونان مناسبة لنوعية الإعاقة .
وفي ردها لسؤال "المغرب الْيَوْمَ"على مقاربة لمواجهة هذه الظاهرة ، أكدت غياب مقاربة مدمجة للقطاعات والخدمات لفائدة الشباب ، فلا يمكن أن ننتظر إلا الأسوء ، فالأرض لوحدها لم تعد قادرة على التنشئة الاجتماعية السليمة.
يشار إلى أن السلطات المحلية كشفت إن الأمر يتعلق بمحاولة هتك عرض قام بها عدد من المراهقين في حق فتاة مختلة عقليًا تقطن في نفس الحي المذكور، حيث أنه تم اهتداء إلى الفتاة ضحية الاعتداء الاجرامي الذي وثقه شريط فيديو على متن حافلة للنقل الحضري في الدار البيضاء.
يذكر أن المديرية العامة للأمن الوطني أوضحت أن المعطيات الأولية المتوفرة تشير إلى كون الضحية ، التي تبلغ من العمر 26 عام ، تنحدر من مدينة سلا، وقد سبق لها الخضوع للعلاج ، خلال فترات مختلفة بسبب مرض عقلي ، كما أنها تشكل موضوع بلاغ بحث لفائدة العائلة بعد أن غادرت منزل أسرتها إلى جهة غير معلومة منذ شهر مايو/أيار من العام الجاري.
وحسب مديرية الأمن أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية في الدار البيضاء تواصل بحثها في هذه النازلة ، في انتظار إحالة المشتبه فيهم الستة على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء ، فور انتهاء إجراءات البحث.