الرئيسية » حوارات وتقارير
الفنان شريف صالح

القاهرة - أسامة عبد الصبور

أكد الفنان شريف صالح، أن فن النحت هو الرابط الحقيقي بين الحضارة الفرعونية والحضارات المصرية المتعاقبة، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية القديمة اعتمدت على فن النحت في تخليد سيرة الملوك والعظماء، ولم تترك دربًا من دروب الحياة لم تعبر عنه بتمثال".

وأفاد شريف صالح في حديث مع "المغرب اليوم"، حول فن النحت: "الحضارة المصرية القديمة استخدمت الخامات المختلفة والتي مازال فنانو النحت حول العالم يحاولون تطويعها، فيمكننا أن نرى تماثيل فرعونية مصنوعة من الحجر والغرانيت والخشب والمعادن النفيسة كالذهب، مخلفة إرثًا فنيًا ضخمًا، وواضعة كل من أعقبها من حضارات في اختبار وتحد رغم بدائية الأدوات المستخدمة في ذلك العصر، كما أن أحجام المنحوتات الفرعونية المهيبة كان هو الآخر تحديًا قائمًا وإلى الآن في وجه كل نحاتي العالم".

وأضاف أن ذلك الإرث الفني الكبير لم يتوقف عند العصر الفرعوني بل امتد إلى العصور القبطية والإسلامية، رغم بعد العوائق التي واجهت فن النحت في الحضارة الإسلامية حيث نمت بعض المذاهب والأفكار التي تحرم النحت ولا تفرق بين التماثيل الفنية والأصنام التي كان يعبدها عرب الجزيرة في الجاهلية.

وتابع: "ذلك الأمر الذي صرف بعض فناني النحت في تلك الحقبة إلى ألوان مختلفة من الفنون كفنون العمارة والزخرفة، وعادت تلك المدرسة المصرية في فن النحت بقوة منذ انفتاح مصر على الثقافات الأوروبية، في ظل البعثات التعليمية التي أرسلها محمد علي إلى فرنسا، وكان من الطبيعي أن تظهر هذه الحقبة الفنية متأثرة بالمدرسة الأوروبية في فن النحت، ولكن من المدهش أن شيئًا من ذلك لم يحدث، بل ظهرت المنحوتات المصرية الحديثة متأثرة بجذورها التاريخية وبيئتها الأصيلة، الأمر الذي يظهر جليًا في منحوتات النحات المصري الراحل محمود مختار في حقبة يمكننا أن نطلق عليها البعث والإحياء حيث أنطلق النحاتون المصريون بقوة وظهرت أسامي كبرى حازت أعمالهم الفنية على إعجاب العالم وانفردت بأرفع الجوائز في فن النحت العالمي المعاصر".

وعن بداية تعلقه بفن النحت قال شريف: "تعلقت منذ طفولتي بخامة الطين الصلصال، والتي بدأت أشكل بها منحوتات بسيطة تحاكي أشكال الحيوانات، ثم وجدت عالمي المفضل في رحاب كلية الفنون التطبيقية، حيث درست في قسم النحت وتعلقت بمعدن النحاس وسبكت منه أولى أعمالي النحتية والتي شاركت آن ذاك في معرض صالون الشباب وأقتنى أحد تماثيلي الفنان التشكيلي الكبير الدكتور أحمد نوّار مما مثل تشجيعًا كبيرًا لي ومؤشرًا إلى أنني أسير في الطريق الصحيح".

وأشار صالح، إلى أنه في تلك المرحلة كان يحاول أن يشارك أطفاله في اللعب بخامة الصلصال، ويحرص على اصطحابهم في جولات في المتاحف المصرية ومراكز الحرف التقليدية لما لتلك النشاطات من أثر مهم في تكوين الجوانب الشخصية للطفل وتنمية حسه وذوقه الفني".

وفسر رداءة مستوى التماثيل التي تشوه بعض الميادين العامة في محافظات مصر قائلًا: "المنحوتات الرديئة التي تتبناها الحكومة المصرية وتشوه بها بعض الميادين العامة لا يمكن أن تعبر عن مستوى فن النحت المصري المعاصر، بل تعبر عن سطحية المسؤولين عن اختيار تلك المنحوتات الرديئة وعدم قدرتهم على الاختيار، فمصر فيها عدد كبير من النحاتين المعاصرين الكبار كالنحات الفنان آدم حنين والنحات الفنان طارق الكومي وغيرهم كما أن هناك تراث فني كبير تركه النحات الكبير عبد البديع عبد الحي، ومع ذلك نرى تلك المسوخ تشوه مياديننا العامة مما يبعث رسالة سلبية ويسيء إلى سمعة نحاتي مصر عمومًا".

وأردف: "يجب أن يكون هناك تنسيق كامل بين المحليات ووزارة الثقافة ممثلة في قطاع الفنون التشكيلية وأن يتم اختيار الأعمال الفنية المنوط بها تزيين الميادين العامة والشوارع المهمة والمؤسسات الحكومية سواء كانت تماثيل أو جداريات بإشراف فنانين متخصصين لتجنب تلك الظاهرة المسيئة للفن التشكيلي المصري".

وأضاف: "أدعوا الحكومة المصرية إلى تبني مشروع متكامل لدمج الفنون البصرية في حياة المصريين، حيث يجب أن يتداخل الفن التشكيلي في كل العناصر التي يتعامل معها المواطن المصري البسيط وكسر تلك العزلة التي تعاني منها الفنون البصرية داخل جداران قاعات العرض، فما المانع أن يوضع تصميم فني مبتكر يقوم عليه المتخصصين لمحطات الحافلات، بل إنني أرى أن كل حافلة ركاب عامة تسير في الشوارع المصرية يمكن أن تتحول إلى عمل فني رائع بدلًا من طلائها بلون لا يعبر عن شيء، كما يمكن أن تتحول المتنزهات والحدائق العامة إلى متاحف فنية مفتوحة يتعامل معها الجمهور يوميًا، وفي هذا الإطار أدعو أن نبدأ بمشروع لمنطقة محددة أو حديقة بعينها كحديقة الحيوان في الجيزة، فيمكن أن يجتمع في ذلك الإطار عدد من الفنانين التشكيليين من كل التخصصات وبإشراف مباشر من إحدى الجهات الفنية المتخصصة للعمل على تحويل حديقة الحيوان إلى تحفة فنية رائعة تمتع الجمهور وتنمي الحس الفني للأطفال من زائري الحديقة وتعيد لحديقة الحيوان بهائها الذي يعاني من الإهمال والتردي".

وأكد الفنان شريف صالح أنه على أتم الاستعداد للتطوع دون أي أجر لوضع تصميمات فنية لمقاعد بتصميم فني مبتكر تستخدم في الميادين والحدائق العامة لإظهار وجه فني حضاري يليق بتاريخ وقيمة مصر الفنية.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

تشكيلية سعودية تدعو إلى إعادة اكتشاف"المنمنمات" والزخرفة النباتية
ناشرون عرب يضعون خطة للرهان على الكتاب الإلكتروني بعد…
الشاعرة المغربية إمهاء المكاوي تتحدث عن مسيرتها الكتابية والبدايات
قرابة نصف الشباب المغربي يعيشون في منازل خالية من…
صاحبة "نوبل الأدب" تؤكّد أنها لا تعرف ما يعنيه…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة