لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة علمية حديثة، أن ممارسة الرياضة لمدة ستة أعوام خلال منتصف العمر تكفي لخفض خطر الإصابة بقصور القلب بمقدار الثُلث، بينما عدم التمرن في ذات المرحلة سيزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وجدت الدراسة الأميركية التي أجريت على أكثر من 11 ألف بالغ، أن النشاط البدني المتزايد لمدة لا تقل عن ستة أعوام في منتصف العمر يقلل خطر الإصابة بقصور القلب بمقدار الثُلث، وأن انعدام النشاط البدني في منتصف العمر مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي.
وعلى عكس النوبة القلبية، التي تموت فيها عضلة القلب، فإن قصور القلب يتميز بعدم قدرة القلب على ضخ ما يكفي من الدم على المدى الطويل، أو ضخه بقوة كافية، لجلب الأكسجين اللازم إلى الجسم، وأوضحت الدراسة أن الأسباب الرئيسية للدخول إلى المستشفيات لمن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، تشمل عوامل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري والتدخين.
وقال الدكتور تشيادي ندوميلي، المشرف على الدراسة في كلية الطب بجامعة جون هوبكنز في بالتيمور، في ولاية ميريلاند الأميركية "تشير دراستنا إلى المشاركة المستمرة في ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة من النشاط المعتدل إلى القوي كل أسبوع، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات، في منتصف العمر، وهو ما قد يكون كافيًا لتقليل خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 31٪ "، متابعًا "بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتقال من عدم ممارسة التمارين الرياضية لمستويات النشاط الموصى بها على مدى ستة أعوام في منتصف العمر قد يقلل خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 23 في المئة."
ويؤكد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها، ونشرت في مجلة "Circulation" العلمية، تظهر أنه بالنسبة إلى الأشخاص في منتصف العمر، قد لا يكون الوقت متأخّرًا للحدّ من خطر فشل القلب من خلال ممارسة التمارين بمستوى معتدل، وقالت الدكتورة روبرتا فلوريدو التي شاركت في الدراسة "إن عدد الأشخاص الذين يعانون من قصور في القلب يزداد ويصاب العديد بنوبات قلبية وبأشكال أخرى من أمراض القلب.. وخلافًا لغيرها من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، ليس لدينا أدوية فعالة بشكل خاص لمنع قصور القلب، لذلك نحن بحاجة إلى اكتشاف إستراتيجيات فعالة للوقاية من المرض".
وكانت قد أظهرت الدراسات السابقة أن الأشخاص الأكثر نشاطًا تقل لديهم خطر الإصابة بقصور القلب من أولئك الذين يمارسون تمرينات أقل، ولكن القليل من الدراسات ربطت بين تأثير التغيرات في مستويات التمرين مع مرور الوقت على خطر الإصابة بقصور القلب.
كيفية إجراء الدارسة
وفي هذه الدراسة، جمع الباحثون بيانات المشاركون في الدراسة باستبيان كل 6 أعوام على مستويات نشاطهم، وتم رصد حالتهم الصحية سنويًا لمدة 19 عامًا في المتوسط والخاصة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل الأزمة القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب، وعلى مدار الدراسة، كان هناك 1،693 حالة دخول إلى المستشفى و57 حالة وفاة بسبب قصور القلب.
ويوصى العلماء بممارسة الرياضة على الأقل 75 دقيقة في الأسبوع أو 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع من التمارين المعتدلة.