الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الإمبراطورية اليونانية الفارسية

لندن - كاتيا حداد

كشف خبير مقيم في لندن، أن الرغبات والوصية الأخيرة للإسكندر الأكبر المقدوني في النصوص القديمة، ظلت مختبئة على مرأى من الجميع لعدة قرون منذ وفاته، وتوضح الرغبات الأخيرة خطط الإسكندر لمستقبل الإمبراطورية اليونانية الفارسية التي كان يحكمها، كما تكشف عن تمنياته للدفن، والمستفيدين من ثروته الهائلة وسلطته، ويمكن العثور على وصية الإسكندر في مخطوطة قديمة تعرف باسم "Alexander Romance"، وهو كتاب يغطي أساطير الإسكندر، وتضم الأساطير، التي تم جمعها على الأرجح خلال القرن التاسع عشر بعد وفاة الإسكندر، أجزاء تاريخية لا تقدر بثمن عن حملات الإسكندر في الإمبراطورية الفارسية.

واعتقد المؤرخون لفترة طويلة، أن الفصل الأخير من مخطوطة "Alexander Romance" يضم كتيب سياسي يحتوي على وصية الإسكندر، إلا أنهم حتى الأن اعتبروه دربًا من وحي الخيال، إلا أن مشروع بحثي لمدة 10 أعوام قام به الخبير دفيد غرانت، أشار إلى غير ذلك، إذ خلصت الدراسة إلى أن الوصية استندت إلى المادة الأصلية على الرغم من تأثيرها السياسي، وذكرت التفاصيل في كتاب غرانت باسم "In Search of the Lost Testament of Alexander the Great".

ويعتقد غرانت، أنه تم قمع وصية الإسكندر من قبل أقوى جنرالاته، نظرًا لأن الوصية أشارت إلى ابنه نصف الآسيوي الذي لم يولد "الإسكندر الرابع"، وابنه الأكبر هيركليس كخلفاء له، إلا أن المقدونيين لم يقبلوا ذلك، ودار قتال دامي على السلطة في حرب أهلية عرفت باسم "حروب الخلفاء".

كما يظن غرانت، أنه في العقود التي تلت وفاة الإسكندر، تم توزيع الوصية الأصلية سرًا في شكل منشور بواسطة أحد الجنرالات المتنافسة لإثبات شرعية نصيبه، ولإدانة الجنرالات المعارضة، وإذا صدق اكتشاف غرانت فيقلب الاكتشاف 2000 عامًا من الدراسة الأكاديمية في هذه القضية، ووصل الباحث إلى هذه النتيجة بعد دراسة نصوص قديمة مختلفة عن القائد المقدوني خلال فترة 10 أعوام.

 وتابع غرانت، " تلقي الدعاية واللهجة السياسية للكتيب  شكوك خطيرة بشأن صحة الوصية التي تم استيعابها في كتاب عن الأساطير يعرف اليوم باسم "Greek Alexander Romance"، وبمجرد وضع الوصية في هذا الكتاب تحول من حقيقة إلى أسطورة خرافية، وقادني بحثي إلى أن هذه الوصية استندت إلى الوصية الأصلية للإسكندر الأكبر، وكانت واحدة من أقوى الوصايا العسكرية والسياسية في العالم القديم".

وقد تضمنت الوصية اسم خلفاء الإسكندر الأكبر المختارين، مع الإشارة إلى تفاصيل المؤامرة بين جنرالاته لتسميم الإسكندر، وبدلًا من الرضا عن مناطق الإمبراطورية المخصصة لكل منهم، تقاتلوا لحكم الإمبراطورية بالكامل، وأضاف غرانت، " تشير النصوص القديمة إلى أن الجنرالات لم يقبلوا خضوع السلطة إلى نجل الإسكندر، الذي ينتمي إلى عرق تم غزوه من قبل، ،وشجع قمع الوصية والزعم بأن الإسكندر مات صامتًا دون تعليمات الجنرالات على السيطرة على الإمبراطورية، من خلال العبارة المشهورة "البقاء للأقوى" لإضفاء شرعية على أعمالهم واعتداءاتهم وتحالفاتهم في الأعوام التي تلت وفاة الإسكندر".

ويعد الإسكندر بلا شك، أحد القادة العسكريين الأكثر نجاحًا في التاريخ، وسيطر الإسكندر الذي لم يهزم في معركة على إمبراطورية واسعة، تمتد من مقدونيا واليونان في أوروبا إلى بلاد فارس ومصر وأجزاء من شمال الهند، في وقت وفاته في عمر 32 عامًا، وهناك نحو خمس روايات باقية حتى اليوم بشأن وفاته في بابل عام 323 قبل الميلاد، وتشير إحدى الروايات من العصر الروماني إلى وفاة الإسكندر تاركًا مملكته إلى الأقوى أو الأجدر من جنرالاته، بينما توضح رواية أخرى وفاته في غيبوبة دون تقديم أي خطط للخلافة، ونظرًا لهذه الروايات، تجاهل المؤرخون الوصية في كتاب Romance، إلا أن غرانت شكك في هذه الفرضية نظرًا لاهتمام الإسكندر بالتفاصيل وطبيعة المتعطشين للسلطة من جنرالاته.

وأردف غرانت، "على الأرجح صدور الوصية من قبل أحد جنرالاته المتنافسين لكسب التأييد على منافسيه، وفقًا لإجماع أكاديمي على ذلك، وهناك منطق تم تجاهله وهو إعادة تداول الوصية التي لم تكن موجودة كوسيلة من الجنرالات للدفاع عن الذات، وتم ذلك من خلال الاستناد إلى الوصية الفعلية"، فيما يتم إصدار كتاب "In Search of the Lost Testament" هذا الأسبوع.
 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الكاتبة الفرنسية آني إرنو تفوز بجائزة نوبل للأدب لعام…
لجنة تتفقد موقع "واخير" الأثري في زاكورة المغربية
رحيل الشاعر اللبناني الكبير محمد علي شمس الدين "أميرال…
تنظيم القاعدة يُصدر كتاباً حول التخطيط لهجمات 11 أيلول/سبتمبر
الأوقاف المغربية تُخصص 397 مليون درهم لبناء مساجد في…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة