لندن ـ ماريا طبراني
طرحت صحيفة "التليغراف" البريطانية، بمناسبة انطلاق فعاليات أسبوع الموضة في باريس لأزياء "الهوت كوتور" أو "الخياطة الراقية"، الأحد الخامس من تموز/يوليو، بعض المعلومات المهمة التي تخص عروض الأزياء الفاخرة النصف سنوية التي تضم أكثر الأزياء غلاءً وأناقة حول العالم.
وتترجم كلمة "هوت كوتور" حرفيًا إلى "الخياطة أو الأزياء الراقية" التي يتم تصميمها خصيصا لعميل بعينه، وهي فن صناعة الملابس على مستوى خبير ومتقن للغاية، ما يعني استخدام قماش عالي الجودة وخامات مكلفة، فضلاً عن أخذ مقاسات الملابس على يد الخبراء من المصممين، لتصميم الأزياء الفريدة من نوعها وباهظة التكلفة.
وكانت أزياء "الهوت كوتور" ضرورة للباريسيين من الدرجة الاجتماعية المرتفعة في القرن الـ19، ويعبر هذا النمط من الأزياء عن أقصى درجات الروعة والرقي، وتلجأ المرأة إلى هذا الاختيار من الأزياء حتى تحصل على فستان مصمم يختلف تماما عن الأزياء الأخرى، بمعنى أنه من المستحيل أن تشارك السيدات في الأحداث المهمة بنفس الأزياء.
وتتسم أزياء "الكوتور" بالتفرد حتى يومنا هذا، وتعتبر هذه التسمية القانونية فقط عن الأزياء المصممة من قبل عدد محدد جدا من المصممين الذين يلبون المعايير المطلوبة، ومن الناحية القانونية، يمكن أن تعرف دور الأزياء نفسها بأنها "علامة الهوت كوتور"، إذا التزمت بالمتطلبات الصارمة من قبل وزارة الصناعة الفرنسية والاتحاد الفرنسي للأزياء الراقية.
ويتوجب على مصمم أزياء "الكوتور" أن يصمم الأزياء خصيصًا بناء على أخذ قياسات العملاء، وتلبية المتطلبات الشخصية لكل عميل، كما يجب أن تملك دار الأزياء ورشة عمل بدوام كامل في باريس التي توظف ما لا يقل عن 20 موظفًا، وأخيرا، يجب أن تقدم مجموعتين للأزياء الراقية في السنة - في كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو - التي تطرح ملابس النهار والسهرة الرسمية.
ويعمل في هذا المجال حوالي 2200 مجموعات تصميم جماعية التي تبذل جهد مضني لتصميم هذا النوع من الأزياء، كما تتسم هذه المجوعات الموهوبة والصبورة بإخلاصهم الشديد لدار الأزياء، وقضاء حياتهم كلها لصالح علامة تجارية واحدة، وفيما يتعلق بالتكلفة، فبالتأكيد أن الأزياء التي يتم تصميمها بشكل يدوي أغلى سعرًا من الأزياء الجاهزة، إلا أن تصميم الأزياء الراقية لا تزال قصة مختلفة تماما.
ويستغرق تصميم الأزياء الراقية حوالي 700 ساعة، على يد 20 مصممًا كحد أدنى، ما يعني أن ثمن الأزياء الراقية قد يتضاعف عشر مرات، ويبلغ سعر الأزياء النهارية حوالي 8 ألاف جنيه إسترليني، أما ملابس السهرة والملابس الرسمية فقد ترتفع في سعرها بشكل صاروخي عن ذلك السعر.
ويضاعف استخدام الأقمشة النادرة والنقوش والزخرفة الثمينة من السعر، حث قد يصل سعر بعض قطع الأزياء إلى ملايين،
ولم يعد المشترون الرئيسيون للهوت كوتور اليوم سيدات المجتمع الفرنسية، ولكن المشترين يأتون من روسيا والصين والشرق الأوسط، ويمكن أن تزداد قيمة الملابس على مر السنين، وقد يستغل ذلك هواة جمع الأزياء الراقية للاستثمار الذكي.
وتطرح كبرى دور الأزياء العالمية مجموعتها من الأزياء الراقية في مهد الصناعة في باريس بشكل دائم، ومن أبرز دور الأزياء التي تشارك في عروض "الهوت كوتور" كريستيان ديور، وشانيل وفالنتينو و إيلي صعب وجان بول غوتييه، مع دار الأزياء الإنجليزية الشهيرة، رالف روسو، التي دخلت ضمن جدول عروض الأزياء الرسمية للأزياء الراقية عام 2014.
ومن المتوقع أن تحقق دار "شانيل" أعلى مبيعاتها من أزياء "الهوت كوتور" هذا العام، بينما ارتفعت مبيعات الأزياء الراقية لدى "فيرساتشي" بنسبة 50 % مقارنة بعام 2014.