باريس - مارينا منصف
طالما قيل أن الثورات تأتى غالبا ما تبدأ من القدمين، فقد كانت الاحذية دائما نذيرًا بالتغيير، فقط تخيل أن تتفادى مياه الصرف الصحي في باريس في يناير بأقدام عارية، وإذا كنت محظوظًا، فقد تشارك بعض "القباقيب" مع أشقائك البالغ عددهم 13 شخصًا، ولكن في الحقيقة، هذا ليس أساسًا لمجتمع قائم على المساواة، ومن هنا بدأت الثورة الفرنسية للأحذية.
وعجز تشالز الأول عن فهم والتمسك بمقوله "ابحث عن الحذاء"، فقد كان يرتدي دائما النعال المفتوحة من الخلف، والتي لم تكن جيدة له كحاكم وبرلماني، حيث انتهى به المطاف وهو مقتولا أما أبنائه، بينما كان لويس الرابع عشر يترنح في الأحذية العالية والتي اشتهرت بعده، بينما كانت رمزًا آخر للانحطاط وقتها، وكارثة أسرية وهكذا استمرت طوال التاريخ.
أما الطبقة العليا من النساء الصينيات فكانت ترتدي أحذيه الاطفال التي يتم إلبسها لهن عنوة رغم كبر حجم إقدامهن طبيعيًا مع تتطور أعمارهن، والتا تسببت في تكسر وتشوه أقدامهن، حيث كان الرجال يفضّلون الزواج بالمرأة ذات القدم الصغيرة وكانت تلك علامة مؤكدة على أنه عاجلًا أو آجلًا، قد يثور مئات عدة من الملايين في حالة تهيج وغضب، وعلى واستعداد للانتقام لما يتم ممارسته تجاههم.
وللحذاء مفهوم رمزي عميق، فعندما رغب Fragonard في رسم بوترية يمثل المرأة اللعوب لم يرسم سيدة جميلة عارية بل رسم امرأة شابة تتأرجح على أرجوحة، وحذاء منها يطير في اتجاه رجل مسن، والأكثر غرابة حقًا بشأن الأحذية، هو مدى عدم الراحة التي لا تزال تسببها بعضها بعد قرن من انتهاء عهد "الكوريسهات" المزعجة، فيضطر الكثيرون إلى تحمل آلامها.
ويقول تيم براون، لاعب كرة القدم الوطني السابق في نيوزيلندا، خريج كلية لندن للاقتصاد والمؤسس المشارك لشركة Allbirds"": يبدو أن الأحذية كانت المكان المثالي لنا للتعامل مع كلشيء نريد تغييره"، علما أن الشركة تصنّع كل ما يتعلق بالخامات المستخدمة في الأحذية الرياضية، الشباشب وأكثر من ذلك، حيث يتكون الجزء العلوي من أحذيتهم من صوف الخرفان من نيوزيلندا وأستراليا والتي يتم إعادة صناعتها في ايطاليا، وعلى عكس الأحذية الأخرى، لا يتم استخدام البتروكيماويات، أو الأربطة البلاستيك المٌعاد تدويرها، ويفتخر براون بهذا على وجه التحديد، وهذا ما يميّز منتجاته، وهذا هو ما سعى إليه مع زويلينجر، المؤسس المشارك له، وهو مهندس وخبير في مجال الطاقة المتجددة، فبعد سنوات من البحث والتعاون، تم صنع نسيجا ثوريا مصنوعا خصيصا للأحذية، وكانت النتيجة فئة جديدة تمامًا من الأحذية مستوحاة من المواد الطبيعية، وشعار مستمر لخلق أشياء أفضل بطريقة أفضل.