لندن ـ سليم كرم
فاجأ فيرساتشي، الجمهور والصحافيين في لحظة كانت الأكثر تميزًا وسط كل عروض الأزياء بعودة عارضات من التسعينات، فمن النادر رؤية حشود الأزياء تفقد المظهر غير المبالي، ولكن مع ظهور سيندي، وكلوديا، وهيلينا، ونعومي وكارلا وراء دوناتيلا فيرسيسيفتر خلال عرض تخليدي لمرور 20 عاما منذ وفاة شقيقها، المصمم جياني، انطلقت الحشود تعبر عن حماسها، وكان مظهر عارضات الأزياء أفضل من أي وقت مضى خلال العشرين عامًا الماضية).
وإذ اكتسب العرض قوته من خلال النظر إلى الماضي، فإن الملابس المعروضة كانت أيضا توجه الحنين إلى الماضي، ظظهرت التيشيرتات ذات شعار غوتشي، والطبعات الكلاسيكية من بالنسياغا، وحقائب التسعينيات لوغو-مانيا من ديور، وأزياء رالف لورين التي تحمل علامتهم المميزة،و في الواقع، كان هذا الوقت المثالي لعودة طبعات فيرساتشي التاريخية، سواء اعتبرتها جديدة، أو في الواقع، عتيقة.
ومثل هذه اللحظة تناسب كثيرا ويليام بانكس بلاني، الذي أسس ويليام فينتدج في عام 2009، وهو ساحر عندما يتعلق الأمر بإيجاد بعض من أفضل القطع العتيقة التي يمكن العثور عليها على هذا الكوكب، ومن خلال منصة على الانترنت تسمى Farfetch، يطلق ما يعتقد أنه أكبر مجموعة من القطع العتيقة المتاحة للبيع، فاعتبارا من 10 أكتوبر، سوف تكون أكثر من 500 قطعة تاريخية من جياني فيرساتشي متاحة حصريا عبر الموقع الالكتروني فيارفيتش، والمتجر الرئيسي في ماريليبوني.
وتمتد مجموعة "بلانكس بلاني" على مدى 20 عاما من تصاميم فيرساتشي المبكرة في عام 1977، وصولا إلى مجموعته النهائية في خريف وشتاء 1997، وهو يفتح قلبه عندما يتعلق الأمر بالعلامة التجارية، فيقول: "ظهور مجموعة فيرساتشي مرتبط بأسباب شخصية أولا، كنت في أوائل العشرين من عمري في وقت مبكر من التسعينيات، وجاءت المرة الأولى التي ألاحظ فيها الأزياء والخيال والفرحة المرتبطين بيها مع رؤية أزياء فيرساتشي ... سقطت في حب هذا الإسراف والبذخ، والشعور الناجم عن التأنق بحق، فجأة نجد أنفسنا تقترب من الذكرى ال 20 لوفاته ومع حبي الدائم لفيرساتشي، أردنا أن نبدأ التفكير فيما سنفعل".
"تعرفت على جامع متحمس لأزياء فيرساتشي، وبعد محادثته تمكنت من إقناعه بالمشاركة بمجموعته، وعلى مدى الأشهر ال 18 الماضية كنا نبني على المجموعة، ونركز حقا على المجموعات الرئيسية، للحصول على تلك القطع المميزة التي صممها جياني، سواء كان ذلك سترة كبيرة، أو جينز، ثوب الكرة، أو ثوب سهرة، أو بدلة رائعة، لذلك اعتمدت الإطلالات على ارتداء الطبقات".
تماثلت الملابس المعروضة على المنصة، من الوشاح ذو الطبعات الأنيق، مع الأحزمة والأقراط، مع رؤية بانكس بلاني للأزياء اليوم، ويقول بلاني: "هناك رومانسية شديدة تعود إلى الموضة في المجموعات المعاصرة"، "فظهرت الطباعة الضخمة والألوان الزاهية وعدم التناسق في الزي – وهو ما يعود إلى الثمانينيات والتسعينيات، وأعتقد أنه يتردد صداه الآن لأننا نريد أن يكون لدينا ابتسامة على وجهنا مرة أخرى ... أردت حقا أن أفعل شيئا ليس لتخليد ذكرى وفاته، وإنما للاحتفال بحياته، لأنه واحد من عدد قليل من الناس الذين كنت أتمنى حقا لو تقاطعت طرقنا".