لندن ـ ماريا طبراني
طرحت صحف بريطانية تساؤلاً بشأن أسباب اعتبار إعادة بيع حقائب اليد الفاخرة بوصفها استثمار في حد ذاته، وأنه مع بيع حقيبة العلامة التجارية الفاخرة "هيرميس" بـ146 ألف جنيه إسترليني في مزاد علني، تفوقت قطع الأزياء الأساسية مثل الحقائب على سوق الأسهم.
وأكدت "تليغراف" البريطانية أنه قد نتخيل أن أغلى حقيبة يد في العالم قد تبدو، مرصَّعة بالجواهر، ومطلية بحروف من الذهب، ومصممة يدويًا من قِبل رهبان التبت تحت ضوء القمر الجديد، ولا يعد ذلك بالمناسبة دربًا من دروب المبالغة، فقد استعانت به جميع العلامات التجارية الفاخرة لرفع سعر حقيبة اليد.
والدليل على ذلك، بحسب الصحيفة، أن حقيبة العلامة التجارية الفخمة "هيرميس بيركين" باللون الوردي من جلد التمساح مرصعة بالألماس تحولت إلى أغلى حقيبة تباع في المزاد بسعر 146 ألف إسترليني من قِبل مجهول في دار كريستيز في هونغ هونغ.
وعلى الرغم من ذلك، فلم تكن تلك الحقيبة هي الأغلى ثمنًا في العالم، حيث أزاحتها حقيبة "هيمالاين نيلو كروكودايل" من هيرميس واحتلت صدارة القائمة عندما بيعت لأحد العملاء الصفوة بسعر 197 جنيه إسترليني، وأصبحت الآن مدرجة للبيع بسعر 295 ألف جنيه إسترليني على موقع 1stdibs.com، وهو الموقع الخاص بالتسوق عبر الإنترنت لشراء المقتنيات النادرة والمرغوب فيها.
وتضم الحقيبة نحو 200 قطعة ألماس أي مايعادل 8.2 قيراط، ومصممة من جلد التمساح المصلبوغ باللون الأبيض الكريمي من خلال عملية صباغة معقدة، تهدف إلى استحضار جبال الهيمالايا وزيادة قيمة الحقيبة بحوالي 98 ألف جنيه إسترليني، مما يثبت أن الحصول على قيمة أموالك من خلال الاستثمار في الحقائب لم يكن مفهومًا صحيحًا على الإطلاق.
وقد يدب الرعب في نفس صاحب الحقيبة الفاخرة الجديد، عندما يعرف حقيقة أصول نشأة "هيرميس بيركين" التي لم تكن رائعة على الإطلاق.
وتعود تسمية الحقيبة التي صممها المدير التنفيذي لدار "هيرميس" فيما بعد جين لويس، إلى الممثلة البريطانية العريقة جان بيركين، والتي استقت رسم الحقيبة للمرة الأولى من على كيس للتقيؤ على الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس" أثناء رحلة إلى لندن، حيث كانت "بيركين" تشكو إلى أحد الركاب المجاورين من حاجتها إلى كيس للتقيؤ يحتوي على جيوب، وهو الأمر الذي لفت نظرها وحول من شكوتها وإحباطها إلى رمز من رموز الرفاهية المسلم بها الآن في جميع أنحاء العالم.
ولاتزال "بيركين" تتلقى نحو 30 ألف جنيه إسترليني سنويًا من عائدات دار أزياء "هيرميس" لاستخدام اسمها فقط، وكانت تتبرع بهذه المبالغ لصالح الجمعيات الخيرية، ولكنها لم تكن الوحيدة التي كانت تحصل على عائدات طائلة من بيع حقائب اليد الفاخرة، إذ أشارت مؤشرات صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية لسوق أسهم حقائب اليد العريقة، ارتفاع قيمة حقائب اليد الأكثر رواجًا بمعدل 8% سنويًا، وهو ما يعني أن إعادة بيعها في سوق حقائب اليد الفاخرة يسير بشكل رائع، ولاسيما عبر المواقع المتخصصة في إعادة البيع مثل Covetique وVestiaire، اللذان يستفيدان من إقبال البعض على شراء الحقائب الفاخرة.
وأكد المؤسس المشارك لموقع Vestiaire، فاني مويزانت، أن علامة "هيرميس" تحتل الصدارة، بفضل خطوط إنتاجها المحدودة، ووجود الكثير من قوائم الانتظار لمدة عام وتمتع حقائبها بالجودة العالية، ولا يمنع ذلك وجود ماركات فاخرة أخرى مثل سيلين، وشانيل ولوي فيتون، تحقق مبيعات ممتازة لحقائب اليد الرائعة التي تطرحها، وخير ذليل على ذلك حقيبة "شانيل" الأكثر مبيعًا على موقع Vestiaire، والتي تباع في 17 ثانية فقط.