الرئيسية » تحقيقات

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

ينتظر الناس الشاب المغربي الملثم الذي يمر كل يوم ساعة السحور بين أزقة وشوارع حي النون  في الدار البيضاء حاملا بوقه ليدعو سكان الأحياء إلى الاستيقاظ من أجل تناول وجبة السحور والاستعداد لصلاة الفجر، لكن الكثيرون لا يعرفون أنه شاب عاطل عن العمل رغم حصوله على شهادة دكتوراه في الكيمياء، اسمه أحمد ويبلغ (36 عامًا)، ينتمي إلى أسرة فقيرة يفترض أنه عائلها الوحيد، و قد تعب من البحث عن عمل، وفي أيام الانتظار كان يعمل في مهنة هامشية في انتظار تعيينه في المنصب الذي يحلم به، تارة يبيع الخضار، وفي أخرى يتحول إلى بائع كتب، وفي فصل الصيف يعمل حارسًا للدراجات في الشاطئ القريب من الحي الذي يقطن فيه، وبوفاة والده  اختار أحمد أن يحمل بوقه ويتولى إيقاظ السكان وقت السحور.  هذا ويختار أحمد ألا ينام  ليلا في شهر رمضان، ويقول لـ"المغرب اليوم":"بعد الإفطار أتوجه إلى المسجد، وبعد التراويح أتسامر مع أبناء الحي قبل العودة إلى المنزل لقراءة بعض الكتب، وفي تمام الساعة 2 صباحًا أغادر المنزل لأبدأ عملي ولا أعود إلى بعد صلاة الفجر".   فيما يعلم أحمد جيدًا أن مهنة المسحراتي بدأت  تتلاشى في مجتمع لم يعد فيه الصائمون يستيقظون للسحور بحكم ضرورة الاستيقاظ مبكرًا لوظائفهم، ويقول: "إن البوق كان وجها مألوفا لدى المغاربة، لا يستيقظون إلا بسماع صوته الحاد، وكان الكثيرون ينسجون قصصا خيالية عن المسحراتي، فهو شيخ بلحية بيضاء وغالبا ما يمر على  حصانه الأبيض".  لكن الصورة اختلفت في الوقت الحاضر فالمسحراتية المغاربة أغلبهم ينتمون إلى فرق موسيقية شعبية لم تعد تعمل في هذا الشهر الفضيل، ولمواجهة هذا العطالة اختاروا إيقاظ الناس ليلا نظير ما قد يجود به هؤلاء في ليلة القدر، إذ يكشف المسحراتي عن وجهه طالبا الصدقة أو زكاة عيد الفطر بجملته الشهيرة "حق المسحراتي أمّالين الدار" (نصيب المسحراتي يا أرباب البيوت)، ورغم تطور آليات الاستيقاظ للسحور في المغربـ باستعمال منبه الهواتف النقالة، فإن المسحراتي مازال محافظًا على دوره.  و البوق أو آلة النفير تبقى من الآلات الموسيقية الأساسية عند فرق الصوفية في المغرب، وتتميز بقوة صوتها وكان الاعتقاد سائدا عند المغاربة القدامى أن سماع صوتها في البيت يجلب البركة ويساعد الأطفال الذين يعانون تعذر النطق أو "التأتاة"  يذكر أن أصلها العربي هو النفير، وتعرفه القواميس بالبوق الذي يضرب لينفر الناس، أي يستنفرهم، ويعجلهم للسفر والرحيل أو للجهاد.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

روسيا تعتقل مدير محطة زابوريجيا النووية والوكالة الذرية تطلب…
الكشف عن ثروة ترامب عقب قضية التهرب الضريبي
فرض عقوبات على 10 أشخاص وكيانين إيرانيين بسبب أنشطة…
طالبان تطالب إسلام آباد بوقف عبور الطائرات الأميركية مجالها…
الأرشيف الوطني الأميركي يكشف احتفاظ ترمب بـ700 وثيقة سرية…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة