بغداد - نجلاء الطائي
كشف صحافي بريطاني، الاثنين، عن معاناة كبيرة وحالات "مأساوية" للأيزيديين الذين لجأوا إلى جبل سنجار، خوفاً من تنظيم "داعش"، وفيما بيّن أنّه الصحافي الغربي الوحيد الذي يصل لهذا المكان الذي "تنبعث منه رائحة الموت"، أكّد أنَّ الكلاب تأكل جثث الموتى على الجبل، فيما لم تستطع الطائرات الأميركية نقل جميع النازحين هناك، مع قلة ما تقدمه من مساعدات.
وأوضح الصحافي البريطاني جوناثان كروهن، الذي رافق إحدى طائرات الهليكوبتر العراقية المكلفة بنقل مواد إغاثة للعالقين من النازحين الأيزيديين في جبل سنجار، في حديث إلى صحيفة الـ"تلغراف" البريطانية، أنَّ "رائحة الموت تنبعث من جبل سنجار"، مبيّنًا أنَّ "أحد الأيزيديين الذي تمكنوا من الفرار، واستطاع التعلق بالطائرة، قال لي أنَّ الكلاب كانت تأكل جثث الموتى".
وأضاف كروهن "أنا الصحافي الغربي الوحيد الذي يصل إلى منطقة جبل سنجار الوعرة، حيث آلاف الأيزيديين الذين فروا من تهديد (داعش)، تاركين منازلهم في مدينة سنجار، وجاؤوا يبحثون عن ملاذ آمن في هذه المنطقة الوعرة من الجبل".
وتابع "حفنة من الأيزيديين العالقين تمكنوا من التشبث بطائرة الهليكوبتر عند هبوطها على علو منخفض لإلقاء مواد الإغاثة من ماء وطعام"، مشيرًا إلى أنَّ "الكثير منهم لم يتمكنوا من الصعود للطائرة، لأنها لا تستطيع الهبوط على جانب الجبل الوعر، والنازحون يواجهون العطش والموت جوعًا، مع مرافقة ذلك لازدياد درجات الحرارة في آب/أغسطس".
ولفت كروهن إلى أنَّه "من المفترض لكل طلعة من طائرات الهليكوبتر التي تنقل المعونة أن ترجع وهي محملة بالنازحين، ولكن ذلك لا يمكن تحقيقه بسهولة، حيث أنها تهبط عند قمة الجبل فقط، لتكون بعيدة عن مرمى صواريخ (داعش)، وبالكاد تمّ إنقاذ مئة من الأيزيديين فقط خلال هذه المهمة".
وبيّن الصحافي البريطاني أن "النازحين من الأيزيديين الذين بقوا على قيد الحياة اختبؤوا في كهف قديم، حيث كانوا يشربون من مياه العيون الطبيعية، مع اصطياد بعض الحيوانات الصغيرة، أما بالنسبة للذين انتشروا عبر جبل سنجار، فإن هناك مخاوفًا من عدم وصول المعونات لهم، ما لم يتم الاهتمام أكثر بالتعجيل في إيصالها".
ونقل الصحافي البريطاني عن النازح الأيزيدي سايدو حاجي (28 عامًا) الذي تمكن من صعود طائرة الهليكوبتر قوله "كنا حوالي 200 شخص، مات منا 20 شخصًا، ولا أتوقع أن يبقى الأخرون على قيد الحياة لليومين المقبلين".
وروى كروهن، نقلاً عن أيزيدي آخر، يدعى عماد إيدو (27 عامًا)، "تركت خطيبتي وهي تصارع سكرات الموت، حيث لا تقوى على الوقوف، واضطررنا لتركها حيث ماتت هناك، وكنت من القلة الذين تمكنوا من الصعود إلى قمة الجبل ليلحق بالطائرة"، مبيّنًا أنّ "الكثير من الناجين رووا قصصًا مشابهة لهذه المآسي".
وأبرز كروهن أنَّ "أحد عناصر البيشمركة المشاركين في نقل مواد الإغاثة أخبرني أنَّ الكميات المنقولة لا تكفي، حيث أنَّ كل خمسة يتشاركون بزجاجة ماء واحدة".