الرئيسية » أخبار عربية
نبيه بري يدخل على خطّ المصالحة بين الحريري وجنبلاط

بيروت - المغرب اليوم

دخل الرئيس نبيه بري على خطّ المصالحة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، بعد التصعيد غير المسبوق بين الرجلين منذ العام 2005، لاسيّما بعدما بدأ جنبلاط حملة واسعة على الحريري منتقداً طريقته في إدارة تشكيل الحكومة واعتباره في أكثر من موقف وتغريدة معتبراً أن الوزير جبران باسيل هو من يُشكّل الحكومة عملياً، وبأن هناك تجاوزاً لاتفاق الطائف الذي أرسى نمطاً من العلاقات والممارسات السياسية والرسمية لطالما كان جنبلاط أحد أعمدته الأساسيين مع الرئيس بري والرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري، بالتوافق والتناغم مع رئيس الجمهورية الراحل إلياس الهرواي، وطبعاً بالرعاية السورية وقتها.

اقرأ أيضا:حملة سياسية تستهدف رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط

ولأن الرئيس بري يفهم دقّة التوازنات السياسية وحساباتها المناطقية والطائفية وحتى المصلحية المالية والخدماتية، دخل "بالصلحة" بين الحريري وجنبلاط، فهو طالما قال أمام زوّاره حتى في عزّ الخلاف والأزمات مع جنبلاط: "انا ووليد دافنينو سوا". ويعي الرئيس بري أن طبيعة النظام القائم على أساس تطبيق - مشكو منه - لاتفاق الطائف لا يسمح بأي جنوح من شريك حالي وجديد في السلطة مثل الوزير باسيل، يحاول فرض توازنات وأعراف وتقاليد سياسية واجرائية جديدة لم يألفها أركان اتفاق الطائف وسلطته التي حكمت باسمه من العام 1991 على الرغم من علاّتها.

قد يعتقد البعض أن جنبلاط يُطلق النار على أمر ما بينما هو عينه على أمر آخر أو لديه مطلب آخر. هكذا إعتاد عليه سياسيو لبنان، لكنه هذه المرة كان أعنف موقفاً وأشد صراحة حتى تُجاه من كان حليفاً له، ولعلّ مأخذه في ما آلت إليه الأمور يقع على الرئيس الحريري شخصياً أكثر ممّا يقع على الوزير باسيل، لأن الرجلين تصرّفا وكأن جنبلاط غير موجود في الحياة السياسية، برغم من أن نتائج الانتخابات النيابية وتحالفاتها المستجدة أنتجت توازنات جديدة في الحياة السياسية يجب أن يعترف بها جنبلاط، ومنها أن تحالف "التيار الوطني الحر" مع الرئيس الحريري ومع النائب طلال إرسلان، وبالشراكة غير المباشرة مع الرئيس بري و"حزب الله" خلق جواً سياسياً جديداً لم يكن يتوقّع جنبلاط أن ينعكس عليه نوعاً من التهميش فإذ به يرفع الصوت محذّراً، لكن جنبلاط لا زال يمتلك الأغلبية الدرزية، على الرغم مما حصل عليه خصومه داخل الطائفة وخارجها.

وعلى الرغم من جو التهدئة الذي أتاحته مبادرة الرئيس بري لمصالحة الحريري وجنبلاط، فإن عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن أفصح عن توجّه الجنبلاطيين في المرحلة المقبلة بقوله "لن نساير أحداً بعد اليوم لا في مجلس الوزراء ولا في المجلس النيابي، بل سنتحدث باسم الناس وندافع عن حقوق اللبنانيين، فلسنا موافقين على الأسلوب المعتمد في إدارة شؤون الدولة وسنتصدّى له بهدوء ونقاش وصلابة".

هذا في الشقّ الإجرائي - الإداري المتعلّق بممارسة السلطة التنفيذية والتشريعية، أما في الشقّ السياسي، فإن الجنبلاطيين يتحدّثون عن رفض "الأحادية والثنائية والثلاثية، وأن البلد لا يحتمل تجاوز التوازن الدقيق الذي أرساه الطائف"، وبهذا المعنى يعتقد خصوم جنبلاط أنه يريد أن يحجز له مكاناً واسعاً ورحباً في تركيبة الحكم الجديدة كما كان دوره دوماً محفوظاً. يعني أنه قرّر كما قال أبو الحسن "أن نكون في مواجهة أي محاولة للمسّ بالتوازن السياسي وبالمال العام".

لكن مصادر خصوم جنبلاط السياسيين يقولون إن الانتخابات النيابية أفرزت تحالفات وتوازنات جديدة، عدا عن وجود رغبة لدى أطراف كبيرة وازنة منها "التيار الحر" و"حزب الله" وحلفائهما الكثر بتغيير قواعد اللعبة الداخلية، وفرض معايير جديدة في آلة الحكم أساسها الإصلاح الحقيقي، الذي لم يتحقّق بسبب التركيبة السابقة لنظام الحكم، والتي كان جنبلاط شريكاً أساسياً فيها. وترى المصادر "أنه لهذا السبب بدا وزراء الحزب التقدمي متوتّرين مؤخراً في كل طروحاتهم حتى في مناقشات لجنة البيان الوزاري"، بينما يقول وزراء وأركان "التقدمي" أنهم لم يلمسوا من "تيار الإصلاح" إلا الصفقات والسمسرات وحشو وزارات الدولة بالتعيينات وتكريس الطائفية والمذهبية في الطرح السياسي.

يبقى السؤال كيف سيُخرج رئيس الحكومة حكومته من هذا الاشتباك السياسي الخطير ومع حليف سابق قوي له؟ الجواب بانتظار نتائج مبادرة الرئيس بري.

قد يهمك أيضا:جنبلاط يتساءل عن علاقة الحكومة اللبنانية بإنجاز العراق "

جنبلاط يُعلق على أولويات البيان الوزاري واستدانة 17 مليار دولار

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الرئيس التونسي يتلقى رسالة من العاهل المغربي للتأكيد على…
ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الارهابي في محافظة أبين إلى…
جريمة تهز المغرب سيدة تتنكر بزي طبيبة وما فعلته…
اليمن ضبط قذائف وذخائر في حافلة ركاب بعدن
المغرب محمد السادس يصدر أمرا ملكيا بالعفو عن 672…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة