الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
في قرى أزيلال المتاخمة في أعالي جبال الأطلس، ما إن يحل موسم البرد والتساقطات الثلجية حتى تتجدد مخاوف مئات الأسر في وضعية إجتماعية هشة، جراء الإكراهات المرتبطة بالموسم، خاصة ما يتعلق منها بالتمدرس والتطبيب وفك العزلة وتوفير الكلأ إلى جانب باقي المواد الأساسية للتغذية.
وككل عام، تبادر السلطات المختصة من أجل التخفيف من مشاهد البؤس والمعاناة القاسية، والحد من مظاهر العزلة بجماعات هذا الإقليم الذي ظل لسنوات يشكو من الهشاشة إلى أن تم تعزيز بنياته التحتية خلال العقد الأخير بمشاريع طرقية ضخمة مكنته من الخروج من دائرة ’’ المغرب العميق‘‘.
وفي هذا الصدد، وتفعيلا منها للمخطط الإقليمي للتخفيف من آثار موجة البرد، الر امي لاتخاذ كل التدابير اللازمة والاستعدادات الاستباقية لحماية سلامة وأمن السكان المتضررين، وضعت سلطات أزيلال خطة عمل إجرائية على صعيد عدة قطاعات حيوية من أجل ضمان حماية شاملة للفئات الموجودة في وضعية هشة من آثار هذه الموجة المحتملة خلال الموسم الشتوي 2021/2022.
يقول المتوكل بلعسري الكاتب العام لعمالة أزيلال، لقد تقرر على مستوى قطاع الطرق والمسالك، تسخير أسطول من الآليات يبلغ 34 آلية 9 منها تابعة للعمالة، 11 تابعة للمديرية الإقليمية للتجهيز، 5 للمجلس الجهوي لبني ملال خنيفرة و9 للجماعات المعنية بموجة البرد إضافة إلى الاستعانة بآليات أخرى تابعة للقطاع الخاص كلما استدعت الضرورة ذلك وحسب تطور الوضعية.
وأضاف بلعسري، أنه تم إحصاء، على صعيد قطاع الصحة، 617 من النساء الحوامل بهذه المناطق، وبرمجة حوالي 211 زيارة ميدانية لتتبع الحالة الصحية للساكنة المستهدفة خاصة النساء الحوامل، الأطفال والرضع وكذا الأشخاص المسنين، وذلك من خلال تعبئة الموارد البشرية اللازمة والبالغ عددها حوالي 121 من الأطر الصحية، كما سيتم تزويد المؤسسات الصحية وخاصة تلك المتواجدة بالحزام الجبلي بالأدوية الضرورية لضمان مخزون كافي خلال هذه الفترة الشتوية.
وعلى مستوى قطاع التعليم، ذكر المسؤول ذاته، أنه جرى خلق خلية إقليمية للتحسيس والتتبع وتفعيل خلايا اليقظة بالمؤسسات التعليمية مع تزويد الداخليات والمطاعم المدرسية بالمواد الغذائية والأغطية اللازمة. كما سيتم توفير حوالي 549 طن من حطب التدفئة، وتفعيل مقتضيات الدورية الوزارية المتعلقة بالوقاية من مخاطر التقلبات المناخية، والتنسيق مع مصالح المندوبية الاقليمية للصحة بشأن البرامج والحملات التحسيسية حول الوقاية من فيروس كورونا ومن نزلات البرد.
ومن التدابير المتخذة على صعيد عمالة أزيلال، يضف نفس المسؤول، سيتم تخصيص مؤسسات الرعاية الاجتماعية على مستوى قطاع التعاون الوطني، كمراكز مؤقتة للإيواء، كلما استدعت الضرورة ذلك، كما سيتم إيواء الأشخاص المتشردين والبالغ عددهم 30 شخص بمراكز للإيواء ومن بينها مركز الأمل للأشخاص في وضعية صعبة الذي تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وفي السياق ذاته، كشف المتحدث أنه سيجري توزيع حوالي 951 حصة غذائية على الأسر المتضررة من موجة البرد، فيما تم تحديد الحاجيات اللازمة من الأغطية، وستكون الأولوية للمناطق المتواجدة في الحزام الجبلي كأيت تمليل وأيت أمديس في توزيع الإعانات.
وبخصوص القطاع السياحي والفلاحي، قال بلعسري، إن سلطات أزيلال ستعمل على تحسيس العاملين في هذا القطاع من مرشدين سياحيين وأرباب المآوي السياحية على التعبئة والانخراط في هذه العملية.، وسيتم القيام بحملات دورية لتتبع ومراقبة الحالة الصحية للقطيع، مشيرا إلى أن الحصة المخصصة من الأعلاف خلال هذه السنة لفائدة الإقليم تقدر ب 2000 قنطار.
ومن أجل مواجهة موجة البرد القارس والتساقطات الثلجية المرتقبة، قال الكاتب العام لعمالة أزيلال أن المديرية الإقليمية للمياه والغابات، تتوفر على مخزون من الحطب داخل المستودعات يبلغ حوالي 3000 طن. وستعمل على توفير حوالي 780 فرن سيمكن من الطهي والتدفئة بكمية قليلة من الحطب، كما سيتم العمل على مستوى قطاع الماء والكهرباء على تقوية وتعزيز فرق المداومة وتوفير قطع الغيار، وتعبئة الفرق التقنية قصد التدخل كلما اقتضت الضرورة.
وأكد بلعسري على ضرورة التعبئة الشاملة والتنسيق التام من أجل التدخل بسرعة وفعالية، داعيا رجال السلطة إلى تحسيس الجماعات المعنية بأهمية وضرورة المساهمة والانخراط في هذه العملية مع تخصيص الاعتمادات والموارد المالية اللازمة من أجل تنزيل هذه التدابير بصفة ناجحة على أرض الواقع.
جدير بالإشارة أن الدواوير المعنية بموجة البرد بإقليم أزيلال يصل عددها الى 399 دوار تابع ل 25 جماعة ترابية، فيما تقدر الساكنة المستهدفة بحوالي 157740 نسمة أي ما يشكل حوالي 27089 أسرة.
قــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
بطل فنون الحرب العالمي بوبكر زعيتر يدش حملة إنسانية لصالح قرى جبال الأطلس