القاهرة - وفا
فاز الفيلم الفلسطيني 'حلم يتحقق' من إنتاج اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم بجائزة أفضل الأفلام الوطنية لعام 2013، في مونديال القاهرة للإذاعة والتلفزيون الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي في جمهورية مصر العربية. وتدور أحداث الفيلم كسرد واقعي للتفاصيل، وحكاية عودة المئات من أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات من مخيمات اللاجئين في لبنان، وسوريا، والأردن، ومن دول الخليج العربي، بالإضافة لمشاركين فلسطينيين من دول الإتحاد الأوروبي والأميركيتين إلى فلسطين، في إطار الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني الذي دأبت اللجنة الوطنية الفلسطينية على عقده سنويا منذ عام 2008. الفيلم الذي كان أبطاله حقيقيون صنعوا أحداثه من أشبال وزهرات وشباب في ريعانهم، وأخوين اجتمع شملهما بعد أكثر من أربعين عاما من التشتت والفراق بسبب نكبة عام 1948، ورجال هجّروا قسراً من بيوتهم وقراهم ومدنهم ليعودوا بعد أكثر من 60 عاماً ليعانقوا ترابها ويتنسموا هواءها، لزوجين تعاهدا أن لا يتزوجا إلا على أرض فلسطين، وأن يتزينوا بزينتها التقليدية، وعلى صدح أغانيها التي طالما تغنى بها أجدادنا وأسلافنا في أعراسهم واحتفالاتهم المختلفة. وقد جال الفيلم في توثيقه مختلف بقاع الوطن ومحافظاته والمدن الفلسطينية بما في ذلك القدس، حين ذرفت دموع الألم والحسرة على قدس الأقداس العاصمة الأبدية، وتوارت ابتسامات الأمل والبهجة والفرح عن وجوه المشاركين لحظة احتضان القدس لهم في أقصاها الأسير وقبة الصخرة وكنيسة القيامة وأسوارها العتيقة، وترحاب أهلها الصامدين رغم كل ظلم المحتل وعدوانه. ويختتم الفيلم مشاهده بدموع المشاركين ومعانقتهم بعضهم البعض لحظة مغادرة الوطن، لحظات يصعب على المشاهد متابعتها عندما يرى كل تلك المشاعر الخفاقة للبقاء والتجذر في فلسطين، فوداع الأشقاء وعناق الأصدقاء وترانيم لأغاني العودة هنا وأمنيات للبقاء أكثر هناك لا تترك للمشاهد إلا قلباً يعتصر ألماً وحرقة في الصدر تأبى الخروج، وترديد الأعضاء المشاركين بقولهم 'يميناً يا وطن لن تغادرنا،،، وعلى هذه الأرض سنزرع الحياة' الفيلم الذي أنتجته اللجنة الوطنية بجهود حثيثة من توثيق فعالياته خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، سيناريو وتعليق إسماعيل التلاوي، مونتاج وإخراج مهند ضحى.