عمان - بترا
ينشغل فيلم (إيلينا) للمخرج الروسي اندريه زفينياتسيف الذي تعرضه لجنة السينما في مؤسسة شومان مساء الثلاثاء مع دواخل النفس البشرية وتأثيراتها على السلوك والتحوّلات الانسانية البليغة . يشكّل الماضي عنصر التحوّل الأساسي لدى بطلي الفيلم في تحويل علاقتهما إلى إطار جديد يصل الى أقصى حدود الجريمة ، أي قتل زوج مريض طريح الفراش للمحافظة على العون المالي الذي تُقدّمه الزوجة لابنها العاطل عن العمل ويعيش في ضاحية بعيدة عن المدينة في ظل مولّدات الطاقة الضخمة النافثة لدخانها المسموم وآثارها القاتلة على الطبيعة . يصور المخرج صاحب الفيلم الشهير (العودة) تلك البطالة التي لا تولد الفقر والحياة البائسة فحسب، بل الجريمة لدى الجيل الجديد الذي يظهر فاشلاً دونما هدف أو رغبة في عمل أي شيء ومستعداً للإنقضاض على من هو أكثر فقراً وفاقة. تؤول ثروة الزوج القتيل الى عائلة ابنها التي تنتقل إلى الحي الجديد والراقي في المدينة على أمل بلوغ مستوى راق في الحياة، لكن المخرج يعرض لنا علاقة شخوص العائلة مع المكان بشكل يوحي أن هؤلاء سينقلون السلوك الذي درجوا عليه في الماضي إلى المكان الجديد دون أن يترك المكان عليهم أي تأثير. يعرض زفينياتسيف عالمين متناقضين ومتباينين من المجتمع الحالي , عالم متهالك ومهترئ جراء تركة حقبة ماضية ، وآخر أنيق مدعم بآخر التكنولوجيات , لكن دون حياة ويخيم عليه غربان تواصل نعيقها لمجرد انزواء الشخصيات إليها , إنه الهدوء المصطنع لعالم خارجي يعج بالضوضاء والحركة.