الرباط ـ وكالات
ما زالت تفجيرات الدار البيضاء الانتحارية في 16 مايو 2003 مصدر إلهام للمخرجين السينمائيين المغاربة. ففي السنة الماضية، فاز نبيل عيوش بجائزة تقديرية عن فيلم " يا خيل الله "، الذي يصور العوامل الاجتماعية والثقافية التي دفعت 14 شابا من أصدقاء الطفولة من حي شعبي بالدار البيضاء لقتل أنفسهم وعشرات الأشخاص الآخرين. "زمن الإرهاب" هو أحدث فيلم يستعرض مسألة أدلجة وتجنيد الشباب، وعُرض رسميا في دور السينما يوم 22 مايو. لكن العرض الأول للفيلم كان بمناسبة الذكرى الأولى للتفجيرات الانتحارية. مخرج الفيلم، سعد الله عزيز، يقول إنه يبعث رسالة جد بسيطة "نحن لا نريد المزيد من الإرهاب، لا نريد تكرار أحداث 2003". ويضيف سعد الله أنه يسعى من خلال فيلمه إلى تسليط الضوء على أهمية الحوار والتبادل في القضاء على الفكر الرجعي. المفكر المغربي فؤاد العروي، علّق قائلا "المغرب بلد يعتمد أساسا على التسامح والتعايش رغم الاختلافات. في الواقع، هذه القيم هي التي جعلت المغرب عبر التاريخ قويا". هذه التفجيرات كانت هي الأسوأ التي عرفتها المملكة. وكان الانفجار الأكثر دموية في هجمات الدار البيضاء 2003 في مطعم كازا دي إسبانيا حيث لقي نحو 15 شخصا من بينهم أطفال حتفهم. في ذلك اليوم أربعة عشر شابا لا تتجاوز أعمارهم 23 سنة، ترعرعوا معا في حي الصفيح في بمنطقة سيدي مومن في أكبر مدن المغرب، أطلقوا هجمات انتحارية على مطاعم وفندق فرح ومركز للجالية اليهودية. وقُتل اثنا عشر انتحاريا و 33 مدنيا في التفجيرات الخمسة فيما أصيب العشرات بجروح. رغم أن هجمات أخرى استهدفت البلاد منذ 16 مايو 2003، إلا أن تفجيرات الدار البيضاء زعزعت صورة المغرب كبلد في منأى عن الإرهاب، وشكلت بداية انتقاله من عهد إلى عهد آخر. وفي السنوات الأخيرة، ارتأى المخرجون السينمائيون ضرورة إعادة تصوير هذه المأساة. نادية ومروان، مستخدمان ببنك، من الدار البيضاء قالا لمغاربية "الفيلم سلط فعلا الضوء على خطر التطرف الديني الذي يهدد تماسك المجتمع المغربي". الباحث الشاب في علم الاجتماع عبد الكبير نصير يرى أن الإبداعات الفنية يمكنها بالفعل أن تحسن فهم طريقة تطور التطرف الديني. وقال "عندما ننظر إلى أنفسنا، نكتشف الكثير من الأشياء". الهدف من "زمن الإرهاب" حسب المخرج هو إظهار الوجه الخفي للتطرف الديني والمسائل الاجتماعية التي تساهم في التعصب في المغرب. ويرى المخرج أن هذا يشكل تهديدا حقيقيا على التركيبة المسالمة للمجتمع المغربي. قصة الفيلم يرويها مجيد من خلال نظرته الخاصة والذي يتابع السلوك العنيف لجاره عمر نحو زوجته وابنه البالغ اثنا عشر سنة. جاره يتعاطف كذلك مع الجماعات الدينية المتشددة. ولمعرفة كيفية تفكير الأشخاص الذين ينشرون الفكر الرجعي، بدأ مجيد يهتم بشكل أكبر بجاره عمر.