الجزائر ـ واج
احتضنت قاعة سينماتك الجزائر العاصمة في سهرة الاثنين العرض الأولي لفيلم " الشابة لويزة" لمخرجته الفرنسية فرنسواز شاربيا و بحضور بطلته رشيدة براكني و أعضاء من الطاقم الفني و التقني و جمهور كبير أعاد لهذا الفضاء بريق أيام مضت . على مدى ساعة و 35 دقيقة استمتع الجمهور بمتابعة أحداث قصة طريفة عن الصداقة وعن الحب و التفتح على الأخر و على ثقافته و عاداته دون أحكام مسبقة . و قد اختارت المخرجة التي كتبت ايضا سيناريو الفيلم بمعية الفنانة مريم حميدات الأسلوب الكوميدي لمعالجة مشكل ازدواجية الثقافة و الانتماء من خلال شخصية جميلة "رشيدة براكني " ذات الأصول الجزائرية التي رغم نجاحها الاجتماعي لم تتمكن من التحرر من سلطة والدتها زهرة (بيونة ) التي تقمصت الدور بهمة و وقار دون التخلي عن خفة الروح و التلقائية التي تطبعها فأعطى حضورها نكهة خاصة للفيلم . وتقاسمت البطولة الى جانب رشيدة الممثلة الفرنسية إيزابيل كاري التي أدت دور ايما الفرنسية التي تدفعها ظروفها الاجتماعية رفقة طفليها للسكن في "لاسيتي " هذا الفضاء الذي يقطنه في الغالب مهاجرون من أصول متنوعة . كانت بداية اللقاء بين الجارتين جميلة و ايما مكهربة لكن سرعان ما تنقلب إلى صداقة متينة بفضل عشقهما للموسيقى .و رغم اختلاف همومهما و انشغالاتهما الا ان العشرة تجعل كل واحدة تكتشف و تقدر عادات و تقاليد الأخرى و ظهر ذلك في الفيلم من خلال لحظات مليئة بالمشاعر و الحنان . وقد حاولت المخرجة أن تتجرد من كل الكليشيهات التي ألصقت بالمجتمعات الأجنبية ’المهاجرة " حيث ان فكرة الفيلم كما صرحت جاءت كرد فعل ضد قانون ايريك برسان الخاص بالمهاجرين الا أنها سقطت في الفخ بتركيزها على ال"الراي و الكباريهات" . فرغم المشاهد إلانسانية المفعمة بالتواصل و التضامن وإعطاء المخرجة الحرية الكاملة للممثلين و للكاميرا للتجوال داخل الحي او " لاسيتي" لنقل صور حميمة عن الحياة اليومية لسكانها وكذا اختلاف الرؤية بين الآباء الذين مازالوا متمسكين بالعادات و الجيل الجديد الذي يطمح للاندماج أكثر الى في المجتمع الذي يعيش فيه. الا ان الفيلم لم يتوغل الى عمق الموضوع المثار بالنسبة للبطلة التي لم تحقق في النهاية ما كانت تصبو اليه بعد ان ضيعت الخطيب و الحبيب و اختارت ان تغني في الكباري أغاني جدتها "الشابة لويزة " . شخصية هذه الأخيرة التي رغم انها الشخصية الرمز التي بني عليها السيناريو الا انه الفيلم أظهرها مجرد شبح يتأرجح بين الحقيقة و الخيال . و قد أعطى الفيلم مساحة و حضور كبير للمرآة في حين ظهرت الأدوار الرجالية باهتة و أحيانا محايدة كدور الأب "سيد احمد اقومي " . ومن المنتظر ان يشاهد الجمهور الجزائر الفيلم في القاعات قريبا بفضل شركة توزيع "سيرتا فيلم "للهاشمي زرطال التى نظمت العرض و أحضرت أعضاء من الطاقم الفني و التقني و أيضا المنتجة كما حضر معهم الفنان الكبير رشيد طه الذي وقع موسيقى الفيلم و ظهر ايضا فيه . قالت المخرجة في ختام العرض عن فيلمها الذي يخرج بفرنسا ابتداء من 8 ماي سيعرض ايضا في القاعات بالجزائر و من جهتها عبرت الممثلة رشيدة براكني عن سعادتها لحضور العرض بالجزائر بلدها الاصلي.