برلين ـ وكالات
يختتم الفيلم الفرنسي "إيل سان فا" (ذاهبة في طريقها) للمخرجة ايمانويل بيركوت الذي يقدم مساء الجمعة عروض افلام السباق على جوائز الدب الذهبي في الدورة 63 من مهرجان برلين السينمائي الدولي اول المهرجانات الدولية الاوروبية خلال العام 2013 والذي تمنح جوائزه في حفل يقام في قصر "البرلينالي" الذي يحتضن العروض الرسمية للمهرجان.وجاء فيلم الايراني جعفر بناهي "ستائر مغلقة" الذي كان الاكثر ترقبا وانتظارا في المهرجان عاديا لكنه اختزل شعور المخرج في ظل عزلته ومنعه الرسمي من ممارسة مهنته، وشكل صرخة احتجاج وفعل مقاومة أكثر منه عملا سينمائيا منافسا في مهرجان، لكن برلين ارادت مشاركة المخرج نضاله لاجل حرية الفن.كما ان الاسماء السينمائية الكبرى الاخرى لمخرجين مثل الاميركيين غوس فان سانت وستيفن سوذيربيرغ والنمسوي اورليش سيدل والكوري هونغ سانغسو، ظلت عادية الوهج والطرح في اعمالها المشاركة وان احسنت الصناعة.وبدا شريط "غلوريا" التشيلي الوحيد الحقيقي الذي حقق الاجماع الفعلي بين النقاد والجمهور الذي اقبل بكثافة غير مسبوقة على تظاهرة هذا العام.ووقع سيباستيان ليليو اخراج هذا الفيلم الذي ظل حتى اليوم يحتل اعلى النقاط في تقييم مجلة "سكرين" الاميركية رغم واقعيته وبساطته.وتدور قصة الفيلم حول امرأة خمسينية تجد نفسها بمفردها لكن حبها للرقص والحياة يجعل رجلا اكبر منها يقع في حبها.ويكتسب هذا الفيلم تميزه من روعة وجمال الخصائص التي اضفاها المخرج على بطلة "غلوريا" المراة المحبة للحياة الى درجة تشبه تلك الاغنية القديمة التي تحمل اسمها ما جعل الجمهور يتعلق بها ويتعاطف معها في ادائها المتقن.واسترعت افلام اخرى الانتباه مثل فيلم البوسني دانيس تانوفيتش لناحية تصويره المميز لحياة عائلة رومانية من الغجر وحيث تحتاج الام الى عملية جراحية عاجلة لكنها لا تملك الضمان الاجتماعي الذي يتيح لها ذلك.واستمد المخرج قصة الفيلم من الحياة العادية لاشخاص واقعيين وجعل ممثلين غير محترفين يؤدون الادوار امام كاميرا استعارت تلك الواقعية الاجتماعية لمقاربة عمل يضج بالتلقائية وهو ينقل شجاعة تلك العائلة وكفاحها المستمر للاستمرار.كان لافتا ايضا في الواقعية عمل المخرج الروماني كالين بيتر نيتزر "استراحة الاولاد" وهو عن ام لشاب يقتل شابا آخر في حادث سير، والفيلم عبارة عن عودة الى الوراء لاعادة رواية ما حصل وصولا الى محاولات الام المستمرة لانقاذ ابنها من السجن. ويمتلك هذا الشريط الروماني حسا انسانيا عاليا كما الفيلم البوسني وكذلك وان بشكل مختلف الشريط الكازاخستاني "دروس متناغمة" للمخرج امير بايغازين الذي نال هو ايضا الرضى في المهرجان وهو يصور يوميات مراهق يخوض عددا من الابحاث المدرسية لكنه يرفض ما تفرضه عليه وعلى رفاقه عصابة مدرسية ممن هم اكبر منهم سنا ويقوده هذا الرفض الى حل يغير مصيره ومصير الآخرين.وتضم المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي هذا العام 19 فيلما طغت الادوار النسائية على ابطالها ما سيجعل المنافسة على اقوى دور نسائي كبيرة، فيما اقتصرت المشاركة النسائية في الاخراج بأربع نساء.وحضرت في المهرجان ثلاث نجمات فرنسيات، كاترين دونوف في "ذاهبة في طريقها" وايزابيل هوبير في "الراهبة" وجولييت بينوش في "كاميل كلوديل 1915" حيث تؤدي دور تلك النحاتة التي ادى بها عشقها لرودان الى المصح النفسي. ويندد الفيلم الذي اخرجه برينو ديمون (حائز جائزة لجنة التحكيم في كان عن فيلم 'الانسانية') بظروف المراة ووصاية المجتمع عليها في ذلك الحين.واحدث الالماني توماس ارسلان تاثيرا ايجابيا عبر "غولد" الذي يصور في كندا عام 1889 حمى البحث عن الذهب لكن هذه المرة بمشاركة امراة تتيح لها ارادتها القوية الوصول الى ما ارادت تحقيقه بينما يموت كل الآخرين في سبيله.وتؤدي لوزي ماكييفيتش الدور بجدارة.وفي دور مختلف يتناول قدرة النساء على اجتذاب الرجال وان في عمر مبكر ادت ميلاني لينز دور مراهقة تقع في حب طبيب ومدير مركز للتنحيف في النمسا فتحاول كل ما بوسعها لاغرائه في هذا الجزء الثالث من ثلاثية للمخرج النمسوي اورليش سيدول "جنات: أمل" الذي قدم الجزء الاول منه في مهرجان كان والثاني في البندقية والثالث في برلين.دور مراهقة آخر قدمه الكوري الجنوبي هونغ سانغسو عبر قصة حب مستحيلة بين مدير مدرسة وتلميذة جميلة مختلفة تؤدي دورها جونغ انشايي.وتقول جولييت بينوش في دور كاميل كلوديل "لا اريد ان انتهي بمفردي مع قطتي"، كانها بهذا الرفض تعلن منذ ذلك التاريخ الى اليوم سعي المرأة لتكون صنو الرجل على الشاشة كما في الحياة.