رام الله ـ وكالات
تأهل فيلم "خمس كاميرات مكسورة" للمصوّر الفلسطيني عماد برناط إلى المرحلة النهائية من السباق نحو جائزة الأوسكار للأفلام الوثائقية ضمن خمسة أفلام من دول مختلفة، ومن المقرر أن تعلن نتيجتها يوم 24 فبراير/شباط المقبل.ويحكي الفيلم القصير في خمس دقائق الوقائع اليومية لنضال قرية بلعين الفلسطينية التي صادر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من نصف أراضيها، ولم يترك لأهلها المزارعين سوى مساحة البناء القائم فقط، وذلك عبر رحلة صاحبه مع تجربة التصوير أثناء المواجهات.يقول صاحب الفيلم عماد برناط الذي أعده بمساعدة ناشط السلام المخرج جاي ديفيدي، إن " خمس كاميرات مكسورة" جرى اختياره ضمن أفضل خمسة أفلام وثائقية حول العالم من بين 15 فيلما كانت مرشحة لدخول السباق.ويرى أن الفيلم حقق ردود فعل قوية متضامنة مع قرية بلعين بعد عرضه في العديد من دول العالم وحصوله على 25 جائزة، أبرزها في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (إدفا) ومهرجان سان دانس في الولايات المتحدة. ويبرز برناط في فيلمه قصة طفله "جبريل" الذي ولد قبل أيام من بداية انتفاضة بلعين في فبراير/شباط 2005، ويقول الأب إن نضال بلعين أثر على حياته إلى حد كبير، حيث إن طفله لا يعرف أي حياة أخرى بلا مظاهرات واعتقالات وغاز مدمع.كما يوثق الفيلم الذي دام تصويره ست سنوات نضال شاب من القرية يدعى أبو رحمة "الذي كان دوما يهب لإنقاذ الجرحى"، إلى أن استشهد بالرصاص الإسرائيلي عام 2000، واستشهدت شقيقته "جواهر" أيضا مطلع العام الماضي.ويتعرض برناط أثناء تصويره لاعتداءات جيش الاحتلال التي انتهت في أكثر من خمس مرات إلى تحطيم وكسر كاميراته.رغم ذلك، استمر برناط في إعداد الفيلم، وقال إنه أراد إرسال رسالة إلى العالم عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، وعن قرية يناضل أبناؤها بأيديهم لاستعادة أرضهم، وبطريقة عرض بسيطة جدا وبعيدة عن التنظير السياسي.ولا يعكس صاحب الفيلم فقط تجربة نضال عامة عبر تصوير وتوثيق الاعتداءات الإسرائيلية على الاحتجاجات السلمية التي تشهدها القرية، وإنما ينتمي هو نفسه لعائلة فقدت معظم أراضيها بعد مصادرتها لإقامة جدار الفصل العنصري.وبرز نضال أهالي بلعين بعد قرارات إسرائيلية متتالية أدت إلى مصادرة أكثر من 55% من أراضي القرية لصالح إقامة الجدار الذي يعزلهم عن أراضيهم الممتدة غربا، بالإضافة إلى إقامة عدة مستوطنات إسرائيلية عليها.وتعرض برناط نفسه للاعتقال في سجون الاحتلال وللإصابة بالرصاص عدة مرات، حيث يوثق الفيلم إطلاق جنود الاحتلال النار عليه مباشرة.ويؤكد أن الكاميرا أنقذت حياته بعدما تعرض لرصاصتين وُجهتا لرأسه مباشرة وتلقتهما الكاميرا التي كان يحملها.ويختم برناط الرواية في فيلمه بأنه سيستمر في التصوير لأن الكاميرا تمكنه من مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي وتساعده على البقاء في أرضه.