الرئيسية » آخر أخبار المرأة
فولساني تامانغ

لندن ـ المغرب اليوم

تعيش فولساني تامانغ في ملجأ مؤقت على منحدرات شرقي نيبال المُدرَّجة بعد أن دُمِّر منزلها في زلزال عام 2015، الذي حصد أرواح ما يقرب من 9 آلاف شخص، وترك مئات الآلاف مُشرَّدين، وفي قرار ثوري قررت أن تبني بيتها بيدها، فالزوج يعمل في السعودية.
وعندما بدأت، مثل كثيرات العمل في البناء، كان الرجال يسخرون منهن، تحكي فلساني لصحيفة The Guardian البريطانية أن الرجال كانوا يقولون لهنك "أنتنَّ نساء، ولا يمكنكن فعل الأمر، ولا ينبغي".
لكن بعد 12 شهرا، وبعد نجاحها في بناء 8 منازل، تغيَّرت الأمور.. "الآن يسير الرجال في الجوار صامتين حين يروننا نعمل. ولا يجرأون على إلقاء أي تعليقاتٍ سلبية".

هنا بدأت الخطوة الثورية في قرى نيبال
حين وقعت الكارثة، كان زوج فولساني يعمل في السعودية، شأنه في ذلك شأن الكثيرين من أبناء نيبال، بينما كان رجال قريتها مشغولين في إعادة بناء منازلهم، لدرجة يصعب معها أن يساعدوها في إعادة بناء منزلها.
"في ذلك الوقت، كان من الصعب حتى العثور على أحدهم ليبني حظيرة للأبقار، وكان الأمر مُحبِطا للغاية"، لذا قرَّرت فولساني أن تبني منزلاً بنفسها، فالتحقت هي وتسع نساء أخريات في بالو واباتي -وهي قرية تبعد بضع ساعات بالسيارة خارج العاصمة النيبالية كاتماندو- بدورةٍ تدريبية ليتعلمن فنون البناء.. كانت تلك خطوةً ثورية في ريف نيبال التقليدي للغاية، وكان رد فعل الرجال في القرية متوقعا.
أعاقت الاضطرابات السياسية والعوائق البيروقراطية، بجانب نقص البنَّائين المُدرَّبين، جهود نيبال للتعافي من زلزال 2015، الذي دمَّر أكثر من نصف مليون منزل.
وقامت وكالة هيلفيتاس السويسرية للتنمية بتمويلٍ من وزارة التنمية الدولية البريطانية بتدريب 6500 بنَّاء، ثلثهم من النساء.
تقول كريتي بوجو، إحدى مسؤولي البرامج بوكالة هيلفيتاس إن "التدريب مَنَحَ هؤلاء النسوة ثقةً أكبر بكثير. إنَّهن الآن يؤمنَّ بأنَّهنَّ قادرات على ممارسة أي نوع من العمل، وليس فقط بناء المنازل. وأصبح لديهن دخلٌ أكبر، ينفقنه غالباً على تعليم أطفالهن، ولم يعدن معتمداتٍ على أزواجهن".
تَلقِّى نحو 54 ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد تدريبا كبنَّائين، عبر برامج حكومية وغير حكومية، كجزءٍ من جهود نيبال للتعافي من الزلزال، تشكل النساء 10% فقط من هؤلاء.
وكشفت دراسة حديثة لمنصة Housing Recovery and Reconstruction، وهي منتدى عام لكل الهيئات المعنية بإعادة الإعمار بعد الزلزال، أنَّ النصف فقط من بين النساء اللاتي تحدَّث القائمون بالدراسة معهن وتدرَّبن كعاملات بناء يعملن في تلك المهنة.
تقول سيوبهان كينيدي، المستشارة بالمنصة: "بعض النساء اللاتي خضعن للتدريب كانت لديهن تجربة إيجابية، لكنَّ كثيرات منهن لا يجدن عملاً. والبعض لا يُمنَحن الثقة للقيام بالعمل، وأخريات يحصلن على أجور أقل من الرجال".
على طول المنحدرات المُدرَّجة شديدة الانحدار في بالو واباتي، تقف بقايا المنازل الحجرية التقليدية المُتصدِّعة إلى جانب ملاجئ الزلزال المؤقتة، التي تم بناؤها من الخيزران والألواح المعدنية. وتوجد بينها منازل جديدة من الطوب مقاوِمة للزلازل؛ بعضها لا يزال في مرحلة التأسيس، والبعض الآخر اكتمل بناؤه.
أحد المباني الجديدة، يحتل المكانة الأبرز، هو مبنى إداري مُؤلَّف من طابقين بُني على يد نساء، من بينهن رانجانا تامانغ.
تقول رانجانا: "شكا بعض الناس من أنَّ هذا المبنى سيستغرق من النساء شهرين لبنائه، لكنَّنا أنجزناه في شهرٍ واحد. يعترف الناس أنَّنا مؤهلاتٌ الآن، حتى لو لم يكيلوا لنا المديح".
تكسب رانجانا دخلاً لأول مرة من عملها في البناء، يصل إلى نحو 8.4 دولارات يوميا، وتقول: "اعتدتُ أن أكون مُعتمِدةً تماماً على أموال زوجي، لكن الآن يمكنني المساهمة في نفقات الأطفال. يمكنني الوقوف على قدميّ".
أما شارميلا تامانغ، وهي مُقاوِلة تُشرِف على بناء 12 منزلاً، وثلاثة منازل أخرى قيد العمل، فتقول: "أتعامل مع العمل الذي تعاقدتُ عليه كما لو أنَّني أبني منزلي الخاص. يرى الناس الآن أننا نعمل بجِد. وأصبحنا نحن النساء الخيار الأول عند بناء المنازل في القرية".
لكن بعض الرجال غير مقتنعين بكفاءة المرأة البنّاءة
ومثل الكثير من القرى في مختلف أنحاء نيبال، تعاني بالو واباتي نقصاً في الرجال. فالعشرات غادروا للعثور على عمل في كاتماندو أو بالخارج، لكنَّ شارميلا تقول إنَّ هذا ليس السبب الرئيسي الذي جعل النساء يتحولن إلى البناء. "الرجال لا يحبون القيام بالعمل الشاق. فبناء المنازل أمرٌ صعب. لذا، لم يرغبوا في خوض ذلك التدريب. الرجال أيضاً قد يشربون الكحوليات ويخلقون المشكلات، لكنَّ النساء يعملن معاً جيداً".
ورغم العمل الشاق في البناء، لكن في أماكن مثل بالو واباتي، لا يزال يُتوقَّع من النساء البنَّاءات أن يواصلن أعمالهن التقليدية؛ كالأعمال المنزلية، والزراعة، ورعاية الأطفال. ولكن شارميلا علقت على ذلك كأي رائدة أعمال: "إن لم يكن لدي وقتٌ للأعمال المنزلية، سأدفع لامرأة أخرى مبلغاً صغيراً كي تقوم بها من أجلي".
لكنَّ بعض الرجال لا يزالون غير مقتنعين. يقول جيان تامانغ، وهو نجارٌ محلي: "لا يزال هؤلاء النسوة يتعلمن. وعملهن ليس على مستوى مهني. لن أستعين إلا بالرجال".
لا تبالي رانجانا تامانغ بهذه التعليقات. وتقول: "نواجه هذه التحديات في كل يومٍ من حياتنا. لذا لا نقلق بشأنها، بل نتجاهلها ونمضي قُدُماً".​

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يستنكر تضييق إيران على…
القصر الملكي البريطاني يُعلن قلق أطباء الملكة إليزابيث الثانية…
تحقيق رسمي في اعتداءات جنسية بحق نساء مغربيات قام…
محبو الأميرة ديانا يحيون ذكرى وفاتها الـ25 وسط غياب…
مصر تشهد أول حالة "إنذار طاعة" لرجل في تاريخ…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة