الرباط - الدار البيضاء اليوم
لندن – على غرار جميع المغربيات اللواتي شرفن بلدهن في الخارج، تعتبر سليمة المدور واحدة من بين النساء اللواتي تألقن في مجال جد تنافسي هو القطاع المالي.وتمكنت هذه الشابة، المسلحة بتكوين متين في الرياضيات والمالية، ولاسيما بعزيمة ومثابرة لا مثيل لهما، من شق مسارها بهدوء، لكن بخطى واثقة، وذلك في عالم الأعمال بالحي المالي للندن “سيتي أوف لندن”.
وبفضل حس الالتزام والنضج الذي تتميز به على الرغم من صغر سنها، تشرف سليمة المدور التي أطفأت مؤخرا شمعتها الثالثة والثلاثين، على أحد الصناديق الاستثمارية الكبرى بلندن.
وفي معرض حديثها في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن مسارها المهني، الذي تعتبره بتواضع “ليس استثنائيا بما يكفي !”، تمثل سليمة بدون شك، مصدر إلهام للعديد من النساء اللواتي ما زلن يترددن في اقتحام مجال يهيمن عليه الرجال.
وقبل وصولها إلى إنجلترا لمواصلة دراستها في المالية والإدارة المصرفية بـ “كاس بيزنيس سكول” في لندن سنة 2007، كانت قد تابعت دراستها في الرياضيات بالأقسام التحضيرية في فرنسا.
ومن منطلق عزيمتها، بدأت سليمة في تسلق الدرج شيئا فشيئا، من خلال الاشتغال لدى بنك استثماري أمريكي في قلب الحي المالي للندن.
وشكلت هذه التجربة لمدة عام ونصف، والتي صقلت حس الالتزام لديها ومنحتها العديد من الصفات المهنية، بما فيها القدرة على التصرف في مواقف دقيقة، أساس طموحها للنجاح في مهنة الاستثمار.
ومن منطلق ثقتها في القدرة على إنجاز هو أفضل، ما لبثت أن انطلقت في تجربة مهنية جديدة لدى “روغي غلوبال بارتنيرس”، لتكون جزءا من فريق يتكلف بالزبناء المؤسساتيين.
وبالنسبة لهذه المحللة الشابة، لم تكن هذه المحطة سهلة كما يبدو، قائلة “لقد كان دورا يتطلب، في ذات الآن، إلماما بتقنيات التدبير المالي والعلاقات مع الزبناء”.
ولأن النجاح هو ثمرة العمل. بفضل مثابرتها، تمت ترقيتها بعد ثلاث سنوات فقط. ثم قررت بعد ذلك ترشيح نفسها لشغل منصب جديد في “أليانس برنشتاين”، الشركة العالمية لإدارة الأصول التي تقدم خدمات لإدارة الاستثمارات والبحوث لفائدة المستثمرين المؤسساتيين والخواص.
وضمن هذه الشركة، ساهمت هذه الشابة المغربية في إنشاء صندوق استثماري مستدام في ماي 2019، والذي تشغل حاليا منصب نائبة رئيس له.
ويمكن هذا الصندوق، على الخصوص، من تمويل إصدارات السندات من قبل الكيانات السيادية أو الشركات العاملة في المجالات ذات الصلة بالتنمية المستدامة.
ويشكل المكون الصحي واحدا من المجالات التي تفضلها الشابة المغربية. فمن خلال هذا الصندوق، تسعى إلى الاستثمار في الشركات التي تتيح الولوج للمنتجات الصحية الأقل تكلفة بالنسبة للساكنة، والتي تبتكر في مجال الأدوية أو التي تعمل في مجال الصرف الصحي أو المياه أو الولوج إلى التغذية.
وبعد هذا الأداء، فهي تطمح إلى العمل بمعية الشركة نفسها من أجل إنشاء صناديق استثمارية أخرى للسندات المستدامة، التي يفترض أن تشرف عليها.
واعترفت الشابة المغربية أنه على الرغم من جميع التدابير المتخذة لفائدة النساء، فإنهن لا زلن غير ممثلات بما يكفي في مناصب اتخاذ القرار، لاسيما في القطاع المالي.
وقالت إنه “في فريق مؤلف من ثلاثين شخصا، نحن ست نساء فقط، بينما تشغل أربع فقط مناصب عليا”.
وترى سليمة المدور، من جهة أخرى، أن المرأة المغربية “مرنة بطبيعتها”، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالعيش والتميز في مدينة مثل لندن.
وقالت “عندما أستيقظ كل صباح للذهاب إلى العمل أشعر بالسعادة. أتطلع دوما للتداول في الأسواق والتفاوض.. هذا يثيرني !”.
وتعترف هذه الأم الجديدة، بأن المهن المالية مقيدة للغاية، لكنها تصر على أن ثمار النجاح والشغف تستحق العناء !.
فهي، التي تجسد مثال المرأة المغربية الدينامية والطموحة، تستطيع التوفيق بين واجبات الأمومة ومسؤولياتها المهنية. شعارها في الحياة وفلسفتها هي الشغف والطموح
اقرأ أيضا
مجلس حقوق الإنسان في المغرب يطلق حملة لـ"مناهضة العنف ضد النساء في وضعية إعاقة"
ضعف تعيين النساء في المناصب العليا يراكم الانتقادات للعمل الحكومي في المغرب