مانيلا - المغرب اليوم
“أغاثا، شاميلا، بولين”.. ثلاث طفلات صغيرات، ستظل أسماؤهن محفورة في ذاكرة الفلبينيين جميعهم، وذلك بعد أن خطف الموت أرواحهن الغضّة الصغيرة بطريقة بشعة، عقب أن قتلهن المرح الطفولي في سيارة العائلة. ومن بين عشرات عناوين الأخبار التي ملأت وسائل الإعلام في الفلبين كان عنوان “وفاة 3 فتيات أثناء اللعب داخل السيارة”، الأكثر تأثيرًا وحزنًا في نفوس الكثيرين.
وحسب صحيفة “مترو” البريطانية، نقل موقع “سكاي نيوز”، أن السلطات الفلبينية، كانت قد عثرت على جثث الفتيات الثلاث وهنّ كل من “أغاثا موراليس” 9 أعوام، و”شاميل ألغيلا موراليس” 8 أعوام، و”بولين كيزيا موراليس”، أصغرهن وتبلغ من العمر 6 أعوام فقط في سيارة عائلية، بعد أن اختنقن بدرجة حرارة وصلت حتى 35 درجة مئوية، عقب أن حُبسن بغير قصد داخل السيارة خلال لعبهن فيها في مقاطعة “باتان”، يوم الإثنين 12 أيار/مايو 2018.
هكذا تسللن إلى حتفهن
ونقلت الصحيفة البريطانية عن وسائل الإعلام المحلية في الفلبين، أن “جيسي موراليس”، البالغ من العمر 31 عامًا، وهو والد الطفلة الكبيرة “أغاثا”، كان قد عاد من عمله في مصفاة للنفط، في حوالي الساعة 4 من مساء يوم الحادثة، وأوقف سيارته خارج المنزل كما يفعل عادة. ويرجح المحققون، أنه بعد ذهابه لتناول طعام الغداء، تسللت الفتيات الثلاث إلى السيارة بطريقة ما ليلعبن فيها. ولم يدرين أن هذه ستكون آخر مرة يلعبن فيها معًا.
وتابعت “ميترو”، أن الفتيات أغلقن باب السيارة بعد أن تمكنّ من الدخول إليها، إلا أنهن لم يستطعن فتحه مرة أخرى للخروج، وكانت النوافذ كلها مغلقة حينها ودرجة الحرارة تزيد عن الـ35 درجة مئوية. وبعد 4 ساعات من هذا العذاب الذي عاشته الطفلات المسكينات، شاهدتهن طفلة أخرى كانت تسير بجانب السيارة، وسارعت إلى الذهاب للمنزل وإخبار من فيه عمّا رأته.
لحظة اكتشاف الكارثة
بعد أن ركض “جيسي موراليس” إلى السيارة عقب ما أخبرته به الفتاة، فتحها مسرعًا محاولًا إخراج الفتيات الثلاث، إلا أنه وصل ووجدهن قد فارقن الحياة حينها بسبب اختناقهن بالداخل. وصرح “موراليس” لوسائل الإعلام المحلية في الفلبين، أنهن لم يتمكن من التنفس بسبب الحرارة الشديدة داخل السيارة، ما أسفر عن وفاة 3 فتيات أثناء اللعب داخل السيارة.
“قفل الباب” هو المُلام في هذه المأساة
على الرغم من الحزن الكبير الذي دبّ في قلوب ذوي الفتيات الثلاث الراحلات، إلا أن عائلاتهن كانوا متفهمين للأمر، حيث طالبوا الشرطة في مقاطعة “باتان” أن لا يستكملوا التحقيقات بالحادثة. وألقوا اللوم كله على “قفل الباب”، الذي كان مُعطلًا في السيارة.
على الجانب الآخر، تستمر الشرطة الفلبينية بتحقيقاتها في الحادثة، وتحاول الكشف إن كان ما حدث يعود إلى إهمال الوالدين، أو لأسباب أخرى. وكان “دينيس أوربيستا”، رئيس الشرطة في المقاطعة، قد صرح بعد الحادثة أن على الآباء أن يراقبوا أبناءهم جيدًا، وقال: “الأطفال يريدون اللعب بكل الأشياء في المناطق المحيطة بهم بدافع الفضول، وهو ما ينطوي على العديد من المخاطر، لذلك على العائلات أن يكونوا أكثر حذرًا”.
قد يهمك أيضا :