الرباط - الدار البيضاء
يتلقّى المواطن المغربي، منذ أسابيع، أخباراً غير صحيحة عن حالات جديدة للإصابة بوباء "كورونا"، وإعلان حالة الاستثناء المنصوص عليها في الدستور، وأزمة التموين الغذائي. وبما أن هذه الوقائع حدثت بالفعل، خلال مرحلة تاريخية سابقة، فإن ذلك يُمهد الطريق لتصديق الشائعات المتعلقة بها، لأن الشخص الذي يُصدر الشائعة يعتمد على معطيات وقعت سلفاً لتمرير معلومات غير واقعة.
شائعات مخيفة تتهاطل على المغاربة تعدّت بُعدها الهزلي، مستعينة بالتقنيات الحديثة من أجل نشرها على نطاق واسع، فكانت النتيجة تعميق الهلع وسط المواطنين؛ ويبقى مصدرها مجهولا، وتبقى صحتها موضع تساؤل، لكن غالبا ما يكون الهدف منها التخويف والإساءة والترويج لمعطيات مغلوطة، بينما تختلف دوافع ترويجها من طرف المستقبِل؛ بين الباحث عن التسلية والسخرية.
شائعات تجد من يعيد توزيعها، عن قصد أو بدونه، في ظل الأزمة القائمة حالياً، بالنظر إلى البحث الدؤوب عن المعلومة الصحيحة من قبل المواطن، ما يجعل من الفضاء السيبراني "سوقاً سوداء" من الوقائع المشكوك فيها، فينجرف خلفها الآلاف بحثاً عن المعطى الصحيح، في حين يبقى الهدف الأساسي لمروّجيها تحميل الدولة مسؤولية التقصير في مواجهة الوباء العالمي.
وبشأن انتشار الشائعات في زمن الأزمات، قال إدريس لكريني، مدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات بجامعة القاضي عياض في مراكش، إن "الكوارث والأزمات دائما ما تقترن بحالة كبيرة من الضغط النفسي، التي ترافقها غالباً حالة من الهلع والخوف، بفعل غياب المعلومة أو وجودها بشكل منحرف ومبالغ فيه، بما يمكن تسميته الإشاعة؛ فبجانب الأزمة القائمة توجد أزمة موازية مرتبطة بالأزمات النفسية التي ترفق الكوارث".
وأضاف لكريني، في تصريح ، أن "خلية الأزمة التي تُحدثها الدول عادة عليها أن تُنوّر الرأي العام بالمعلومات والوقائع على الدوام، بغية الحد من مخاوفه المبالغ فيها، وكذلك لتطويق وعزل الشائعات والمعلومات الخاطئة التي تُروج في هذه الأحداث"، وزاد: "في ظل الأزمة الناتجة عن انتشار الوباء، الدولة بمؤسساتها الرسمية اتخذت تدابير أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها كانت في الوقت المناسب".
وأوضح الجامعي المغربي أن "إجراءات الدولة اتخذت قدرا كبيرا من الجرأة والمسؤولية، لكن ينبغي أن يرافقها تجاوب مجتمعي، عبر الانضباط للتعليمات والنصائح التي تسعى إلى الحد من انتشار الوباء"، مستدركا: "بالإضافة إلى خلية إدارة الأزمة، هناك كثير من القنوات التي يُفترض أن تلعب دورا كبيرا، على رأسها الإعلام الرسمي والمحترف والمواطن على مستوى إيصال المعلومة الصحيحة للرأي العام".
واستطرد لكريني: "لا بد من ترسيخ ثقافة تدبير الأزمات من لدن الفاعلين، بما من شأنه طمأنة الناس ومنع السلوكيات المتسرعة التي قد تنمّ عن حسن النية، لكن تداعياتها خطيرة"، مبرزا أن "فعاليات المجتمع المدني والأطر التربوية والأحزاب السياسية وأئمة المساجد عليهم الانخراط في التوعية بمخاطر الأزمة"، خاتما: "نحن أمام صراع مع الزمن، لا يحتمل الأخطاء والارتجال واستحضار المصلحة الخاصة".
قد يهمك أيضا :
"فيسبوك" تقترح إحداث آلية لحماية معطيات المغاربة
"فيسبوك" تُطلق ميزة الصور الرمزية في محادثات "ماسنجر" وتعليقات موجز الأخبار