الرئيسية » التحقيقات السياحية
جبل رشمور في داكوتا الجنوبية،

واشنطن ـ عادل سلامة

يخطف جبل رشمور في داكوتا الجنوبية، الأنظار، عندما ترى السماء الزرقاء الساطعة مع الغيوم الرمادية، ولكنك لن تستطيع تسلق تلك الارتفاعات الشاهقة، لأنه غير مسموح للسياح بالاقتراب بهذا الحد، ولكن الإطلالات من الطرق المتجهة لهناك والمسارات العامة عظيمة بلا شك، وبالتأكيد هو مكان جيد لبدء زيارتك إلى داكوتا الجنوبية.

وللوهلة الأولى قد تبدو داكوتا الجنوبية كبيرة جدا وغامضة جدا بحيث يصعب قضاء عطلة الأسبوع بها، ولكن هنا يصبح هيتشكوك وهوليوود مفيدين، اختر من عقود من الأفلام المُنتجة في داكوتا الجنوبية وستجد المدن الأسطورية، والحياة البرية الرائعة، والمناطق المرتبطة بتاريخ المنطقة المضطرب، وكلها ضمن حيز متقارب.

وتذكر أفلام الرقص مع الذئاب، الرجل الكبير الصغير، كيف غلب الغرب، كارثة جين، هيدالجو، بادلاندز، ثندرهارت - وجميع أفلام المقاومة ضد الغربيين، وأفلام الجرائم وأفلام ألغاز القتل الغامضة، وإنها تمثل دليل غير رسمي للسفر، غريب الأطوار ولكنه ممتاز. وهناك استثناء ملحوظ، إذ يمكنك تجاهل ذا ريفينانت، على الرغم من أداء ليوناردو دي كابريو الحائز على جائزة أوسكار كرجل يقاتله دب على الجبل في داكوتا الجنوبية، والذي أصبح أسطورة عن قدرة البشرية على النجاة، حيث أن الريف الرائع الذي يصوره الفيلم يوجد في كندا والأرجنتين، وليس داكوتا الجنوبية.

ومن ثم ابدأ رحلتك في رابيد سيتي، وهي مدينة صغيرة وهادئة، ولكن يمكنك العثور بها على بعض الطعام الجيد والعروض الفنية والفنون الجميلة، اذهب إلى جبل رشمور وبالقرب منه النصب التذكاري كريزي هورس لشخص على ظهر حصان يُنحت ببطء في جبل آخر، وكان كريزي هورس أحد القادة العظام لقبيلة لاكوتا من الأميركين الأصليين.

ومن الجبال، توجه إلى بلاد الجاموس، الجاموس، المعروف أيضا باسم الثور الأميركي، كان على وشك الانقراض بحلول عام 1900، ولكنه نجا ويمكنك الآن رؤيته يتجول في مناطق معينة من ولاية داكوتا الجنوبية - إذا كنت تعرف أين تبحث. والقيادة إلى الجنوب من جبل رشمور هي بالفعل تجربة ممتعة، حيث تمر بالطرق الريفية المتعرجة والمروج والغابات والتلال الصخرية مع إطلالات رائعة.

وإلى الشرق من رابيد سيتي، الأراضي المسطحة التي تقود إلى بادلاندز ممتلئة بالمنازل القديمة والبلدات المهجورة وسط المزارع الحديثة، وبعيدا عن الأراضي المستوية، يرتفع فجأة جدار من الصخور الخشنة طوله 50 ميلا، يقسم البراري بحاجز صخري واسع وعالي، حيث تشتد الحرارة طوال الصيف ولا يوجد ماء أوظل، أصبحت المنطقة حديقة وطنية الآن، وتوفر تجربة غريبة للمشي لمسافات طويلة، في الماضي، كان يمثل عقبة مخيفة للعربات.

وهنا أيضا حاولت قبائل لاكوتا الهروب من الجيش الأميركي في عام 1890، ولكن الجيش تتبعهم جنوبا إلى مكان قاحل حيث فقدوا أملهم الأخير في مقاومة الرجل الأبيض في المجزرة في وونديد ني، حيث قُتل مئات من الرجال والنساء والأطفال من قبائل لاكوتا بدم بارد. في عام 1992 صُوِر فيلم ثندرهارت بطولة فال كيلمر وغراهام جرين في بادلاندز، وكلاهما جيدان للرؤية والبصيرة.

وعند زيارة بادلاندز الآن، ستجد جاذبية قاتمة في التضاريس، وخصوصا عند شروق الشمس وغروبها الذي يبرز الطبقات البرتقالية والحمراء من القمم الصخرية، المشي إلى قلب الصخور مرعب، حيث تشتد الحرارة كما الجحيم، وتنتشر الثعابين، ولكن بطريقة أو بأخرى فإن نائية المكان وهدوئه يجعلانه مثيرا للاسترخاء.

ويمكنك تجربة كلا الجانبين من العملة الأميركية في بادلاندز، على الجانب الشمالي تقع المدينة السياحية الصغيرة حيث يقع محل الأدوية المحلي الشهير الذي يحتوي على الطعام السريع والهدايا التذكارية. وعلى بعد بضعة أميال حيث موقع الصواريخ مينوتمان، يوجد الآن موقع تاريخي وطني مع مركز للزوار، يمكنك أن ترى المكان حيث كانت تستعد أصابع فوق زناد الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة.

وأما الجانب الجنوبي فهو تناقض حاد - أميال من الأرض غير الممهدة حيث توجد الطرق التي استخدمتها قبائل لاكوتا محمية. وهناك عدد قليل من عوامل الجذب هناك حيث البلدات الفقيرة المشتتة، ولكن على ارتفاع حاد بالقرب من باين ريدج وحدود نبراسكا توجد بقعة للتذكرة بالماضي، مقبرة صغيرة مثيرة للشفقة وهي تمثل النصب التذكاري الوحيد لمذبحة وونديد ني.

وماذا تفعل بعد ذلك؟ بدون تفكير، اقلب صفحة مختلفة من كتيب هوليوود غير الرسمي وانطلق على طريق قصير إلى شرق وايومنغ حيث برج الشياطين "ديفيلز تاور"، هذا التكوين الصخري الضخم الشي طالما كان محبوبا، ولكنه أصبح مشهور عالميا عندما اُستخدم الموقع كموقع هبوط السفينة الفضائية الغريبة في فيلم لقاءات قريبة من النوع الثالث، في العقود التي مضت منذ تصوير الفيلم الشهير عام 1977، كان ليصبح برج الشياطين بسهولة بنفس شهرة ديزني، وستجد الكثير من مغناطيس الثلاجة على شكل فضائيين خضر للبيع، ولكن الصخرة نفسها محمية باعتبارها نصب تذكاري وطني، مما يجعل المكان كأنه خارج العالم، ويمكنك العودة بسهولة إلى رابيد سيتي. ولن يمكنك رؤية جميع المناطق بداكوتا الجنوبية، التي تغطي 77000 ميل مربع، في زيارة واحدة، ولكن بالتأكيد ستتمكن من رؤية العديد من الأماكن المثيرة للاهتمام.

 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الكنفدرالية المغربية للسياحة تُؤكد الانخراط الكامل في طموحات "رؤية…
وزيرة السياحة المغربية تؤكد أن "رؤية 2030" تُخطط لمضاعفة…
فاطمة الزهراء عمور تُؤكد أن المملكة تَطمح لمُضاعفة عدد…
انتقادات لغلاء أسعار الفنادق والإقامات السياحية خلال الصيف في…
مطار الحسن الأول في العيون يسترجع 76% من حركة…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة