تونس ـ أزهار الجربوعي
ينفذ الأطباء المقيمون والداخليون في تونس إضرابًا عامًا، لمدة 5 أيام، تعبيرًا عن رفضهم للقانون الإلزامي للعمل في المحافظات والمناطق الداخلية، في حين اعتبر وزير الصحة عبد اللطيف المكي أن القانون يندرج في إطار التضامن الاجتماعي مع الجهات الضعيفة، وتحقيق التنمية العادلة، وتوفير الكفاءات الطبية، وتوزيعها بشكل عادل على جميع المدن والمناطق.ورفع الأطباء، الذين تجمعوا أمام ساحة المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، شعارات تنادي بضرورة إلغاء الصيغة الإجبارية لقانون العمل في المناطق الداخلية، معربين عن استعدادهم للتفاوض مع وزارة الصحة.وقد دخل الأطباء الداخليين والمقيمين، في مستشفيات المنستير وتونس، في إضراب عن العمل، يتواصل إلى السبت 14 كانون الأول/ ديسمبر 2013، احتجاجًا على مشروع قانون العمل الإجباري في المناطق الداخلية.ويطالب الأطباء بقانون واضح، ينظم عمل الأطباء الداخليين والمقيمين، وإلغاء مشروع القانون الخاص بالعمل الإجباري في المناطق الداخلية، مباشرة بعد تخرجهم، وسن قانون ينظم مهنة الطبيب الداخلي والطبيب المقيم، مشيرين إلى أنهم "لا يرفضون العمل في المناطق الداخلية، ولكن يرفضون الطابع الإلزامي والإجباري للقانون".من جانبه، أكّد وزير الصحة العمومية عبد اللطيف المكي أن "إضفاء الصبغة الإلزامية على القانون المتعلق بعمل الأطباء في المناطق الداخلية يأتي ضمن مشروع استراتيجي وطني، بغية تقليص الفوارق بين الجهات"، مشيرًا إلى أن "الوزارة دعت الأطباء إلى التفاوض لكنهم رفضوا".وأكّد المكي أن "القانون يندرج في إطار سياسية الدولة لتحقيق التضامن الوطني، وتكريس التنمية العادلة وعدم حرمان المناطق الداخلية من الكفاءات الطبية"، لافتًا إلى "وجود ضعف في إقبال الأطباء على مناظرات، التي تهدف إلى تغطية حاجيات المناطق الداخلية من الأطباء"، داعيًا المضربين إلى "تقديم مقترحات عوضًا عن الوقفات الاحتجاجية والإضرابات".وكان قرار الحكومة التونسية بإحداث كليات طب جديدة في محافظات مدنين، وسيدي بوزيد، والقصرين، قد أثار موجة إحتجاجات عارمة طالت العديد من المناطق، والمحافظات، على غرار قابس وقفصة، التي تطالب بدورها بكليات طب، لكن هذا القرار طرح إشكالية غياب الكفاءات الطبية عن هذه المناطق، وعدم توفر معدات لوجيستية وبنية تحتية لاحتضان كليات الطب، لاسيما من حيث الافتقار إلى المستشفيات الجامعية، التي تتولى مهمة تدريب طلبة كليات الطب فور تخرجهم، والتي توجد في الولايات الثلاث الكبرى فقط، تونس، وصفاقس، وسوسة.