الرباط ـ الدار البيضاء اليوم
بموازاة إسدال الستار على الدورة العشرين لجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، أمس، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، فُتحت نافذة جديدة في المسار الممتد لهذه الجائزة، بإعلان تنظيم أنشطة ثقافية لتسليط مزيد من الأضواء على سيرة الرحالة المغربي الشهير.وأعلن محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، في ختام حفل توزيع جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، أن التفكير جار لتنظيم يوم دولي حول الرحالة ابن بطوطة بمسقط رأسه مدينة طنجة من أجل تكريس صورته الرمزية.
وقال بنسعيد إن احتضان المعرض الدولي للنشر والكتاب جائزة ابن بطوطة، بعد انطلاقها من العاصمة الرباط منذ عام 2003، بمناسبة تتويجها عاصمة للثقافة العربية، هو تعبير عن العرفان للرحالة المغربي، الذي قدم صورة رائعة عن المغرب بإفريقيا والعالم، مبرزا أن الرحالة المغربي، الذي جاب أصقاع العالم في رحلة امتدت أكثر من سبع وعشرين سنة، كان أيقونة إنسانية.
ونوه الشاعر السوري نوري الجراح، في كلمة له بالمناسبة، بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، مبرزا أن الإنتاج الأدبي في هذا المجال كان محدودا، لكنه يشهد الآن تطورا من حيث عدد النصوص وجودتها، “وهو ما يعكس هم العرب، مشرقا ومغربا، بالسفر إلى الآخر، والبحث والسؤال عن الآخر واكتشاف الذات من خلال اكتشاف الآخر”.
وأضاف أن المغرب “كان منطلقا ومَوْئلا لأدب الرحلة، لأنه هو المبادر إلى السفر جهة الشرق وأيضا إلى التجارب الإنسانية الأخرى”، مبرزا أن أدب الرحلة “أنجب شيخ الرحالين شمس الدين الطنجي، المكنّى بابن بطوطة”.
ومكّنت جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، يتابع الجراح، من سد الخصاص الكبير الذي كان مسجلا على مستوى نصوص أدب الرحلة، “فقبل انطلاق هذه الجائزة لم تكن لدينا سوى رحلات متداولة على عدد أصابع اليدين، وربما اليد الواحدة، والآن صارت لدينا خزانة عظيمة لأدب الرحلة، تضم الأعمال التي أنجزت تحت خيمة شيخ الرحالين العرب ابن بطوطة”.
وعبّر عبد الرحيم بسوسو، عضو لجنة تحكيم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، عن أمله بأن يستمر المغرب في توسيع نطاق نشر إرث ابن بطوطة، “الذي نحلم أن يكون شراعه هو الذي يدلنا على الطريق، وسفينته هي التي تحملنا في كل الاتجاهات”، مضيفا “ننتظر من المغرب أن يكون هو صانع هذه السفينة، وداعيا الركاب إلى ركوبها في كل اتجاه”.
ووصف بسوسو الرحالة المغربي ابن بطوطة بـ”المؤسس العظيم الذي دل الإنسانية بأسرها على طرق المغامرة والاكتشاف والكشف، والعود الحميد دائما بمدخرات منسية يندر العثور عليها إلا عبر رحلات كتلك التي قام بها”.
وآلت جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في فرع الرحلة المحققة إلى عيسى عودة مرهومة من الأردن، ومحمد عيناق من المغرب. فيما فاز بالجائزة في فرع الدراسات حافظ قاسم صالح صادق من اليمن، وفي فرع الرحلة المترجمة فازت نعيمة الحوسني من الإمارات، وهادي عبد الله الطائي.
كما تُوجت لينا هويان الحسن من سوريا، وعمار علي حسن من مصر بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في فرع الرحلة المعاصرة، وفاز بجائزة فرع اليوميات أحمد سعيد نجم من فلسطين.
وفي فرع اليوميات المترجمة فاز يوسف وقاص من سوريا، وأيمن حسن من تونس، ونال جائزة فرع الربورتاج الرحلي زهية منصر من الجزائر. فيما فاز أحمد زكرياء من مصر، وملاك دينيز أوزدمير من تركيا بجائزة فرع الربورتاج الرحلي المترجم.
قد يهمك ايضا:
تسليم جائزة ابن بطوطة الدولية للتواصل الحضاري لجامعة سيدي محمد بن عبد الله