القاهرة – هشام شاهين وحسام السيد خطف المنتخب المصري للشباب لكرة القدم بطاقة التأهل إلى نهائيات بطولة كأس العالم للشباب التي ستقام بتركيا عقب فوزه على منتخب الجزائر بهدف مقابل لاشيء في المباراة التي أقيمت بينهما مساء الثلاثاء في الجزائر ضمن منافسات بطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها الجزائر والتي انطلقت السبت الماضي.ونجح المنتخب المصري في إنهاء الشوط الأول متقدمًا بهدف مقابل لاشيء أحرزه مدافع النادي الأهلي الشاب وقائد شباب الفراعنة، رامي ربيعة - في الدقيقة  43 عندما نجح في تحويل كرة عرضية أرسلها أحمد سمير إلى الشباك بضربة رأس متقنة.  لعب المنتخب المصري للشباب مباراة كبيرة في الشوط الأول وقدم أداء متوازنًا وسيطر على مجريات اللعب، وأجاد لاعبو الفريق وبصفة خاصة رامي ربيعة وصالح جمعة وأحمد حسن كوكا وتريزيجيه، كما نجح حارس المرمى، مسعد عوض، في إنقاذ مرماه من عدة فرص خطيرة. وفي الشوط الثاني نجح أبناء المدير الفني ربيع ياسين في الحفاظ على التقدم لينهي المنتخب المباراة فائزًا بالنقاط الثلاث التي كانت كفيلة لضمان تأهل المنتخب لكأس العالم، وذلك على الرغم من الضغط الهجومي الشديد الذي شنه أصحاب الأرض لتحقيق التعادل. وجاء الفوز الثاني على التوالي لمنتخب"الفراعنة" في البطولة، بعد أن كان قد اجتاز نجوم غانا في الجولة الأولى،  ليرفع رصيده إلى 6 نقاط كاملة في صدارة  المجموعة الثانية وضمن التأهل إلى الدور قبل النهائي، بغض النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة في المجموعة أمام منتخب بنين، ليترك الصراع على بطاقة التأهل الثانية بين المنتخبات الثلاث "الجزائر وبنين وغانا"، فيما حجز المنتخب المصري أول بطاقة تأهل إلى مونديال الشباب من بين البطاقات الأربع المخصصة لفرق قبل نهائي البطولة الأفريقية، علما بأن المنتخب الجزائري كان قد تعادل في مباراته الأولى أمام بنين. وشهدت المباراة بعض لحظات التوتر والسخونة  كطابع مباريات المنتخبين في مختلف الفئات السنية، وفي كل البطولات، وأستكمل المنتخب المصري الدقائق الخمس الأخيرة من اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد لاعبه "البديل" محمود حماد لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية. وغلب الأداء التكتيكي والالتزام بتعليمات المدربين على الشوط الأول، حيث وضح الاندفاع الهجومي للخضر في محاولة لاستغلال ميزة الملعب والمؤازرة الجماهير الكبيرة، في الوقت الذي كان أداء الفراعنة أكثر حرصًا دفاعيًا وهجوميا، ولكنه كان أكثر فاعلية على مرمى نسيم حارس مرمى المنتخب الجزائري، في الوقت الذي نجح منتخب الفراعنة في تسيير اللقاء مثلما أراد في الشوط الثاني، وكان من الممكن أن يضاعف النتيجة، وساعده على تفوقه تألق حارس مرماه مسعد عوض، إضافة إلى توتر لاعبي الجزائر بمرور الوقت.  جاءت البداية خضراء في محاولة لهز الشباك المصرية مبكرًا، لاسيما عن طريق انطلاقات لاعبين سريعين هما محمد الأمين بن خماسة، وزين الدين فرحات، من على الإطراف، ولكن التزام مدافعي مصر بأداء الواجبات الدفاعية وعدم التقدم نحو الهجوم، لم يمنح المنتخب الجزائري المساحة التي كان ينتظرها الفرنسي  جون مارك نوبيلو مدرب الخضر. وفي المقابل وضحت تعليمات ربيع ياسين مدرب الفراعنة إلى لاعبيه بعدم الاندفاع نحو ملعب المنتخب الجزائري، وتحين الفرصة في تشكيل هجمات مرتدة سريعة، استغلال لمهارة المثلث الهجومي المكون من صالح جمعة وأمامه الثنائي أحمد حسن "كوكا" ومحمود تريزيجه، في ظل اندفاع أخضر متوقع لتعويض تعادله في أولى مبارياته أمام بنين. وعبر المنتخب المصري عن رغبته الهجومية في الدقيقة 7 بمحاولة توغل من صالح جمعة داخل منطقة الجزائر، ولكنه يسقط ويحصل على بطاقة صفراء للتحايل، وبعدها بدقيقتين سدد أحمد رفعت تصطدم بأحد المدافعين وكادت تغير اتجاهها، ولكنها علت العارضة مباشرة. وتظهر خطورة انطلاقات المنتخب الجزائري خاصة عن طريق زكريا حدوش، والمشاكس زين الدين فرحات، حامل لواء معظم الهجمات الخضراء الخطرة، والذي كاد أن يسجل من توغل خطير في الدقيقة 21 ولكنه سدد في يد الحارس المصري مسعد عوض. لم يكن مرور الوقت دون اهتزاز للشباك المصرية، إلا دافعًا لتفوق منتخب الفراعنة، وهبوطًا نسبيًا في السيطرة النظرية للمنتخب الجزائري، ومثلت الكرات العرضية داخل منطقة جزاء الأخضر خطورة واضحة في ظل عدم رقابة على مهاجمي مصر، فيسدد أحمد رفعت رأسية من دون رقابة في يد الحارس الجزائري نسيم في الدقيقة 27. ويزداد  الوجود الهجومي المصري في نصف الملعب الجزائري، لاسيما في ظل نشاط ملحوظ للجبهة اليسرى التي يشغلها أسامه إبراهيم الذي يمرر كرة عرضية خطيرة، ولكن تمر من مهاجمي منتخب مصر اللذين يفشلا في تسديدها على الترتيب، وتعقبها تسديدة من صالح جمعه فوق المقص الأيمن مباشرة لمرمى نسيم. وينجح المنتخب المصري في استغلال نقطة ضعف الدفاع الجزائري المتمثل في الكرات العرضية، ويصطاد المدافع رامي ربيعه الموجود داخل منطقة الجزاء من دون رقابة الكرة ويسددها بإتقان على يمين الحارس الجزائري نسيم محرزًا هدف مصر الوحيد في الدقيقة 43. يدخل المنتخب الجزائري الشوط الثاني برغبة عارمة في تصحيح أوضاعه، لاسيما وأن الخسارة تعني له ضياع حلم كبير، ووضحت تعليمات نوبيلو للاعبيه بضرورة التسديد من خارج المنطقة ومحاولة اللعب السريع لاختراق دفاعات المنتخب المصري من العمق. وكانت المحاولة الأولى من عبد الرحمن الصايدي الذي مر من أكثر من مدافع مصري على حدود المنطقة، وسدد كرة خطيرة ولكنها ارتطمت وخرجت بجوار القائم الأيسر مباشرة إلى ركنية في الدقيقة 50. ويرد ربيع ياسين مدرب مصر بمحاولة لتهدئة رتم اللقاء من خلال السيطرة على منطقة المناورات، وعدم المخاطرة بتغليب الشق الهجومي، وذلك للسيطرة على ثورة الأداء الجزائري، فيدفع بمحمد عبد المنعم "كهربا" بدلا من أحمد رفعت، ومحمود حماد بدلا من أسامة إبراهيم. يلجأ المنتخب الجزائري إلى سلاح التسديد القوي من خارج المنطقة سواء من زكريا حدوش أو زين الدين فرحات، في محاولة لفك طلاسم الدفاع المصري المتمركز بشكل سليم، ولكن معظم التسديدات طاشت أو وجدت طريقها ليد مسعد عوض حارس المنتخب المصري الذي تألق في اللحظات الحاسمة. بمرور الوقت يزداد توتر لاعبي الجزائر وبدأوا يفقدوا تركيزهم، بينما تزداد ثقة لاعبي مصر من خلال كثرة التمريرات في وسط الملعب، لكن من دون تهديد حقيقي لمرمى نسيم مثلما كان الحال في الشوط الأول، ولكنه كان أمرًا كفيلًا بتحقيق طموح الفراعنة. وكاد البديل الجزائري توماس محمد يدرك التعادل من خطأ مشترك بين الدفاع والحارس المصري، ولكن الكرة تهرب منه، وفي الدقيقة الأخيرة كان صالح جمعة يحرز الهدف الثاني من انفراد تام ولكن الحارس الجزائري يتصدى للكرة ببراعة، وترتد الكرة لهجمة خضراء يحاول البديل المصري محمود حماد إيقافها بقوة، فيحصل على البطاقة الصفراء الثانية، ويستكمل المنتخب المصري 5 دقائق من الوقت الضائع بعشرة لاعبين من دون جديد ليتأهل الفراعنة إلى دور الثمانية وإلى نهائيات كأس العالم. ومن جانبها، قررت رئيس البعثة سحر الهواري مخاطبة مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم من أجل صرف مكافآت إجادة خاصة بالمنتخب بعد الوصول إلى مونديال تركيا فيما تلقت البعثة سيلًا من المكالمات الهاتفية لتقديم التهنئة على الإنجاز الكبير.