عقدت اللجنة المركزية لشبيبة حزب العدالة والتنمية، في المغرب، أعمال دورتها العادية لعام 2017، يومي السبت والأحد الماضيين في بوزنيقة.

وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، خلال كلمته بعد الجلسة الصباحية :" كحزب سياسي ليس مقصودنا السلطة لذاتها أو السلطة لمرحليتها، لأن القضية ليست أن تتحمل السلطة لمدة سنوات محددة، ثم يغلق القوس كما يقول البعض، ولكن نحن نريد الإصلاح، وهذا إشكال كبير وفظيع"، مضيقًا :" أن الإصلاح السياسي هو أن نحاول إصلاح بلادنا، بحيث كل واحد مسؤول عن عمل يحاول أن يقوم به على الوجه الصحيح، مما يجعل مجموع الفاعلين سيكون أثرهم كبيرًا".

وشدد ابن كيران أن الإصلاح الذي يريده الحزب لن يكون على حساب الوطن، حيث قال " سنفعل، لأننا جئنا من أجل الإصلاح وليس لشئ آخر"، منبهًا إلى أن الإصلاح أصعب من الثورة، وأردف: " نحن مسالمون، مرنون، لكن يبدو أن الأطراف الأخرى لا تستقبلنا بالقبول الحسن، فهي لا تريدنا، لأن عندنا هدف واضح وهو الاستمرار في الإصلاح"، مسترسلاً "الإصلاح ليس أمرا لحظيًا، بل يحتاج إلى دينامية تدخل للمجتمع، وهي قد دخلت بالفعل".

وأضاف أن "عدم الإصلاح هو خطر على الجميع، عليكم وعلى وطنكم ودولتكم، ولا يمكن القبول به، ولابد من المقاومة، وإن كان للأمر كلفة، ويمكن أن يكون له كلفة، باعتبار أن الطريق الذي اخترناه له خصوصية".

وذكر بنكيران ، أن "المنطق الذي حكم العالم في القرن العشرين هو منطق الصراع، ونحن اخترنا منطق الاعتراف بالمشروعية، التشبث بالمؤسسات، والدفع باتجاه إقامة العدل بين الناس، إنصاف المظلومين"، متابعًا "ما يقترحه العدالة والتنمية وجدت الأمة فيه راحتها، وجدوكم معقولين نزهاء متشبثون بملكيتكم ومدافعين عن مصالح وطنكم، أنت أمل، ولذلك صوتوا عليكم".

وأردف أن "هناك أسئلة ثقيلة تطرح اليوم، مرتبطة بالدستور الذي يقول إن الحكومة يترأسها الحزب الأول، الملك اختار الأمين العام لرئاسة الحكومة في قراءة ديموقراطية عالية للنص الدستوري، ثم يحاول البعض الوقوف في وجه كل هذا، فهذا يعني أن الأحزاب الأخرى لا تبالي بالديموقراطية ولا تبالي بأصوات الناخبين، وهذا يجعلنا نعيش أمام مشهد سوريالي غير معقول، ولا يمكن أن نبقى ننظر صامتين، لابد أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية".

وفي تعليقه على الحالة التي يشهدها مسار تشكيل الحكومة، أكد ابن كيران، أن المشهد السياسي لن يبقى كما هو الآن إلى الأبد، فلابد من حل، وتابع "وقد نعيد الانتخابات، وقلنا إننا لا نريد الإعادة، لأن الانتخابات هي لحظة مخاض صعب".