الرئيسية » إختراعات علوم وتكنولوجيا
"التآمر" الإلكتروني عبر الانترنت

واشنطن - المغرب اليوم

طوى عام 2017 صفحة حروب نُسبت إلى الإنترنت على غرار "الربيع العربي" الذي ساهم فيه "فيسبوك". وانتشرت أيضًا تهم "التآمر" الإلكتروني شرقًا وغربًا، ربما كان نموذجها الأبرز التحقيق في "تواطؤ" مفترض بين روسيا والرئيس دونالد ترامب في انتخابات أوصلته إلى الرئاسة. وبذا، انكشف وجه مفزع لحروب سيبرانيّة كبرى تتحكّم فيها الدول الكبرى وحدها، إذ اختتمت السنة على عناوين إعلاميّة كـ "حرب كوابل الإنترنت: ماذا لو قطعت روسيا الإنترنت عن العالم"؟ و "أميركا تعلن حربًا سيبرانيّة على روسيا في أوكرانيا"، و "حلف "ناتو" قلق من نشاط غوّاصات روسية بالقرب من كابلات الإنترنت" و "الجيش البريطاني يحذّر من لجوء روسيا لسلاح الكوابل" "تحقيق في دور شركة فرنسية في مراقبة الإنترنت لقمع المعارضة في دول شرق أوسطية" و "مواقع التواصل الاجتماعي أخطر أسلحة الدمار الشامل" وغيرها. 

وشاع استعمال لغة الحروب الكبرى في الحديث عن دمار واسع تنشره الإنترنت، واندرَجْ فيه التدخّل الروسي المفترض في انتخابات أميركا. وفي ظل استحضار ذلك الشبح، صوّتت "لجنة الاتّصالات الفيديراليّة" في أميركا على قرار يلغي حياد الـ "نت". وأفلت القرار كابوسًا أزعج شعب الإنترنت المتكوّن من أفراد الـ "هومو ديجيتالز" (Homo Digitals)، أو "الكائن الرقمي" الذي هلّلت الألسن بولادته وتكاثره طيلة سنواتٍ سابقة، إذ ألغى الكابوس الجديد قانونًا أصدره الرئيس السابق باراك أوباما في 2015، وكان يلزم شركات الاتصالات بالتعامل بحياد مع المحتوى الرقمي الذي تقدّمه للجمهور الرقمي عبر شبكاتها، وبات مسموحًا لمقدّمي خدماتها الحصول على مبالغ إضافيّة نظير إعطاء أولويّة لمحتوى معين على آخر. 

 يتمثّل الخطر الأكبر لإلغاء حياد الـ "الانترنت" في البعد السياسي، إذ يوفّر ذريعة ممتازة للدول لخنق حرية التعبير. مثلًا، جاءت مجاهرة ترامب بضرورة قطع الإنترنت في الحالات التي يصبح فيها منصة للإرهاب. وعقب الانفجار في محطة للمترو في لندن الخريف الفائت، غرّد ترامب مناديًا بقطع الـ "نت" كونه "أداة رئيسة" في تجنيد الإرهابيّين. وبدت تغريدته كأنها صدى لأصوات عربيّة تجرأت عام 2011 على اعتبار الإنترنت عدوًا يهدف إلى تفتيت الدول وإسقاطها، ما يحتّم قطعه ومنعه. وآنذاك، قوبل ذلك بشجب غربي وتنديد عربي حقوقي واسع. 

وعلى رغم التناقض والصراع المفترض بين أميركا وروسيا، شهد 2017 شدوًا متناغمًا بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع الشبكة العنكبوتيّة. وفي الخريف المنصرم، طالب بوتين وكالات إنفاذ القانون في بلاده باتخاذ إجراءات صارمة لمحاربة نشر التطرّف عبر الإنترنت، مؤكدًا أن الاستخدام "العادي" لن يتعرّض لقيود. وواضح أن ذلك التوجّه الروسي قريب من القرار الأميركي بإسقاط حياد الـ "نت". ويبدو التناغم مستغربًا في ختام سنة استهلت على ضجيج صاخب عن احتمال ضلوع روسيا، بل ربما رئيسها، في تدخل إلكتروني في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة. وسرت نغمة "انتقام" بوتين من المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون، عبر قرصنة إلكترونية يفترض أنها ساعدت ترامب. وأفضت الضجة إلى تناغم بلغ ذروته مع تصريح ترامب أخيرًا بأنّه يصدّق فعليًّا ما أخبره به بوتين عن عدم تدخّله عنكبوتيًّا لمصلحة الفائز ترامب! 

في 2017، بدا واضحًا أن الآراء التي سرت طويلًا عن قدرة المعلوماتيّة على نشر الديموقراطيّة، خصوصًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى خفوت، بل الوجوم والصمت. وعلى مدار العقد المنصرم، ضجّ المشهد العنكبوتي بصخب أصوات المهللين بنشر الديمقراطية عبر الإنترنت، وتطبيقها في الدول كلّها، خصوصًا الشرق الأوسط القديم قبل أن يدخل مرحلته الجديدة. وقبل أن تصل تلك الفورة العنكبوتيّة إلى محطة تحقيق الديمقراطية، مرّت بمسار السؤال عما إذا كانت "دمقرطة" الشعوب عبر الإنترنت خيرًا بالمطلق. ويبدو أنّ العام المنصرم حمل إجابات صادمة كونها جاهرت بالتشكيك في دور الديمقراطية الشبكيّة غير المحسوبة بدقّة، في تفتيت الدول وخراب الأمم. 

وفي تقريرها السنوي عن حرية الإنترنت، وجدت منظمة "فريدوم هاوس" أنّ عددًا متزايدًا من الحكومات تلاعبت خلال عام 2017 بالحريّات الشبكيّة. وشمل ذلك استخدام معلّقين مأجورين، وحسابات آليّة مزيفة بهدف نشر الدعايات الموجهة سياسيًا. ومارست 18 دولة على الأقل ذلك التلاعب، بينها أميركا التي يرجّح أنّه جرى التلاعب "عنكبوتيًّا" في انتخاباتها. 

ووفق التقرير، كان 2017 العام السابع على التوالي في تراجع الحريّات على الإنترنت. وقدّم نماذج كثيرة عن التراجع شملت دولًا ديمقراطية وأخرى في طريقها إلى الديمقراطية وثالثة غير ديمقراطية. وأشار تقرير "فريدوم هاوس" إلى استخدام تركيا قرابة ستة آلاف شخص لرصد معارضي النظام على الشبكة، واتّهم وروسيا بالتدخل في انتخابات أميركا، ووضع الصين في صدارة قائمة الدول الأكثر تلاعبًا بالإنترنت. 

وكخلاصة، شهد 2017 لملمةً لوعود "عنكبوتيّة" لم تعد تحلق في سماء الشعوب بجناحي ملاك وهالة قديس وقلب لا يعرف إلا الخير المطلق. وربما يشهد عام 2018 انتشار يقين عن أن للإنترنت مخالب وأنيابًا ومفاسد، تشهد بوجودها الدول التي صنعت تلك الشبكة وعملت على نشرها عالميًّا.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

ناسا تُعلن عن محاولة جديدة لإطلاق صاروخها إلى القمر…
ميتا تتيح للمستخدمين مشاركة مقتنياتهم الرقمية على فيس بوك…
تلسكوبات "جيمس ويب" و"هابل" تنشر صورا لاصطدام مركبة "ناسا"…
مركبة ناسا ترصد كثبانًا رملية بأشكال جميلة على سطح…
اعتماد تقنية "الحكم الروبوت" المختصَّة في الكشف عن حالات…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة