الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
كشفت دراسة أنجزتها الشركة الروسية «كاسبرسكي»، المتخصصة في تكنولوجيا الأمن الإلكتروني أن 9 أطفال مغاربة من أصل 10 يستخدمون الهواتف الذكية بشكل يومي وأن 68 في المائة منهم يتوفرون على هواتف ذكية خاصة بهم. كما أكد 87 في المائة من الآباء الذين شملهم الاستطلاع، أن طفلهم يتوفر على هاتف مربوط بشبكة الإنترنت و66 في المائة منهم يتوفر أطفالهم على هواتف ذكية خاصة بهم. بينما كشف 58 في المائة من الآباء أن طفلهم الذي يتابع دراسته في التعليم الابتدائي (12 سنة وما فوق) يتوفر على هاتف، في حين أن 27 في المائة يتابعون دراستهم في الثانوي.
وأوضح 60 في المائة من الآباء المغاربة أنهم لا يثقون في أطفالهم ومدى اختياراتهم الصحيحة في ما يخص استخدام الإنترنت، وهو الرقم الذي يتناقض كليا مع استخدام الحلول الرقمية التي تمنع الأطفال من الوصول إلى بعض خصائص الانترنت الخاصة بالكبار، في الوقت الذي أكد 88 في المائة من الآباء أنه لم يسبق لهم في أي مرحلة الاعتماد على تطبيقات خاصة بالرقابة الأبوية.
وتشير نتائج الدراسة، التي صدرت أمس، إلى أن 9 آباء مغاربة من أصل 10 يشعرون بأن أطفالهم يتجاوزون قدراتهم المعرفية في كل ما يخص عالم التكنولوجيا، كما أن نسبة 60 في المائة من الآباء الذين شملتهم الدراسة كشفوا أنهم لا يثقون في استخدام أطفالهم للأجهزة والمحتويات الرقمية. واعتبرت الدراسة أنه لا يمكن حصر مخاطر التعرض المفرط للشاشات والإنترنت بالتجارب السيئة التي يمكن أن يقوم بها الطفل على الإنترنت فقط، بل تتجاوز ذلك للوصول إلى المخاطر التي من شأنها أن تقف عائقا أمام نموه وقدرته الاجتماعية بالشكل السليم. وترى عائلة من أصل 3 أن صغارها أضحوا اجتماعيين أقل منذ حصولهم على هاتف ذكي.
في هذا الصدد، لاحظ 31 في المائة من الآباء المغاربة انخفاضا في مدى تفاعل أبنائهم على المستوى الاجتماعي، وأشار 9 آباء من أصل 10 أنهم تجادلوا مع أطفالهم بسبب موضوع على صلة بالتكنولوجيا الرقمية، كما أن 9 آباء من أصل 10 يشعرون بأنهم فقدوا التحكم التام على أبنائهم عندما يتعلق الأمر بعالم التكنولوجيا. وقال واضعو الدراسة إن هناك فجوة قائمة بين رؤية الوالدين والحقيقة الملموسة، حيث كشف 3 في المائة من آباء الأطفال المغاربة أن أطفالهم سبق لهم وكانوا ضحايا التنمر عبر الإنترنت، في حين أن 10 في المائة أكدوا أنه جرى استدعاؤهم من لدن المؤسسة التي يتابع فيها ابنهم دراسته لكونه ساهم في إهانة أحد الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت الذي كشفت فيه منظمة «اليونسكو» أن طفلا من أصل 3 يتوصل برسائل إباحية جنسية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد 9 في المائة من الآباء المشاركين في الاستطلاع أن أبناءهم تعرضوا لمحتوى جنسي صادم خلال إبحارهم على الإنترنت، كما اعترفت عائلة واحدة من أصل 4 أن طفلهم سبق له مواجهة هذا النوع من المحتوى الذي يتجاوز سنه.
وفي نفس الاتجاه، يرى 83 في المائة من الآباء المغاربة أن أطفالهم يواجهون في أغلب الأحيان محتوى عنيف على شبكة الإنترنت، كما أن 82 في المائة من الآباء يظنون أن الترفيه الرقمي يأخذ مساحة أكبر من اللازم في حياة أطفالهم، في حين أن 39 في المائة من الآباء المغاربة يمنعون على أبنائهم استخدام تطبيق «تيك توك»، رغم درايتهم الكاملة أنهم يتوفرون على حسابات ويشاهدون جميع المحتويات المنشورة عليه.
وتبين من خلال نتائج الدراسة أن 78 في المائة من الآباء المغاربة الذين شملتهم أنهم ليسوا على معرفة كافية بالطريقة التي يجب بها حماية أطفالهم من الأخطار التي يمكن مواجهتها على الانترنت، في حين أن نصف الأفراد أكدوا معرفتهم بالطريقة المناسبة واللازمة في حالة تعرض طفلهم للتحرش على الإنترنت.
وقال يوسف بنطالب، مدير المركز المغربي للأبحاث المتعددة التقنيات والابتكار المعروف اختصارا ب « CMRPI» إن الأرقام المحصل عليها بعد إجراء هذه الدراسة من طرف كاسبرسكي تكشف أن موضوع الأمن الحاسوبي للأطفال في المغرب يجب أن يؤخذ على محمل الجد، سواء من حيث الاستخدام أو السلوك، دون نسيان دور الوالدين في مكافحة المخاطر الحاسوبية ومراقبة الأطفال ومرافقتهم على الإنترنت. ويعد التحرش الجنسي على الانترنت واحدا من بين المخاطر الكبيرة التي يواجهها الأطفال، وهذه الدراسة تسلط الضوء بشكل كبير على حجم المشكلة وتضع الأساس لوضع استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة العنف الإلكتروني.
قد يهمك أيضا
طرح ميزة "المجلد المقفل" في صور Google على الهواتف الذكية