واشنطن - المغرب اليوم
قدم خبير سياسي، بجامعة برانديز الأميركية، ، الحذير إلى النظام الحاكم في قطر من "انتقام أمريكي"؛ ردًّا على ما قدمته الدوحة من دعم مالي لتركيا بلغ 15 مليار دولار، ولفت إلى أن الدعم الذي قدمته الدوحة لأنقرة لإقالتها من عثرتها الاقتصادية، يشكل تحديًا للولايات المتحدة.
وقال نادر حبيبي الأستاذ بجامعة برانديز: "فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا عقوبات شديدة على اقتصاد تركيا ما أثار أزمة في العملة، وكانت قطر أول دولة تقدم مساعدة ملموسة لتركيا في هيئة استثمار بقيمة 15 مليار دولار أمريكي، وأنواع أخرى من المساعدات المالية".
وتابع: "على الرغم من أن الدولة الخليجية اتبعت، منذ فترة طويلة، سياسات تشذ عن الإيقاع الأمريكي، مثل الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران، ومساعدة مختلف الجماعات، التي تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، فإن دعمها الواضح لتركيا في النزاع يشكل تحديًا مباشرًا للأمريكيين".
وأضاف: "مع أن كانت الولايات المتحدة مارست في الماضي الصبر معها في بعض الأحيان، فإن الرئيس دونالد ترامب غالبًا ما يكون مستعدًّا لتجاهل قواعد اللعبة، وقد سبق أن انتقد قطر على تويتر".
وأردف: "بصفتي مراقبًا منذ فترة طويلة للتطورات الاقتصادية والسياسية المعقدة في المنطقة، أعتقد أن تدخُّل قطر في الأزمة الأمريكية - التركية يثير سؤالين مهمين: لماذا ترغب قطر في المخاطرة بعلاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة؟، ولماذا تركت الولايات المتحدة هذا السلوك لفترة طويلة؟".
ومضى يقول: "قد يبدو هذا السلوك محيرًا؛ لأنه منذ إنشائها كدولة مستقلة عام 1971، اعتمدت قطر على الولايات المتحدة في أمنها الخارجي".
وأشار إلى أن أحد التفسيرات لهذا السلوك الآخر المحتمل هو أن قادة قطر يعتقدون ببساطة أن الولايات المتحدة بحاجة إلى قطر أكثر من حاجة قطر إلى الأمريكيين، ونتيجة لذلك، قد تعتقد قطر أن الولايات المتحدة ستستمر في إظهار مستوى عالٍ من الصبر، حتى في مواجهة الدعم لتركيا.
وقال الكاتب: "صحيح أن الولايات المتحدة تميل إلى التحلي بالصبر في التعامل مع السياسة الخارجية القطرية، بما في ذلك علاقتها بإيران، لكن حكومة قطر يجب أن تكون حكيمة بأن يكون لديها فهم واقعي لطبيعة السياسة الأمريكية الخارجية المتقلبة وغير المتوقعة".
وتابع: "تمامًا كما صُدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفرض ترامب المفاجئ لعقوبات قاسية هذا الشهر؛ قد تواجه قطر أيضًا ردة فعل أمريكية مماثلة؛ لذهابها بعيدًا في دعمها تركيا، أو الاقتراب أكثر من إيران".
وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، يجب على قطر أن تضع في اعتبارها أن تركيا لا يمكنها بتاتًا أن تحل محل الولايات المتحدة كشريك في الحماية العسكرية، وتكنولوجيا النفط والغاز الأمريكية المتقدمة التي تتلقاها".
وتابع: "بعبارة أخرى، إذا كان ترامب على استعداد للمخاطرة بعلاقة الولايات المتحدة مع تركيا بهذه السهولة، فإن قطر يجب ألا تفترض أنها محصنة من غضبه".