الرباط _ الدار البيضاء اليوم
كشف سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلميّ، أن برنامج تعميم وتطوير التعليم الأولي في المغرب حقّق نتائج جيدة منذ إطلاقه قبل سنتين.
وشدد أمزازي، ضمن ندوة رقمية نظّمتها جامعة محمد الخامس بالرباط وكلية علوم التربية والمعهد الفرنسي بالمغرب حول التعليم الأولي، اليوم السبت، على أن تعميم التعليم الأولي بالمغرب أصبح أولوية وطنية.
وأطلق المغرب برنامج تعميم التعليم الأولي سنة 2018، والذي يستهدف الأطفال ما بين 4 إلى 5 سنوات في أفق سنة 2027. كما يهدف البرنامج إلى تطوير التعليم الأولي التقليدي، بناءً على إطار منهجي وطني جديد تم تطويره من لدن الوزارة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف".
وقال أمزازي، في هذه الندوة، إن تحقيق تحدّي تعميم التعليم الأولي تطلّب، إلى حد الساعة، إحداث 57 ألف قسم وتكوين 56 ألف مربّ ومربية و900 منشط؛ وهو ما مكن من بلوغ معدل تمدرس في التعليم الأولي يصل إلى 72 في المائة، مع تسجيل مائتي ألف طفل متمدرس إضافي خلال السنتين الماضيين.
وأشار المسؤول الحكومي نفسه إلى أن "هذا الأداء كان نتيجة تعبئة شاملة، حيث حقق التعليم الأولي العمومي تطوراً بنسبة 23 في المائة، مقابل 13 في المائة سنة 2018. أما من حيث التعليم الأولي في الوسط القروي، فقد انتقل من 35,4 في المائة سنة 2018 إلى 62 في المائة اليوم".
وذكر أمزازي، ضمن الندوة التي شارك فيها مسؤولون جامعيون وخبراء مغاربة وأجانب، أن المنحى التصاعدي نفسه سُجل على مستوى التعليم الأولي لدى الفتيات، حيث انتقل المعدل من 45 في المائة إلى حوالي 70 في المائة.
وأكد الوزير أن "المتطلبات البيداغوجية لتعليم أولي جيد تختلف عن المستويات التعليمية الأخرى"، وزاد قائلاً: "التعليم الأولي الذي نطمح إليه هو الذي يُدبر بشكل جيد المرحلة الحساسة في حياة الطفل التي ينقطع فيها عن محيطه الأسري، ويأخذ بعين الاعتبار واقعه الاجتماعي والثقافي واللسني والسيكولوجي".
وأشار المسؤول نفسه إلى أن "التعليم الأولي الجيد الذي نطمح إليه هو الذي لا يحكم أبداً على الطفل لكي يكون بالتعلم بالنسبة إليه مصدر سرور، ويعتمد المقاربة باللعب باعتباره أحد الأمور أكثر جدية بالنسبة للأطفال".
من جهتها، قالت هيلين لو غال، سفيرة فرنسا في المغرب، ضمن تدخلها في الندوة ذاتها، إن التعليم الأولي يُعدّ أولوية بالنسبة لفرنسا والمغرب، وأشارت إلى أن بلادها عملت على تطوير هذا التعليم منذ عقود حتى أصبح اليوم نموذجاً عالمياً.
وأوردت المسؤولة الفرنسية أن "التعليم الأولي أصبح إجبارياً في بلادها ابتداءً من السنة الثالثة"، كما أشارت إلى أن هذا المستوى التعليمي يعرف تطوراً مستمراً انطلاقاً من مختلف المعارف والمكتسبات الجديدة فيما يخص علم الأعصاب.
وأكدت سفيرة فرنسا في المغرب أن "بلادها مستعدة للتعاون مع المغرب لتحقيق هدف تعميم التعليم الأولي ابتداءً من عمر 4 أربع سنوات في أفق 2027، طبقاً لمقتضيات القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين".
كما لفتت لو غال إلى أن فريق السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي مستعدون للتعاون مع المغرب من أجل الوصول إلى تعليم جيد يستجيب لتطلعات الأسر ويعطي للأطفال المغاربة كل الشروط الاجتماعية والمعارف المهمة من أجل اندماج ناجح في المجتمع
قد يهمك ايضا:
نصائح مهمة للتلاميذ الراغبين في اجتياز امتحانات الباكلوريا في المغرب