الدار البيضاء ـ جميلة عمر
صرَّح رئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة في ليبيا الدكتور عمر القويري، بأنَّ اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب الذي عقد في القاهرة الخميس الماضي، كان مهمًا جدًا، خصوصًا بعد الحالة التي وصلت إليها الأمة العربية من تشظي وانقسام سياسي واقتصادي واجتماعي وضعف مقارنة ببقية الأمم.
وأوضح القويري في مقابلة مع "المغرب اليوم" أنَّ "الواقع المتشظي ساهم في تعميق هوية الإعلام الخاضع لأهواء أصحاب المال المحرك للآليات البعيدة كل البعد عن الإعلام وعن المهنية وخدمة مصالح الأمة".
وأضاف أنَّ "هناك دولًا مستهدفة عن طريق الحرب النفسية والإشاعات، كما هو الحال في ليبيا، حيث تتعرض لحرب ضروس من قبل الجماعات المتطرفة بمختلف أشكالها ومسمياتها، والتي تستخدم في تطرفها مختلف الأسلحة وفي مقدمتها السلاح الفتاك ألا هو الإعلام".
وبيّن أن "القوة الظلامية ذهبت إلى الاعتماد على وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة بنسخ أشرطة وصناعة أفلام وثائقية وبث صور فوتوغرافية التقطت بمهنية عالية وتقنية دقيقة نشرتها على مجموعة من مواقع الانترنت، فضلًا عن وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت الأسرع والأكثر انتشارًا في زماننا ولدى مختلف الفئات العمرية، والثقافية، خصوصًا أن روادها أصبحوا بالملايين".
وأشار إلى أن "هذه الفئات الظلامية باتت تنشر بالهلع والخوف بين الأوساط العربية وغيرها، من خلال تمرير رسائلها عبر هذه المواقع، ولعلها نجحت إلى حد ما في استقطاب الكثير من الشباب المتحمس لأفكار التكفير والتطرف البعيد عن ديننا المتسامح".
وأبرز القويري، أنَّ "هذه الجماعات وجدت الأرض الخصبة في قنوات كبرى محسوبة على دول عربية ساهمت في تعميق الأزمة في بعض الدول"، وأردف أنَّ "الحرية قيمة عظيمة، ولهذه الحرية سقف يطاول السماء، ونحث الإعلاميين والصحافيين على أن تكون الحرية قيمة ثابتة في حياتهم، ونحميهم ونشجعهم على أية محاولة للحد من حريتهم".
وتابع: "كان الغرض من هذا اللقاء هو تفعيل القوة الإعلامية العربية المشتركة والتي اتفقت مع معظم دول الأعضاء في الجامعة من مضامين اجتماعاتها السابقة، أومن خلال لقاءاتها العامة على السعي إلى تمويل مؤسسة عربية إعلامية جامعة شاملة تعمل تحت غطاء الأمانة العامة، يكون هدفها الأول منافسة الإعلام العالمي الموجه إلى الأمة العربية وسيكون بذلك التصدي للضربات الموجهة لنا والتي تقسم الظهر".
واختتم القويري حديثه، قائلًا: "لن يكون ذلك إلا من خلال جذبنا للآخر عبر رسائل رزينة ومحكمة، ويجب أن نكون اهتمامًا لهذا المتلقي، كما أنه لابد من تسخير الإعلام العربي لمحاربة التطرف الفتاك".