الرباط _الدار البيضاء اليوم
بعد طعن إدارة الجيش الملكي في قرار لجنة التأديب والروح الرياضية، التابعة لجامعة كرة القدم، القاضي بخوض الفريق العسكري أربع مباريات من دون جمهور وغرامة مالية قدرها 100 ألف درهم، قررت لجنة الاستئناف، المجتمعة أول أمس الأربعاء، تخفيض هذه العقوبة إلى مباراة واحدة، وتقليص مبلغ الغرامة إلى 50 ألف درهم. واعتبر العديد من المتتبعين أن هذا الحكم الاستئنافي سيقوي أكثر جانب «الألتراس» في المغرب، خاصة وأن فصيل «الكورفاتشي» كان قد عبر عن رفضه لهذه العقوبة، معتبرا أنها كانت قاسية، لكونها حاسبت الفريق العسكري على ما وقع في محيط الملعب، وليس على ما وقع في داخله، وتم اتهام الجامعة آنذاك بكونها تتآمر على الجيش الملكي، الذي أصبح يحقق نتائج إيجابية في البطولة الاحترافية، وذلك لإرضاء
جهة ما. وتطورت انتقادات الجماهير العسكرية إلى احتجاجات كبيرة في مدينة الرباط، شملت وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة في حي الرياض، كما تم بعث رسائل احتجاج إلى «الكاف» و»الفيفا» وكانت هناك مطالب برحيل رئيس الجامعة، فوزي لقجع.
وفي تصعيد خطير، كانت هناك نداءات طالبت عشاق الفريق في كل دول أوروبا بالاحتجاج أمام مقر الإتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما كان سيسبب الكثير من الإحراج لرئيس الجامعة. وكانت العديد من الجهات قد عابت على لجنة التأديب والروح الرياضية تسرعها في إصدار قراراتها التأديبية، ضد الجيش الملكي، الشيء الذي لم يطبق على أندية أخرى. ويأتي تخفيض العقوبة ليؤكد بأن الحكم ربما كان مملى لأهداف أمنية خالصة، وأن الهدف كان تخويف كل «الألتراس» من تبعات الشغب داخل الملاعب
وخارجها، وقد فشلت في ذلك فشلا ذريعا، بل صبت الزيت على النار، وزادت من احتقان الجماهير ، لأن حكمها تسبب في الكثير من الاصطدمات بين محبي الفريق ورجال الأمن بالرباط، الشيء الذي أدى إلى العديد من الاعتقالات في صفوف جماهير، كما جعلت كل الأجهزة الأمنية بالرباط في حالة استنفار قصوى، خاصة وأنها تزامنت أيضا مع ذكرى 20 فبراير. ويطالب عشاق الفريق العسكري بعد تخفيض عقوبات لحنة التأديب والروح الرياضية، بإطلاق سراح كل زملائهم الذين اعتقلوا خلال احتجاجات يوم الأحد الماضي، لأنهم كانوا بدورهم، ضحايا قرار لجنة التأديب، والذي كان سببا في ردة فعلهم.
قد يهمك ايضا