الرباط - الدار البيضاء
لم تنعكس أجواء عيد الاضحى المبارك، على أنشطة العديد من المطاعم ومحلات الوجبات السريعة في طنجة، حيث ظلت أبواب هذه الفضاءات مفتوحة، وسط إقبال لافت من طرف زبناء اختاروا أن يتناولوا وجباتهم خارج المنزل، في تحول جلي في عادات المجتمع بهذه المدينة.وبعد وقت قصير من انصرام الفترة المفترضة المخصصة لعمليات الذبح وسلخ الأضاحي، فتحت معظم المحلات المتخصصة في المطعمة والوجبات السريعة، في وسط المدينة بصفة أساسية، أبوابها أمام أشخاص من مختلف الفئات العمرية.
واستأثرت المطاعم الحاملة لعلامات تجارية معروفة، بالنصيب الأكبر من الزبناء، وغالبيتهم عبارة عن أفراد أسر أو جماعات اصدقاء، في مشاهد تسائل مكانة عادات وطقوس عيد الأضحى عند هذه الشريحة من المجتمع.ويتذكر الكثير من ساكنة طنجة، أنه إلى حدود سنوات قريبة، كان من الصعب جدا العثور على مطعم محل للوجبات السريعة، خلال أيام عيد الأضحى، بالنسبة للأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم الحمراء.ويرى مهتمون بالتقاليد الشعبية، أن هذا الواقع الجديد يجر إلى التساؤل عن هذه المتغيرات الصادمة في المجتمع المغربي خصوصا في هذه المناسبات التي من المفروض أن يتناول أفراد العائلة وجباتهم سويا على مائدة مشتركة عكس باقي الأيام حيث يتعذر ذلك لأسباب شتى.ويبدو مستغربا، بحسب الكثيرين، أن يخرج الناس لتناول وجبة يقدمها مطعم يحمل علامة تجارية عالمية، في يوم عيد الأضحى؛ ولكنه مؤشر دال جدا على تغيرات عميقة في بنية مجتمع عرف بالمحافظة على خصوصياته، على اعتبار أن الأكل شكلا ومضمونًا من أهم هذه الخصوصيات التي تميز الشعب المغربي، حتى وإن أخذ بمظاهر الحداثة، فإنه في مسألة الأكل يبقى محافظا في مثل هذه المناسبات.ويعتقد المراقبون، أن هذا التحول مرده إلى تأثيرات بعض العلامات التجارية العالمية على عادات المستهلك، باعتبارها مؤسسات أجنبية عابرة للقارات والثقافات وهي رمز العولمة الكاسحة.
وإضافة إلى اعتبار هذا عاملا ثقافيا خارجيا، فإن الطلب على الوجبات السريعة أيام العيد، مرده إلى العديد العوامل الأخرى منها أن بعض الأسر لا تذبح أضحية العيد وتعتبر الأمر غير ضروري ومتعب، كما يعود الأمر إلى طبيعة الأسر التي لا تجمع بين أفرادها قرابة، أي أفراد يتقاسمون السكن فقط.
قد يهمك ايضاً