سوفا - وليد محسن
يمكن لأي زوجين أن يقضيا شهر عسل على هذه الجزيرة، مع الحصول على عشاء على شاطئ خاص، في حين يمكن للوالدين الاستفادة من نادي الأطفال هناك، فهي تحظى بعوامل جذب حقيقية للنزلاء تجعلهم من الصعب ألا يكونوا سعداء، فالمياه فيرزوية اللون تحيط بالزوار، فهي تشعر من يذهب إليها بدفء حقيقي وحالة معنوية جيدة.
ووفقا لما كتبته مراسلة صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنها لم تزر مكانا رأت فيه كم الابتسامات مثل ما كان على جزيرة "كاست اواي"، أول منتجع على جزيرة خاصة في جزر "مامانوكا" الشهيرة. فمنذ أن تهبط على الرمال البيضاء لشاطئ الجزيرة بعد رحلة لمدة 20 دقيقة بالطائرة المائية، التي تقعل من مدينة "نادي"، فإن أول بادرة على البهجة الموجودة في هذه الجزيرة تتجلى في وقوف فرقة تعزف على الجيتار للترحيب بالزوار.
بعد تناول شراب طازج، يتجه الزائر إلى الاستقبال، ويتوفر أيضا اثنان من المطاعم، السير على الجهة المقابلة للشاطئ يشعر بالاسترخاء، مع ترديد كل الموظفين الجملة الأشهر "بولا" أي مرحبا، ما يمنح شعورا للزائر بأنه صديق أو ضيف دائم الزيارة للمكان.
يقول مرافق المراسلة في رحلتها لها: "كلنا نعرف بعضنا البعض، وحتى إن لم نكن كذلك حاليا فسنكون قريبا"، وكان رفيقها تولى منصب المدير في المنتجع الذي تملكه والدته، بعد مغادرته للمدرسة، وتوضح المراسلة أنها بعدما مكثت في كوخ تقليدي وشعرت بالراحة، أدركت سر هذا العدد الكبير من الضيوف العائدين بنسبة 40%.
يتكون الكوخ التقليدي من سرير كبير فاخر تزينه لوحة "خيزران" أنيقة، وصالة واسعة، وحمام داخلي، وفي الـ"ميني بار" الموجود في الكوخ، هناك إبريق مع 4 أكواب من المياه المثلجة، كلافتة ترحيب بدلا من وضع زجاجات مبالغ فيها ساخنة كما في الفنادق الأخرى. وفي الشرفة، هناك منشر لوضع المناشف وملابس السباحة الرطبة عليه، ودلو صلب من الماء للضيوف لغسل أرجلهم من الرمال قبل الدخول إلى الغرفة. فهذه اللمسات الموجودة على الجزيرة تجعل الزوار أكثر استرخاء بشكل صحيح دون الحاجة لطلب الموظفين لتلبية رغباتهم، وإن كانوا فعلوا ذلك وطلبوا المساعدة سيجدون تعاونا كبيرا من العاملين.
ويترك الضيوف أجهزتهم الخاصة بعيدا عنهم، إذ لا يوجد "واي فاي" في الغرف، وإشارة الهاتف متقطعة، وعلى الرغم من أن غرفة الاستقبال والمطاعم بها شبكة إنترنت، فإنه يتم تشجيع الزائرين بكل إخلاص بأن ينعزلوا تماما خلال مدة إقامتهم، إذ إنه ليس هناك سوى الماء، ورحلة طويلة إلى أقرب مطار، فالجزيرة اسم على مسمى "الساحل البعيد"، وإن كان الانفصال عن بقية العالم هو العامل السحري الأساسي في هذه الجزيرة، لذا عليك أن تفكر في السفر لهناك ولو مرة واحدة على الأقل.
وخضعت جزيرة "كاست اواي" المملوكة لمجموعة منتجع "أوتريغر"، أخيرا لمنظمة "مبادرة الأوزون"، التي تسعى لحماية الحياة المرجانية والبحرية بكل خصائصها، وفي حين يبدو الأوزون بعيدا عن الشعاب المرجانية، فإن الحياة البحرية محمية بموجب قوانين الحكومة المحلية التي تحظر صيد الأسماك، وسط حراسة مشددة للمياه بينما تستمر أنشطة الغطس على الجزيرة.
والزوار في هذه الجزيرة مسموح لهم باقتراض معدات بحري مجانا لاستكشاف المياه الضحلة قبالة الشواطئ الثلاثة، طالما سيتم إرجاع المعدات دون أن يصابوا بأذى، لكن أفضل طريقة لتجربة الأزرق العميق هو أن تأخذ رحلة أبعد من ذلك. ويمكنك خلال رحلتك البحرية رؤية قناديل البحر، المعروفة محليا باسم "قمل البحر"، وهي عجيبة ومميزة، إذ تطفو على البيت الريفي بموجب تعليمات دولية، كما يمكن أداء المزيد من الأنشطة الأخرى مثل رياضة التجديف والرياضيات المائية
وبالنسبة للأطعمة، فيقدم المكان خلطة من المأكولات الآسيوية، وحاز المطعم في هذا المكان على جائزة أفضل طبخ في الهواء الطلق، ويقدم مطعم "حافة المياه" مأكولات أخرى مثل المأكولات البحرية، والقريدس مع البابايا، والسمك الأبيض، وبالنسبة للحلويات فهناك تشيز كيك إسبرسو، وشيكولاته "فوندن".