غزة – حنان شبات
حرم الحصار المفروض على قطاع غزة نساء غزة من السلع الأساسية التي يحتاجونها كالعبايات الخليجية أو الملابس بمختلف أنواعها، إلا أن النساء لازلن يتابعن موديلات العبايات الخليجية الحديثة سواء من خلال المسلسلات الخليجية أو صفحات الإنترنت.
وذكر بائع الملابس الحريمي في شارع عمر المختار في غزة، شاهر صقر، أن العبايات الخليجية اشتهرت بين نساء غزة قبل أعوام وتشهد إقبالًا لافتًا واهتمامًا كبيرًا بها.
وأرجع صقر ذلك إلى أن نساء أصبحن يتابعن ما هو جديد في عالم الأزياء والعبايات تحديدًاٌ من خلال الفضائيات أو الإنترنت بالإضافة لزوار قطاع غزة من منطقة الخليج.
ولفت صقر إلى أن صاحب المحل اضطر لفتح قسم للتفصيل بجانب قسم الملابس الجاهزة لأن كثير من النساء خاصة الفتيات يفضلن تفصيل بعض موديلات العبايات الخليجية على حسب الموديل الذي يشاهدونه.
وأكد بائع الملابس، أن فترة الحصار وإغلاق الأنفاق زادت من إقبال النساء على تفصيل الملابس بعد أن شحت من السوق ومنعت من الدخول إلى القطاع، كما توقفت معظم المصانع عن العمل.
وترتدي كثير من نساء غزة العبايات الخليجية منذ سنوات، إما بدافع التدين أو كونها موضة دارجة.
ويتفنن البعض في زخرفتها برسومات مختلفة قد تأخذ شكل وردة أو فراشة أو عين بألوان براقة تضفي عليها جمالًا خاصًا حتى وصلت لكتابة بعض الأسماء عليها أو بعض الأحرف بشكل ملفت وبراق.
واعتبرت المهندسة حلا الزمر أن الدافع وراء لبسها للعباية التدين لأنها تستر كافة الجسم، منوهة إلى أنها لا تهتم بالموديل ولا تتابع الموضة بقدر ما يعنيها أن تنطبق عليها شروط الزي الإسلامي.
وتفضل الزمر لبس العباية في الصيف لأنها تسمح لها بحركة أكثر، أما بقية الأشهر تلبس الجلباب.
أما الطالبة في جامعة الأزهر سهير جودة، أوضحت أن ارتدائها للعباية منذ سنوات يرجع إلى أنها تدرس في جامعة مختلطة وهي من عائلة محافظة فتشدد أسرتها على ذلك، عدا أنها غير مكلفة ماديًا كالملابس الأخرى لأن سعر العباية لايتجاوز الـ 100 شيكل على الأكثر.
أما زميلتها نور أبو شملة، أشارت إلى أنها تجد في العباية أكثر راحة للحركة والتنقل داخل جامعتها، لافتة إلى أنها اشترت عباية مع بداية الفصل الدراسي وكانت مميزة وجميلة جدًاٌ بـ90 شيكل فقط .
وشددت أبو شملة على أن العباية أكثر اقتصادًا، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه القطاع منذ سنوات.
ونوهت الناشطة في حقوق المرأة ومصممة الأزياء حنان الشيبي إلى ذوق الفلسطينيات وميلهن إلى الزخرفة والألوان المتعددة، ولا سيما بعد عصر الانفتاح والتقدم في الإنترنت والتلفزيون.
وأضافت الشيبة أن الفلسطينيات يواكبن الآن كل ما هو جديد في خطوط الموضة العالمية، وتبدل ذوقهن في الملبس وأصبحن يرتدين الموضة العصرية المتميزة بالبساطة.
ولفتت مصممة الأزياء أن انتشار العبايات الخليجية بين نساء غزة يرجع لعدة أسباب منها المنظر الجميل لما تتميز به العباءة من زخرفة وانخفاض سعرها بالنسبة للملابس الأخرى، كما أن المجتمع الفلسطيني محافظ.
أما ما يتعلق بالسبب الثالث والأهم باعتقادها هو سهولة التفصيل، لافتة إلى أن الفتاة أصبحت تستخرج موديل العباءة التي تفضل أن تلبسها وتذهب به لمحل التفصيل ولن تستغرق وقتًا طويلًا، وبالنهاية تجد أنها تلبس أحدث موديلات العباية الخليجية بأقل التكاليف.