الرباط - الدار البيضاء اليوم
يوجز أليكس فرحي، مدرب اللياقة البدنية في نادي ليون الفرنسي في حديث لـ”المغرب اليوم” خلاصة تجربته الممتدة لسنة ونصف مع المدرب وحيد خليلوزيتش، وقد اختار كلماته بعناية فائقة لوصف شخصية المدرب البوسني الفرنسي وطريقته في العمل وأسلوبه في إدارة الأمور التقنية. يرسم فرحي صورة لوحيد من داخل مستودعات الملابس حيث عمل معه عن قرب بل وخاض معه تجربة أقرب إلى المغامرة حينما قبل تدريب نانت المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية ونجح في التحدي
اشتغلت مع المدرب وحيد خليلوزيتش في نادي نانت. تحدث لنا عن شخصية المدرب وكيف عايشته؟
> نعم، عملت مع المدرب وحيد لمدة سنة ونصف في نادي نانت الفرنسي وقد كنت سعيدا بالعمل معه طيلة هذه المدة، لأنه كان رجل تواصل وينصت لفريق العمل المساعد ويستشيرهم في كل شيء. قد يبدو أحيانا أنه صعب المراس سواء مع فريق عمله أو مع اللاعبين لكنه يتخذ القرارات التي تصب في صالح الفريق. وحيد مدرب متطلب جدا ولا يقبل التهاون أو التراخي في العمل والتداريب لكن حسه الإنساني عال جدا. قد تبدو الصورة المترسخة عند الناس هي المدرب الذي لا يضحك ولا يبتسم ودائم العبوس لكن الحقيقة غير ذلك.
هو رجل لا يقبل التهاون ويحب التدرب بإيقاع عال جدا، والدليل أنه حينما يشرف على تدريب الفريق من بداية الموسم فإنه يكون في أحسن حالاته من الناحية البدنية. لاحظت خلال فترة اشتغالي معه أنه كان يجمع المهاجمين بعد نهاية الحصص التدريبية ويتدرب معهم على التسديد أمام المرمى ثم لاحظنا تحسن أدائهم في المباريات اللاحقة.
إنه يخصص وقتا لكل شيء ويهتم بالتفاصيل كما أنه ناجح في أسلوب تعامله مع اللاعبين حيث يجد دائما الطريقة لتحفيزهم ودفعهم لبذل المزيد من الجهد في الملعب.
علمنا أنه عرض عليك الالتحاق بطاقمه التقني لتدريب المنتخب المغربي. هل هذا صحيح؟ ولماذا رفضت العرض؟
نعم هذا صحيح، فقد اتصل بي وعرض علي الأمر. فكرت مليا قبل الرد عليه لأنني كنت عائدا للتو من تجربة خارج فرنسا في كل من قطر والكويت، كما أنني مرتبط بعقد مع نادي نانت ولم أستطع التخلي عن الفريق في تلك المرحلة. أتشرف بالعمل مع المنتخب المغربي لكنني في تلك الظروف اتخذت قرارا بالاستمرار مع فريق نانت. بالطبع العمل مع منتخب وطني مسألة مهمة وحضور كأس العالم يظل حلما لكل مدرب وقد كنت أرغب في حضور مونديال قطر تحديدا لمعرفتي السابقة بالبلد لكن آمل أن يتحقق ذلك مستقبلا. أنا حاليا مرتاح في نادي ليون فهو أحد أفضل الأندية الفرنسية من ناحيتي التنظيم والهيكلة والأجواء رائعة داخل النادي.
بالنسبة لمدرب بشخصية وحيد، ما هي الأمور التي تنفر منه اللاعبين من خلال تجربتك؟
> لا يمكن أن يواجه أي لاعب مشاكل مع مدرب من طينة وحيد إلا إذا كان متهاونا ولا يرغب في الاجتهاد وبذل طاقة أكبر في التداريب والمباريات، وهذا طبيعي لأنه يزعج بعض اللاعبين خصوصا النجوم. وحيد لديه قاعدة ذهبية يعمل بها دائما، مفادها أنه لا يمكن أن يكون أي لاعب مهما كان وزنه وقيمته فوق الفريق فالفريق يظل فوق الجميع.
وحيد رجل صادق وصريح، وهذا سبب مشاكله لأن بعض الأشخاص لا يتقبلون آراء الآخرين الصريحة والواضحة، خصوصا إن كانت لا تلائم أهواءهم.
لم ندرك قيمة وحيد في نادي نانت إلا بعد رحيله، فالكل علم حينها الدور الذي كان يقوم به فعندما بدأنا العمل مع الفريق كان في المركز 19 أي مهدد بالهبوط وأنهينا الموسم في المركز 13.
ما هي الأمور التي لا يتساهل فيها أبدا المدرب وحيد؟
من الأمور التي لا يقبلها وحيد التأخر والغياب بدون أعذار، لكن بالرغم من ذلك فهو أب للجميع ويتقبل الأخطاء من اللاعبين ويتفهم الظروف. يجب أن تعلم أن وحيد يكون أول من يصل إلى ملاعب التداريب وآخر من يغادر بل يحدث أحيانا أن نغادر نحن أعضاء الفريق التقني فيما يظل منهمكا في عمله. ربما يحدث سوء تفاهم مع بعض اللاعبين الذين يسيئون فهم طريقته أو لا يستوعبونها بناء على ما تعودوا عليه مع مدربين سابقين، لكن ما إن يتعودوا على أسلوبه ويكتشفوا حقيقة شخصيته حتى يختفي سوء الفهم.
قيل إن أحد أسباب المشاكل التي واجهها مع المنتخب هي فارق السن بينه وبين اللاعبين. هل تظن أن هذا الأمر صحيح؟
> لا أعتقد أن الفارق العمري يمكن أن يكون عائقا. سواء تعلق الأمر بإدارة ناد أو جامعة فاختيار مدرب يكون وفق مواصفات معينة، ولا أتصور أن هذا الأمر كان غائبا عند مسؤولي الجامعة المغربية عند التعاقد معه. من خلال عملي معه لم يظهر لي مؤشر بهذا الخصوص بل بالعكس فقد كنا نعمل في انسجام تام. فكونه مدرب متطلب وذو شخصية ومبادئ لا يمكن أن يشكل عائقا مع لاعبين شباب إن كانوا ملتزمين ومواظبين.
لا أتوقع أن تكون مسألة السن مشكلة فهو لاعب سابق ويحب كرة القدم وتطور أساليب التدريب لا يمثل له عائقا مادام يواكب المستجدات سواء تعلق الأمر بطرق اللعب أو المتغيرات التي تطبع الخطط التكتيكية.
في نظرك، كيف تفسر حملة الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها وحيد في المغرب؟
> لا أعلم طريقة عمله مع المنتخب المغربي لكني أعرف أنه يملك شخصية قوية ويؤمن بقيم معينة لا يتنازل عنها. مهما اختلفت الآراء حوله فالعبرة بالنتائج وهي الأهم في كرة القدم، وقد حقق المطلوب منه. لا يجب أن ننسى نقطة مهمة وهي أن العمل في النادي يكون يوميا لذلك تكون هناك فرصة لتحقيق التكامل والانسجام المطلوب بين اللاعبين، في حين لا يجمع المدرب لاعبي المنتخب إلا لأيام معدودة فقط وبالتالي يصعب عليه الاشتغال على مجموعة من الأمور التقنية والتكتيكية.
قد يبهمك ايضا :
خليلوزيتش يقدم ضمانات للجامعة تهم المونديال واجتماعات مرتقبة بينه وبين ثلاثة لاعبين