طوكيو - الدار البيضاء اليوم
تحدثت نعومي أوساكا، لاعبة التنس اليابانية عن الأزمة العالمية المُثارة حاليًا المتعلقة العنصرية، بعد واقعة مقتل الشاب الأمريكي ذو البشرة السمراء جورج فلويد، حيث تتعرض نجمة التنس اليابانية نعومي أوساكا للهجوم عبر الإنترنت بعد أن تحدثت علنًا عن الظلم العرقي وشجعت الناس على الانضمام إلى حملة "حياة السود مهمة".
وخرج مئات الأشخاص في العاصمة اليابانية وفي مدينة أوساكا الغربية خلال عطلة نهاية الأسبوع للتعبير عن دعمهم للحركة واحتجاجًا على الظلم العنصري في الولايات المتحدة - بالإضافة إلى العنصرية في اليابان.
وكان الكثير من الناس يأملون في أن يُشجع صعود أوساكا -الفائزة بالجائزة الكبرى مرتين والمولودة لأم يابانية وأب هايتي- المجتمع الياباني على أن يكون أكثر قبولًا للأشخاص المعروفين باسم (أنصاف اليابانيين).
ولأوساكا البالغة من العمر 22 سنة، جذور عميقة في الولايات المتحدة، حيث انتقلت إلى نيويورك مع عائلتها عندما كانت في الثالثة من عمرها وعاشت وتدربت في جنوب فلوريدا طوال معظم حياتها.
وقالت العام الماضي إنها كانت تتخلى عن الجنسية الأمريكية لتمثيل اليابان في أولمبياد طوكيو، لأن قانون الجنسية الياباني ينص على أن أولئك الذين يحملون جنسية مزدوجة يجب أن يختاروا واحدة قبل عيد ميلادهم الثاني والعشرين.
وبدأ بطلة التنس بالتحدث ضد الظلم العنصري في الولايات المتحدة على تويتر الأسبوع الماضي، قبل تشجيع الناس في اليابان على الانضمام إلى مسيرة لدعم حياة السود في مدينة أوساكا يوم الأحد.
وأثارت تعليقاتها سيل من الردود الغاضبة، حيث جادل بعض الناس بأن الاحتجاج يمكن أن يثير تصاعدًا في الإصابة بفيروس كورونا، وأكد آخرون أن العنصرية ليست مشكلة في اليابان، أو حتى أن المظاهرات تم تنظيمها من قبل نشطاء يساريين.
وقال أحد الأشخاص على تويتر: "لا يبدو أن نعومي أوساكا هي فخر اليابان، هذه وجهة نظري الشخصية بعد كل شيء، لكنني الآن أعترف بها على أنها إرهابية.. في المستقبل، لا أريدها أن تشارك في التنس، رياضة يلعبها السادة فقط".
ومع ذلك، لم تتأثر أوساكا، حيث قال :"أنا أكره عندما يقول الناس بشكل عشوائي أنه لا ينبغي للرياضيين المشاركة في السياسة وأن يكونوا نشطاء في التسلية فقط.. أولاً، هذه مسألة تتعلق بحقوق الإنسان.. ثانيًا، ما الذي يمنحك الحق في التحدث أكثر مني؟".
واحتشد الكثيرون من أجل دع أوساكا واستنكروا الهجمات عليها، حيث غرد كنتارو إيواتا، خبير الأمراض المعدية: "لا تغلقي فمك أبدًا ونحن دائمًا معك.. لا للعنصرية من أي نوع".
وقالت باي ماكنيل، الكاتبة الأمريكية الأفريقية التي تعيش في اليابان، إنه من المبهج أن نرى أوساكا تستخدم منصتها للتحدث بصراحة، لكن خيبة الأمل في رؤية مستوى المعارضة.
من جهته، غرد نوبويوكي سوزوكي، رئيس الحزب الوطني القومي لليابان، مؤكدًا بأنه من غير القانوني للأجانب للمشاركة في الأنشطة السياسية، حيث قال :"لا يمكننا السماح بأنشطة ضد المصلحة الوطنية لليابان، يجب أن نرسل الأجانب الذين كانوا يحضرون للمظاهرات خارج البلاد".
ويضمن الدستور الياباني حرية التعبير للأجانب في اليابان، ولكن في حدود معينة-، حيث يُذكر أنه لم يتم تجديد تأشيرة الأمريكي رونالد ماكلين في السبعينيات بعد مشاركته في الاحتجاجات على حرب فيتنام، وهو قرار أيدته المحكمة العليا.
يُذكر أن اليابان انضمت إلى الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في عام 1995، وتقول إنها "تبذل قصارى جهدها للقضاء على جميع أشكال التمييز".
قد يهمك ايضا