الرئيسية » نساء عاجل
النساء المعيلات في المغرب

الرباط – المغرب اليوم

تغادر المغربية فوزية منزلها في الصباح الباكر يوميًا تذهب إلى المصنع الذي تعمل فيه، والواقع في ضواحي العاصمة الرباط حيث تعمل طيلة النهار، وحتى وقت متأخر أحيانًا، همها الوحيد تأمين راتب شهري بالكاد يجعلها قادرة على تسديد بدل إيجار البيت الذي تسكنه، بالإضافة إلى إعالة أبنائها الثلاثة. 

فوزية هي واحدة من بين أكثر من 1.2 مليون أسرة تعيلها نساء، من أصل 6.8 ملايين أسرة في المغرب، أي ما يعادل 17.7 % من الأسر. وتمثل هؤلاء النساء نسبة مرتفعة في المدن (19.6%)، في مقابل 14.1 % في القرى.  وتبعًا لأرقام المندوبية السامية للتخطيط، وهي مؤسسة حكومية، فإن ما يزيد على نصف النساء اللواتي يعلن أسرهن، وتحديدًا 55.1 % منهن، هن أرامل، فيما 26.6 % منهن متزوجات، و11.1 % مطلقات، و6.8 % عازبات. 

تحكي فوزية قصتها وتقول : إنها في البداية، لم تكن تعمل و كان زوجها يتكفل بتوفير جميع مستلزمات البيت الأساسية، ويرفض بشدة عملها خارج المنزل لأي سبب كان حيث بالنسبة إليه، لا حاجة لذلك طالما هو قادر على تأمين جميع الاحتياجات.  تضيف أنه قبل أربع سنوات، تعرّض زوجها، الذي كان يعمل سائقًا لشاحنة، ويتنقل بين المدن لبيع بضاعته، إلى حادث سير مميت، في ذلك الوقت، لم تعد تدري ماذا تفعل، وقد اسودّت الدنيا في عينيها، علمًا أنه لم يكن لدى زوجها راتب، لأن مهنته حرة ، في البداية لم يكن الأمر سهلًا عليها على الإطلاق، وكان عليها التفكير في كيفية تدبر أمورها.  تضيف أنه بعد مرور أشهر على حدادها على زوجها، وهو ما يسميه المغاربة "حق الله"، خرجت للبحث عن عمل بهدف إعالة أطفالها، وتأمين مستلزماتهم الأساسية، علماً أنها تحمل شهادة ثانوية فقط. في البداية، لم تعثر على أي عمل، مضيفة أنه "بعد خيبات أمل متتالية، وجدت عملاً في شركة للنسيج، لتبدأ معاناة من نوع آخر، بعدما وجدت نفسها مضطرة لتحمل ساعات العمل الطويلة والمرهقة من الناحيتين النفسية والجسدية".  تتابع فوزية أن إعالة أسرة ليست بالأمر السهل، وخصوصًا إذا لم تعتد المرأة العمل في وقت باكر، وكان أهلها ثم زوجها يتولون جميع هذه المهام. لكن حدث ما لم تكن تتوقعه، وتوفي زوجها. تضيف أن أكثر ما يضايقها هو المهام الكثيرة التي تلقى على كاهلها، بالإضافة إلى التفكير بمن سيعيل أبناءها لو حدث لها مكروه". 

إلى ذلك، تقول الباحثة في علم الاجتماع ابتسام العوفير: إن النساء اللواتي يُعلن أسرهن غالبًا ما تدفعهن ظروف اجتماعية قاهرة، أو ظروف شخصية إلى ذلك. في الوقت نفسه، هناك مغربيات متزوجات تكفلن أيضًا بمسؤولية إعالة عائلاتهن، لأن أزواجهن هاجروا إلى خارج البلاد للعمل، علهم يساهمون في زيادة دخل أسرهن. 

كما تشيرأيضًا إلى بعض المطلقات والأمهات العازبات اللواتي يتولين إعالة أطفالهن، بسبب عدم اعتراف آباء أطفالهن بهم. تضيف أن هناك حالات كثيرة لنساء يعلن أطفالهن، بالإضافة إلى آبائهن أو أمهاتهن، علمًا أن بعض الأزواج لا يعملون ويمضون أيامهم في البيت. تضيف أن هؤلاء المغربيات اللواتي يقدن عائلاتهن ماديًا ومعنويًا أيضًا، ويتولين دور الأب والأم في آن، غالبًا ما لا يجدن أي مساعدة من أحد، وذلك بسبب الظروف الحياتية والاجتماعية التي تفرض عليهن لعب دور ربان العائلة في التربية وتأمين المال وغيرها. 

وتلفت إلى أن بعض النساء اللواتي يعلن أسرهن، غالبًا ما يضحين بأحلامهن. فهمهم الأساسي هو تأمين عيشة كريمة لأسرهن، مضيفة أن هناك نساء تفرغن لإعالة أبنائهن، وخصوصًا اللواتي لديهن أطفالًا، ورفضن الزواج مجددًا إلى أن يكبر أطفالهن، ليفوتهن قطار الزواج. تضيف أن هذا الأمر ليس قاعدة عامة تنطبق على جميع النساء اللواتي يعلن أسرهن، بل هناك مغربيات اخترن هذا المسار عن وعي، مشيرة إلى أن امرأة تنتمي إلى طبقة ميسورة طلبت الطلاق من زوجها لأنه مستهتر، وعملت على تربية أبنائها والسعي لتأمين حياة لائقة لهم. واللافت أنها تفعل ذلك بكل سعادة.  وتعزو تنامي عدد الأسر المغربية التي تعيلها نساء إلى دخول المرأة سوق العمل، وخصوصًا خلال السنوات الأخيرة التي عرفت طفرة هائلة في توجه النساء إلى العمل خارج البيت في مختلف المجالات، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، أو غيرها من المهن البسيطة التي يلجأن إليها لإعالة أسرهن الصغيرة.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

ليز تراس تفوز بمنصب زعيمة حزب المحافظين
إصابة السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن بفيروس كورونا
رغد صدام حسين تكشف حقيقة تأييدها لمظاهرات مقتدى الصدر…
مقتل شخصين بحادث تحطم طائرة مروحية شمالي بريطانيا
الأولى منذ 60 عاماً امرأة تتولى رئاسة الصومال بـ"الإنابة"

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة