الرباط - الدار البيضاء
في الساعة العاشرة ليلا وكعادتها خلدت فاطمة أحضي إلى النوم لتستيقظ بعدها بساعة واحدة وهي تشعر بالسرير يهتز، كانت تعتقد أنها تعاني من دوار بسيط قبل أن يهتز السرير من جديد لتتأكد أن ما يحدث عبارة عن زلزال. تروي فاطمة (66 عاما) لموقع "سكاي نيوز عربية" تفاصيل الليلة المرعبة وتقول: بمجرد ما شعرت بالزلزال اتجهت أنا وابني وزوجته إلى خارج المنزل لنجد عشرات الأشخاص منتشرين على جنبات الطريق. حالة من الذعر والخوف قد سادت ساعتها وسط مدينة مراكش وذلك بعد أن اختلطت الإشاعة بالأخبار الموثوقة، حول عدد الضحايا ومركز الهزة ودرجتها وعن الهزات الارتدادية المتوقعة. كنت في زيارة لابني بمدينة مراكش (جنوب البلاد)، وأول ما خطر في بالي خلال الثواني الأولى للهزة الأرضية، زلزال أغادير الذي دمر المدينة وأودى بحياة عشرات الآلاف من بينهم أفراد من عائلتي. المخاوف لازالت قائمة من تكرار الزلزال المدمر وهو ما دفع عدد من الأشخاص إلى التوجه شمال إلى مدن لم تشهد هزات أرضية ليلة أمس.
يقول محمد الزحيمي المتخصص في علم الجيولوجيا والمياه الجوفية، إن اهتمام المغرب اتجه تدريجيا منذ الزلزال المدمر الذي عاشته مدينة أغادير في 29 فبراير 1960 وبعدها زلزال الحسيمة المغرب نحو تعزيز منظومة البناء المقاوم والمضاد للزلازل. ويضيف الزحيمي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المناطق التي تعرضت للزلازل في المغرب لم تكن تندرج ضمن هذه المنظومة، وبأن معظمها يشهد انتشارا للبناء العشوائي. وشدد على أن مركز زلزال مساء الجمعة يقع على نفس الخط من زلزال أغادير لسنة 1960 مؤكدا على أن الاختلاف بينهما يكمن في كون مركز الهزة الأرضية الأخيرة سجلت في منطقة جبلية بعيدا عن وسط المدينة. ويشير إلى أن الحدة التي ضرب بها الزلزال والتي بلغت 7 درجات على سلم ريختر جد قوية ومدمرة مما يفسر حجم الخسائر في مدن مثل مراكش وأغادير القريبتين من بؤرة الزلزال، مؤكدا أن بؤرة الزلزال لو كانت وسط مراكش كانت ستدمر المدينة.