لندن - كاتيا حداد
أسفرت جراحة تجميلية فاشلة لرأب الجفن، أجرتها امرأة بريطانية عام 2012 عن خطأ فادح، جعلها تفقد القدرة على إغلاق عينيها حتى عند النوم خوفًا من الإصابة بالعمى.وحصلت دون نايت، البالغة من العمر 47 عام، على حزمة رعاية طبية مدى الحياة، من قبل سلسلة من المستشفيات الخاصة التي تستضيف المشاهير، والتي تضمنت إجراء عملية تجميلية قيمتها 3500 جنيه إسترليني، قررها الأطباء في عيادة "دولان بارك" في برمنغهام، وبعد فشل العملية لم يتدخل الأطباء لتقديم المساعدة اللازمة لإصلاح الأضرار الواقعة، التي أسفرت عن إصابتها بمشاكل في الرؤية فضلًا عن مخاوف من فقدان بصرها تمامًا.
واكتشف الأطباء عند فحصها عام 2012، أن الجراح أزال الكثير من جلد الجفن السفلي، ما يعني أن الجزء الداخلي للعين الذي تغطيه الجفون لا يزال مفتوحًا في الهواء، مؤكدين أنَّه من الممكن إجراء إصلاح للضرر الناجم؛ لكنه لن يفي بالشفاء من جميع الأعراض. ووصف الأطباء، حينها، قطرات مصطنعة مسيلة لدموع العين كل ساعتين لتقليل الآلام، فضلًا عن استعمال الأشرطة الطبية لإغلاق العين ليلًا، بناء على نصيحة طبيب عيون لها في مستوصف "رويال فيكتوريا" في نيوكاسل، لمنع المزيد من الضرر، وتستخدم أثناء النوم مرهمًا سميكًا في كلتا العينين، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على الرؤية عندما يتم غسلها في الصباح.
أما الجراح الإيطالي، ارنالدو باجانيلي، الذي أجرى الجراحة الفاشلة ويعمل أسبوعيا بشكل مؤقت، فادعى بأنه مفلس ولا يملك عقد تأمين في بريطانيا، وليست لديه الإمكانات المادية الكافية لدفع التعويضات، ولذلك اضطرت "دون" لإسقاط الدعاوى القانونية ضده. لكن عيادة "دولان بارك" التي تقدم خدماتها الطبية لمشاهير مثل مذيعة قنوات "بي بي سي" والمغنية مارفن هيومز، وعضو لجنة تحكيم برنامج "الرقص على الجليد" جيسون جاردنر، ونجمة الواقع كيري كاتونا، لا تزال تعلن عن خدماتها الطبية. ومن المثير للدهشة أنها لا تزال مرخصة من قبل المجلس الطبي العام "GMC"، وهي الهيئة التي تنظم عمل جميع الأطباء المقيمين في بريطانيا، ما يعني أنَّ هذه العيادة تتخذ مسارًا قانونيًا صحيحًا لمواصلة علاج المرضى البريطانيين. ويطالب المحامي المدافع عن "دون" وزارة الصحة البريطانية بالرد على ذلك، قائلًا: "على الجاني أن يواجه أنظمة أكثر صرامة".
وأكد المجلس الطبي العام، أنّه يمكن لأي الطبيب إتمام إجراءات التسجيل لديهم، ما داموا يملكون عقد التأمين وترتيبات التعويضات المناسبة لتغطية الالتزامات المحتملة، كما هو مطلوب من قبل لجنة جودة الرعاية، ولا يستلزم ذلك أن يكون مع شركة بريطانية. وأرسل الطبيب "باجانيلي" رسالة إلى محامي "دون" السابقين، من مكتب "إيروين ميتشيل"اعترف فيها قائلًا: "في الماضي رفضت شركة التأمين الإيطالية التي تقوم بالتغطية التأمينية الخاصة بي، التدخل أو تغطية النفقات اللازمة، وسأقوم بالاتصال بهم لمعرفة إمكانية جعل هذه الحالة استثناء، ولكن الأمر غير محتمل".
وكتب بعد ذلك: "تعرضت للإفلاس، ولا أملك أموالًا أو أصولًا كافية لدفع التعويضات"، وزعم الجراح الإيطالي أنه في أي من العمليات السابقة التي شارك في إجرائها، كانت مجموعة المستشفيات تشارك دائما باسمه، ومع ذلك قالت مجموعة المستشفيات لـ"دون" أن عقدها كان مع "باجانيلي" وليس معهم، لذلك ينبغي متابعة أي شكاوى بشكل مباشر معه. وينص عقدها معهم، على أن مسؤولية المريض تنطوي على التأكد من أن الجراح مسجل لدى المجلس الطبي العام، ويحمل شهادة تأمين. ولم يتمكن المحامون من الوصول إلى الجراح الإيطالي عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني، حيث حظرتهم مجموعة المستشفيات من دخول أماكن عملهم، وفي كانون الثاني/ يناير من هذا العام قام مكتب "إيروين ميتشل" الذي ينوب عن "دون" بتقديم الأوراق القانونية للجراح في موقف سيارات مجموعة العيادات في برمنغهام، وتم تعديل ميعاد جلسة المحكمة؛ ولكن الجراح لم يتمكن من الحضور.