لندن - كاتيا حداد
كشفت دراسة علمية جديدة أنَّ الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، يؤدي إلى تسمم الدم، مؤكدة أنَّ المشاركة في سباقات التحمل القصوى تتسبب أيضًا في تسرب البكتيريا المعوية إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى الإصابة بعدوى خطيرة.وأوضح الباحثون أن النتائج جاءت عقب إجراء دراسة حللوا فيها عينات الدم للرياضيين المشاركين في الأحداث الرياضية الكبيرة، بما فيها سباقات الماراثون فائقة المسافة، والمتعددة المراحل التي تمتد لعدة أيام متتالية.
وصرَّح الباحث ريكاردو كوستا من جامعة "موناش"، بأنَّ "عينات الدم التي أخذت قبل وبعد الأحداث الرياضية، أثبتت أن ممارسة الرياضة على مدى فترة طويلة، تحدث تغييرًا في جدار الأمعاء، حيث تسمح للبكتيريا التي تتواجد بشكل طبيعي، والمعروفة باسم السموم الداخلية، في القناة الهضمية بالتسرب إلى مجرى الدم، ما يحدث التهابات عامة في جميع أنحاء الجسم بسبب قوة أفعال ردود الخلايا المناعية المبالغة".
وأوضح الدكتور كوستا، أنَّه بحث مع فريقه خلال الدراسة، الأشخاص المشاركين في الماراثون فائق المسافة ومتعدد المراحل على مدار 24 ساعة، مشيرا إلى أنَّ هذه الأحداث الرياضية تسمح للناس بالجري لمسافة أطول من مستوى 26 ميلا أو ما يعادل 42 كم، وغالبًا ما تمتد لأيام متتالية.
وأضاف: "كانت علامات الدم لجميع الرياضيين المشاركين في الدراسة، مماثلة للمرضى المصابين بتسمم الدم؛ لأن السموم الداخلية البكتيرية تتسرب في الدم نتيجة لممارسة الرياضة المفرطة، التي تدفع الخلايا المناعية نحو العمل". ووجد الباحثون أنَّ الأشخاص المشاركين في سباقات التحمل مع القليل من التدريبات البدنية اللازمة لتهيئة الجسم، هم الأكثر عرضة للخطر.
واكتشفوا أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة ويتبعون برنامجا تدريبيا ثابتًا لتهيئة الجسم لسباقات التحمل القصوى، يطورون آليات مناعية لمواجهة رد أفعال الجسم للالتهابات، دون أي آثار جانبية، ما يعني أنهم يتمتعون بالحماية ضد تطور تسمم الدم. وحذر العلماء من أن الأشخاص غير اللائقين بدنيا والذين يمارسون القليل من التدريبات، يضعون أجسامهم تحت ضغط هائل، تفوق القدرة الوقائية للجهاز المناعي، مشيرين إلى أنَّ المستويات المرتفعة من السموم الداخلية في الدم، تجعل الاستجابة المناعية أكبر بكثير من عمل الجسم الوقائي.
وأضاف كوستا أنَّ "الحالات القصوى التي تؤدي إلى الإصابة بتسمم الدم، تنتج عن متلازمة الاستجابة الالتهابية الشاملة، وهي حالة يمكن أن تكون قاتلة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها على وجه السرعة". وتابع: "تعتبر هذه الدراسة هي الأولى لتحديد وجود صلة بين ممارسة رياضات التحمل القصوى، والإجهاد الذي يضغط على القناة الهضمية"، موضحا أن ممارسة التمارين الرياضية أكثر من أربع ساعات ولمدة أيام المتكررة يعتبر تطرفًا. واستدرك: "ممارسة الرياضة على هذا النحو لم تعد أمرًا غير اعتيادي، فقوائم الانتظار لسباقات الماراثون فائقة المسافة، والرجل الحديدة تزداد شعبيتها". ونصح العلماء المشاركون في الماراثون، بالخضوع للفحص الطبي أولا، وبناء برنامج تدريبي بطيء وثابت، بدلا من المشاركة مباشرة في سباق الماراثون، مع تدريب لمدة شهر فقط.