آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أسرة تقاسم "الوليّ بلعباس" مرقده وسط مقبرة في مراكش

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أسرة تقاسم

أسرة تقاسم "الوليّ بلعباس" مرقده وسط مقبرة في مراكش
مراكش_ المغرب اليوم

طفل يبلغ من العمر عاما ونصف العام يلهو ويلعب بما تقع عليه عينيه في باب مقبرة سيدي بلعباس الجباب التي تأويه وأمه وثلاثة من أبنائها، بالمدينة العتيقة التابعة لعاصمة النخيل ذات الصيت العالمي التي تضم وجها آخر للبؤس يشكل وصمة عار على جبين مدبرين عديدين للشأن العام.

لقد ولد الطفل ببيت من قصب داخل المقبرة المهجورة دون إرادته، ولا رغبة من أمه التي وجدت نفسها وأربعة من أبنائها مضطرين للعيش بمكان يفتقر لكل شروط الحياة الآدمية، ومهددين بكل ما يعج به المكان من حشرات وعقارب وأفاعٍ.
 
"خمس سنوات وأنا أقطن بمعية أبنائي هنا دون مرحاض ولا ماء، نقضي النهار تحت سقف قصبي يقينا من حرارة الشمس، وحين يحل ظلام الليل نلجأ إلى قبة الضريح التي لا تسعنا"، تحكي إلهام العلوي بنزاكي لهسبريس، مشيرة إلى أن حياة أطفالها تحولت إلى جحيم بسبب الاضطراب النفسي الذي يعيشونه، والرعب الذي يواجهونه يوميا.

وأضافت أم الأبناء الأربعة: "زوجي مدمن على المخدرات، ما أدى به إلى فقدان توازنه العقلي، ولا نعلم له مكانا، لذا اتخذت من هذه الغرفة البئيسة بمقبرة سيدي بلعباس مسكنا، ومكانا للطبخ والاحتماء من أشعة الشمس، أما حاجتنا الطبيعة فنقضيها في أواني أفرغها ليلا بقنوات الصرف الصحي بالشارع العام"، بحسب تعبير المشتكية نفسها.

"حرم أبنائي من كل شيء يتمتع به الأطفال في سنهم، فحالتنا شبيهة بعيشة الذبّانَة فلْبْطانة، ففي فصل الشتاء كل الأواني وملابس الأطفال والفراش تتعرض لمياه الأمطار، لأن سقف بيتنا من قصب"، تتابع الأم، منبهة إلى تخوفها من الانعكاسات السلبية للوضع على فلذات كبدها.
 
"خوفي يزداد على أطفالي كل ليلة من تهديدات متنوعة، كنظرة زملائهم في المدرسة، والخوف من تعرض بناتي للاغتصاب رغم إحكامي إغلاق باب القبة التي يرقد بها الولي الصالح سيدي بلعباس الجباب بالسلاسل"، تورد الأم المثقلة بهمومها ومسؤولية صغارها، والتي تقف "عاجزة عن إشباع الحد الأدنى من متطلباتهم المادية، رغم كل ما تتم مكابدته من تعب"، وفق قولها.

"نرقد بجوار الأموات ونخاف عدوان الأحياء ليلا، ما جعلني أعاني الخوف على أبنائي"، تؤكد إلهام العلوي قبل أن تعمد إلى مطالبة الملك محمد السادس والمحسنين الالتفات إلى مأساتها، ومساعدتها لتأمين حياة كريمة لأبنائها.

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرة تقاسم الوليّ بلعباس مرقده وسط مقبرة في مراكش أسرة تقاسم الوليّ بلعباس مرقده وسط مقبرة في مراكش



GMT 10:56 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ننشر 10 تساؤلات بشأن تعويم الدرهم

GMT 02:23 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السياحة الجنسية ظاهرة خطيرة تُثقل كاهل المجتمع في مراكش

GMT 18:29 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسيير أول خط طيران مباشر بين بابوا غينيا الجديدة والصين

GMT 21:23 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إنقلاب سيارة "پورش" يقودها سعودي في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca