آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"لالة ملوكة" قطب السياحة العلاجية في كلميم

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

"لالة ملوكة" قطب السياحة العلاجية
كلميم - المغرب اليوم

تزخر الحامة المعدنية "لالة ملوكة"، التي تقع بواحة تيمولاي لالة ملوكة في الشمال الشرقي لإقليم كلميم، ضمن النطاق التربي للجماعة القروية أداي، على كافة المؤهلات والإمكانات التي يمكن أن تجعل منها في حال استغلالها بالشكل الأمثل قطبا سياحيا إيكولوجيا وعلاجيا.

وتتوفر واحة تيمولاي، والتي تبعد عن مدينة كلميم بحوالي 113 كلم والمتواجدة ضمن شريط من الواحات الخلابة بين سفوح جبال الاطلس الصغير وثخوم سلسلة جبال باني، على عدد مهم من أقدم الحامات المعدنية في جنوب المملكة، منها حامة لالة ملوكة التي تستقبل الزائر على جنبات وادي يخترق الواحة التي يقصدها الزوار للاستجمام أو الاستشفاء منذ قرون خلت.

وارتبط اسم الحامة بالولية الصالحة "لالة ملوكة" السملالية (تنحدر من منطقة إداوسملال بإقليم تزنيت وفقا للروايات الشفهية ) دفينة المنطقة، والتي عاشت خلال القرن التاسع الهجري وفقا للروايات التي يتداولها شيوخ الواحة ورواتها على كل سائل ، هذا بالرغم من أن تاريخ الحامة وبداية اكتشافها غير محدد بدقة.

ويلاحظ الزائر للحامة أن بناءها ما زال على شكله التقليدي المشيد منذ قرون بالأحجار ومواد البناء المحلية التي طالها الإهمال و تقلبات الزمان، كما يسجل أن سيول الوادي الذي يمر وسط الواحة خلال فصل الشتاء يجرف مع مرور الزمن أجزاء من البنايات.

وبعد الوصول الى الحامة، ينزل الراغب في الاستحمام بمائها عبر درج صخري إلى عمق حوالي ثلاثة أمتار، حيث منابع مياه الحامة الفضية الدافئة التي تتدفق بانسياب، مع تصاعد البخار تحت ضوء الشموع التي يوقدها الزوار لإنارة المكان، مما يضفي على هذه الأحواض المعدنية هالة تنسجم مع الطبيعة الخلابة المحيطة بالحامة والهدوء والسكينة الروحية .

وعلى بعد أمتار، وقبل الوصول للحامة، يتواجد ضريح الولية لالة ملوكة الرمز الروحي والصوفي للمنطقة، إضافة إلى مسجد قديم لا يزال محافظا على معماره التقليدي، وسط واحة النخيل التي تسقى من مياه الحامة الدافئة، التي ترفرف بها أشجار اللوز والخروب والزيتون، وأحواضا تزرع فيها الساكنة المحلية بعض المزروعات الموسمية .

وفوق الجبال المحيطة بالواحة والحامة تنساب المياه من القمم و تتدفق عذبة منعشة يكسر خريرها هدوء المكان الذي يتيح للزائر منظرا بانوراميا ساحرا من الأعالي لشريط الواحات المتاخمة لسلسة جبال باني، في أفق رحب يغري عشاق البيئة والسياحة الايكولوجية بالزيارة والاستمتاع.

وبالإضافة الى المؤهلات السياحية والطبيعية للواحة والخصائص العلاجية للحامة يمكن أن تلعب الحامة دورا كبيرا في جلب الاستثمار للمنطقة وإنعاش الاقتصاد المحلي والمساهمة في إشعاع الواحة جهويا ووطنيا ودوليا، لاسيما أن الدراسات الحديثة أكدت الإقبال الكبير على السياحة الإيكولوجية والعلاجية.

وفي هذا الإطار يرى عبدالله أسكور رئيس المجلس الجماعي لأداي أن المجلس وشركاؤه يشتغلون ل"إخراج مشروع تأهيل حامة لالة ملوكة إلى حيز الوجود، في إطار برنامج المشاريع التنموية ذات الأولوية الذي يشمل ستة عشر جماعة بإقليم كليمم، بشراكة بين كل من المجلس الإقليمي لكلميم ومديرية الجماعات المحلية، ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية حاملة المشروع ".

ويضيف أسكور، في تصريح صحافي، بأن لدى المجلس الجماعي "أفكار كثيرة لتطوير مشروع السياحة الايكولوجية بواحات المنطقة، واستثمار المؤهلات الطبيعية والتاريخية في إطار مشروع سياحي يربط واحات أمتضي وتغجيجت وافران الأطلس الصغير".

وأكد في ذات التصريح أن مشروع تأهيل الحامة "يضم محطتين حراريتين للنساء والرجال، ودار ضيافة ،وسوق سيخصص لمنتوجات الصناعة التقليدية يمكن أن يوفر فرص شغل بالمنطقة وفي هذه الحامة التي تعد متنفسا محليا ووطنيا توفر مزايا استشفائية" .

وفي السياق ذاته يقول أحمد شديد وهو فاعل جمعوي بالمنطقة، في تصريح مماثل، إن "مياه الحامة المعدنية الدافئة أثبت فعاليتها في علاج بعض الأمراض الجلدية وأمراض الروماتيزم، بحرارة تفوق تسعة وثلاثين درجة، مما يجعل الاستجمام فيها متاح طيلة فصول السنة".

ويضيف الفاعل الجمعوي أن الحامة، التي تنقسم إلى عين مخصصة للرجال والأخرى للنساء، يزورها نحو 400 زائر شهريا مغاربة وأجانب، مضيفا أن هذا الفضاء يشهد إقبالا في عطل نهاية عطل الاسبوع وبعض المناسبات الأخرى.

ودعا شديد الى الاهتمام أكثر بهذه الحامة، والتعجيل بإطلاق مشروع تأهيلها وتعبيد الطريق المؤدي إليها، وتوفير الخدمات اللازمة لراحة الزوار والسياح لخلق فرص شغل في الواحة وإنعاش الاقتصاد المحلي.

وسط الوادي وتحت تحت ظلال شجرة الأركان المحادية للحامة، استقت أيضا تصريحات من بعض الزوار الذي قصدوا الحامة منها الحاج محمد أضرضور وعدد من رفاقه القادمين من أكادير والذي أكد أنه سبق له أن زار الحامة مرتين: "قدمنا من مدينة أكادير للاستشفاء بهذه الحامة من مرض الروماتيزم، وسنقيم هنا لمدة ثلاثة أيام، بعد أن لمسنا فعالية هذه المياه في تحسن حالتنا الصحية"، لا سيما يضيف، أنن اصطحبت معي هذه المرة شيخان يعانيان من الروماتيزم.

الشاب علي السلامي، وهو يستعد لمغادرة المكان بعد قضاء وقت في لاستجمام، قال "جئت من جماعة تكانت ضواحي كلميم رفقة والدتي للاستشفاء في هذه الحامة ،وادعو الجميع لزيارتها ".

ويسجل بعد الحديث مع عدد من المهتمين غياب دراسات علمية تبين الخصائص العلاجية للحامة والمكونات المعدنية التي تضمها بشكل مفصل.
 

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لالة ملوكة  قطب السياحة العلاجية في كلميم لالة ملوكة  قطب السياحة العلاجية في كلميم



GMT 18:57 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج "ارتقاء" يستهدف جمعيات فى إقليم كلميم

GMT 16:13 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

محاولة انتحار جماعية ل 3 قاصرات بتناول مادة سامة

GMT 15:32 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مرض غريب يهدد محصول التمور في واحات تيغجيجت فى كلميم

GMT 16:18 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المركز المغربي لحقوق الإنسان يزور المضربين عن الطعام

GMT 18:26 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط شخصين حاول اغتصاب قاصر في جبل تاييرت

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca