آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

روبرت دي نيرو يملأ فراغ المهنة بأعمال دون مستواه

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - روبرت دي نيرو يملأ فراغ المهنة بأعمال دون مستواه

الممثل روبرت دي نيرو
القاهرة - الدار البيضاء اليوم

يقف البعض منا محتاراً بالنسبة لاختيارات الممثل روبرت دي نيرو من الأفلام. بعد دوره في أحد أفضل أفلام العام الماضي، وهو «الآيرلندي» نراه حالياً في «الحرب مع الجد» للمخرج تيم هِل الذي يستطيع أي منا اعتباره أحد أسوأ سقطات الكوميديا الهوليوودية و- الأهم - أحد أسوأ سقطات الممثل دي نيرو في مهنة تزيد عن خمسين سنة.

حركة هبوط أفقية من فيلم يرصد حالات إنسانية واجتماعية وتاريخية، إلى فيلم لا يرصد شيئاً على الإطلاق بل يكتفي بحكاية واهنة تبرر عنوانه.

وهذه ليست مرّة أولى ولا هي استثناء يقع مع كل الممثلين الجيدين. في مقابل كل فيلم جيد مثّله دي نيرو من التسعينات، وصاعداً هناك خمسة أفلام لا تعني شيئاً على الإطلاق ولا تقترب من مستويات أفلامه المتميّزة.

على سبيل المثال، لا أكثر، بعد فيلم مايكل مان الجيد «حرارة»، سنة 1995 حيث لعب دوراً رئيسياً عصابة في سباق زمن مع رجال القانون (يرأسهم آل باتشينو)، قام دي نيرو ببطولة «سليبرز» الذي كان مضيعة وقت للجميع. تلا ذلك بضعة أفلام جيدة مثل «جاكي براون» لكونتن تارنتينو و«رونن» لجون فرانكنهايمر ثم دلف إلى سلسلة من الأفلام التي قدّمته إلى هواة أفلامه والمعجبين به على صورة من قرر أن يستدير لتاريخه ليؤم أعمالاً نصف مسلوقة مثل «حلل هذا» (1999) و«قابل الآباء» (2000) ثم «15 ثانية» (2001) و«شوتايم» (2002) ثم «حلل هذا» (2002) و«قابل الفوكرز» (2004) و«اختبأ وابحث» (2005) وأجزاء ثانية من بعض هذه الأعمال الكوميدية العابرة.

أسئلة حائرة

استمر هذا المنوال في النصف الثاني من العشرية الأولى فشاهدنا في أفلام ركيكة التنفيذ مثل «قتل صحيح» (2008) و«الكل جيد» (2009) و«ماشيتي» (2010). وتابع دي نيرو هذه الخلطة في السنوات العشر الأخيرة لاعباً أدواراً رئيسية في «أضواء حمراء» (2012) و«العرس الكبير» (2013) و«الجد القذر» (2016) إلخ…

ليس أن المسألة تكمن في أن أداء دي نيرو في هذه الأفلام هو المشتكى منه فقط، بل القبول بهذه الأدوار بتلك الكثافة ومع مخرجين لا يمتلكون الموهبة التي تصنع الفيلم الجيد. بالتالي لدينا أداء غير لائق لممثل ظهر سابقاً في «تاكسي درايفر» و«العراب 2» و«حرارة» و«مدنايت رَن» و«غير المرتشون» (The Untouchables) وتبوأ سريعاً مركزاً قممياً بين أترابه. ثم هي مسألة أفلام لمخرجين جيء بهم توفيراً للتكلفة أو لوعود غير منجزة مثل جون هرزفلد (15 دقيقة) ونك هام (Godsent) وجاي روتش («قابل ذا فوكرز») وغاري مكندري («كيلر إيليت») وسواهم.

هل يكون دي نيرو بحاجة ماسة للعمل فعلاً، بحيث يقبل على أي مشروع يُعرض عليه؟ هل المسألة هي أنه لا يُبالي؟ أو هي طريقة مجدية للبقاء على القمّة ومقاومة سنوات العمر التي قد تهدد مكانته عاماً بعد عام؟

بداية دي نيرو في التمثيل وردت حين كان في العشرين من عمره. ظهر، بداية من مطلع الستينات، في أفلام مغمورة، لكنها مهّدت له الطريق للوقوف على أولى عتبات الشهرة، وذلك عندما مثل لحساب المخرج الجيد برايان دي بالما فيلم ««حفلة العرس» لجانب جيل كلايبورغ في واحد من أدوارها الأولى أيضاً. ودي بالما اختاره لفيلمه التالي «هاي، موم» سنة 1970 بعدما كان المخرج والمنتج المستقل روجر كورمان وضع دينيرو بين ممثليه في فيلم الغانغسترز «الأم الدموية» لجانب شيلي ونترز وبات هينغل ودون ستراود وبروس ديرن.

من هذا الدور انطلق لدور أكثر أهمية في «العراب 2» لفرنسيس فورد كوبولا، حيث لعب شخصية فيتو كارليوني، التي كان مارلون براندو أداها في «العراب» (الأول) سنة 1971. للجزء الثاني كان لدينا اثنان يلعبان الدور نفسه: براندو في عمر متقدم ودي نيرو في شخصية كارليوني شاباً وكيف ترعرع في بروكلين كصبي عصابة، ثم بسط سلطته وقتل زعيم الحي، وكل ذلك قبل تعرّفنا عليه كبير السن وكما مثله براندو في هذين الجزأين.

نال دي نيرو عن هذا الدور أوسكاره الأول، في فئة «أفضل ممثل مساند»، لكن ما هي إلا بضع سنوات حتى نال أوسكاره الثاني، وهذه المرّة في سباق أفضل ممثل، وذلك عن دوره في فيلم لاحق لمارتن سكورسيزي هو «ثور هائج».

في تلك الفترة كان دي نيرو مثالاً حديثاً ومعاصراً للممثل المنتمي إلى «المنهج». تلك المدرسة التي أمّها مارلون براندو ورود شتايغر وكارل مالدن ومونتغمري كليفت وآخرين على الشاشة من أداءات. كان يبذل لتأمين الشكل الخارجي للدور، ويعمل حثيثاً على الربط بين ذلك الشكل وبين مكنونات شخصيته.

لفت دي نيرو كل الأنظار صوبه بعد هذه الأفلام الأولى ما جعله يرتبط سريعاً مع بعض أهم مخرجي السينما: استعان به إليا كازان في «التايكون الأخير» (1976) ولو أن الفيلم نسخة معتدلة القيمة بالنسبة لأعمال كازان الأولى، وطلبه الإيطالي برناردو برتولوتشي ممثلاً أساسياً في فيلمه «1900»، ثم عرج عليه سكورسيزي في فيلميه «نيويورك، نيويورك» (1977) و«ثور هائج» (1980). بينهما كانت لدي نيرو وقفة مهمّـة جداً عبر فيلم مايكل شيمينو «صائد الغزلان» سنة 1978.

بقي هذا الصرح المسمّـى دي نيرو شامخاً بأدواره إلى أن قرر فتح جبهة في جدار الأدوار الكوميدية، وهذه بدأت جيداً بفيلم «نحن لسنا ملائكة» (1989) ثم اتحدرت إلى سلاسل ذات كسب سريع كتلك الأفلام التي وردت أعلاه.

مال ورغبة


خلال كل ذلك كان سكورسيزي بمثابة صمّام أمان. الفرصة الأهم عند دي نيرو للعودة إلى صرح الأدوار والأفلام المبنية على الموهبة والإبداع والتميز. بعد «شوارع دنيئة» (1973) أسند سكورسيزي بطولة فيلميهما الأهم لذلك الحين، وهو «سائق التاكسي» (1976). في العام التالي أسند سكورسيزي لدي نيرو دوراً أكثر نعومة. هو عازف الساكسفون في دراما عاطفية بعنوان «نيويورك نيويورك». في العام 1980 قام دي نيرو ببطولة «الثور الهائج» لاعباً شخصية الملاكم جاك لا موتا وكان هذا رابع أفلامه تحت إدارة سكورسيزي.

سنة 1982 وقع اللقاء الخامس عبر فيلم بعنوان «ملك الكوميديا». دي نيرو هنا في ضوء جديد. إنه ليس في دور درامي كما في السابق، بل في دور كوميدي يمكن اعتباره تمهيداً لفيلمه الحالي «الكوميدي»... تبع ذلك عودة سكورسيزي - دي نيرو إلى حلفة المافيا النيويوركية في «صحبة جيدة» (Goodfellas) سنة 1990 وفي العام التالي لعب دي نيرو دوراً شريراً في «كايب فير» لجانب نك نولتي وجسيكا لانغ. ثم حدث اللقاء الثامن بينهما عبر فيلم «كازينو»، الذي تابع فيه سكورسيزي مسيرة أفلام العصابات ولو أنها تتخذ الآن لاس فيغاس مقراً لها.

يبقى السؤال المطروح حول لماذا يرضى دي نيرو ببعثرة موهبته في أفلام مثل «الحرب مع الجد» الذي حين مقارنته بأفلام سيئة أخرى أقدم عليها دي نيرو تتبدى تلك الأفلام، كما لو كانت درراً أو على الأقل أعمالاً بالغة التميّز بالمقارنة.

المال ربما سبب مهم، لكن المؤكد أيضاً هو أن الممثل وقد بلغ 77 سنة من العمر، يريد أن يبقى هناك على الشاشة. في سعيه هذا سيقبل عروضاً من سكورسيزي أو واه من المخرجين الجيدين، لكن هذه الأعمال عادة ما تأتي متباعدة، وهو لا يستطيع أن يرى نفسه جالساً في ركن في منزله بانتظار مثل تلك المشاريع المهمّة.

قد يهمك ايضا

"السجناء الزُرق" لـ"زينة دكاش" يفُوز بجائزة مهرجان الجونة السينمائي

مدير الجونة السينمائي يكشف أن تغييرات إدارة المهرجان سيتم الإعلان عنها قريبًا

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبرت دي نيرو يملأ فراغ المهنة بأعمال دون مستواه روبرت دي نيرو يملأ فراغ المهنة بأعمال دون مستواه



GMT 20:43 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"المتفائل" يستقبل جمهور الإسكندرية في بيرم التونسي

GMT 15:19 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

عرض "مولد المرسي أبو العباس" على مسرح ثقافة الأنفوشي

GMT 12:41 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

عرض "وش البركة" للكاتب أحمد مراد على مسرح الهوسابير

GMT 11:16 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

كبرو ومبغاوش يخويو الدار" كوميديا تسخر من البطالة والهجرة

GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء

GMT 20:38 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

"شعبي نايت لايف" حفلة ضخمة للطرب في عيد الفطر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca