آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

الروائية المصرية رشا عدلي
بقلم : أمير العايدي

 استطاعت الروائية المصرية رشا عدلي أن تأخذنا في رحلة جمالية عبر عدة أزمنة ،في روايتها الأخيرة الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون ببيروت 2022 ، وطبعة مصرية عن دار الشروق بالقاهرة  ( أنت  تشرق..أنت تضيء)  في 500 صفحة, و لتطلعناعلى أسرار وحكايا مخفية في سراديب التاريخ ، وهذا ليس بالتأكيد بالجديد على الكاتبة التى أعتادت  على أعادة كتابة تاريخ مهمش لتنسج أحداث التاريخ بالخيال ،  فأهم ما يميز أعمالها  الابحار دائما في فترات زمنية متغيرة،  فمن الحملة الفرنسية على مصر وحكم المماليك في عملها شغف ، لرواية  آخر أيام الباشا عن فترة حكم محمد على باشا وقصة الزرافة التىاهداها لملك فرنسا بعدها أخذتنا في جولة عبر عدة أزمنة مختلفة  في روايتها قطار الليل إلي تل أبيب لنتعرف عن وثائق الجنيزا اليهودية  و نشأة الحركة  الصهيونية ونتعرف على المفكر والطبيب  اليهودي موسى بن ميمون ، وفي عملها الجديد تعود بنا  لزمن ما قبل التاريخ وتحديداً في حقبة  الاحتلال  الروماني لمصر.

ومن خلال هذه الحقبة نتعرف على  أهم وأعظم الأعمال التاريخية ( وجوه الفيوم ) التى تعتبر أول تصوير ذاتي متكامل العناصر الفنية  في تاريخ الفن ، من خلال رؤى  جديدة و وجهات نظر مختلفة التي  تقدم الكاتبة دائما  فيها  أعمالها. فقد صرحت في اكثر من حوار ( أنا ضدعملية أعادة تدوير التاريخ بوضعه في سياق أدبي لنطلق عليه رواية تاريخية ، بالنسبة لي  كتابة الرواية التاريخية الناجحة يتوقف على تقديمما هو جديد للقارئ ، ما هو ممتع وشيق) و كاللوحة  مؤطرة بين أربعة أضلاع  جاء عملها الأخير مؤطر بين  ( الأدب-التاريخ-الفن-المعرفة).

أنت تشرق أنت تضيء رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

غلاف كتاب للروائية المصرية رشا عدلي

 

بدء من العنوان ( أنت تشرق .. أنت تضيء) وهو مقطع  من صلاة الآله  أمون -رع  والذي جاء محملاً  برؤية فنية ،تاريخية ، لها أبعاد كثيرة منثورة عبر فصول العمل ، كانت تقنية المفارقة الدرامية أثر  كبير في دعم بناء الرواية من حيث الحبكة  والعقدة . و منح الاعتماد على اسلوب التقرير السردي  النص السيرورة وتلاحق في الأحداث ،واخيرا كانت اللغة العذبة  ذات الطابع الدرامي في أغلب الأوقات من اهم مقومات نجاح العمل .  ومن خلال هذه السمات العامة  تدور الأحداث بين عدة أمكنة فلورنسا وروما وبورميدا الإيطالية والإسكندرية والفيوم والقاهرة المصرية، خلالالعقد الأخير من القرن العشرين، والعقدين الأوّلين من القرن الحادي والعشرين، وتلعب رنيم مصطفى عبد المولى، أمينة متحف أوفيزيالإيطالي بطلة العمل دوراً محورياًّ فيه، وهناك شخوص  لكل منهم دوره المكمّل للدور المحوري. بينما في الزمن القديم فأحداثه تدور  فيالإسكندرية والفيوم، في القرن الأول الميلادي، والبطلة فيه هي  سيرينا  الشابة المصرية الأغريقية و زوجة نائب الملك ، وهناك عدة شخوصأخرى  كالأب  والزوج والمعلم والصديق والثوار، الذين تترابط  أدوارهم  بشكل أو بآخر.

تعمل رنيم   في مشروع كبير لكشف  الغموض الذي يكتنف المومياوات التى لصق عليها صور  مرسومة تخص الشخص و تبدأ في  البحث للحصول على تفسير علمي للعيوب البصرية في بعض اللوحات ، تضع كل خبرتها وجهدها في البحث وراء ذلك ، وتقرر السفر إلي مصرلتقوم بزيارة  الموقع الذي عثر فيه على  المومياوات  . وتقودها المصادفة للتعرف أثناء بحثها  على الرجل الذي كان السبب فيما حدث لأسرتها ، أمبراطور الفساد وتاجر الآثار الذي يعرض لوحة فنية لإحدى «مومياوات الفيوم» فتقرر الأنتقام. الخيط الذي يربط بين  أحداث الزمنين هو  العيوب البصرية التى وجدت في عيون عدد من الأشخاص ،  وهذا العيب الذي تكتشفه رنيم يعودبنا لفترة ما قبل التاريخ حيث سيرينا ومجموعة الثوار ، وحكاية وقعت في القرن الأول الميلادي ،ومن خلال أحداث  هذا الزمن نتعرف على ذلك العصر بعاداته وتقاليده ، وبطقوسه وبوحشية وقسوة الحكم الروماني.

الرواية  مبنية على فنيات النص الروائي المتعددة وقد  حملت  بين طياتها وعيا ثنائي الوجهة ، فمن جهة كان زخم المعلومات المعرفية  يصاحبه عنصر التشويق ،  فبين مشهد واخر ، كانت أحداث الرواية  تتصاعد ، وذلك بتصاعد الأسرار التى تحاول البطلة حلها ، سر اللوحة المقسومة نصفين ، العيوب البصرية في عيون بعض الأشخاص،التحقيق حول القتل بمادة معينة.أعتمدت الكاتبة على تكنيك المشهد السينمائي الذي  يبعث على الديناميكية  ويساعد على الأنخراط  مع أحداث وله ايضا تأثير  وجداني فيدعو في اوقات كثيرة  للتعاطف و الحزن.أنت تشرق  .. أنت تضيء  منجز أدبي ،  تاريخي ، فني  ، استطاع أن يضيء مناطق مظلمة في التاريخ و نستطيع أن نعتبره ضمن افضل الروايات العربية  الصادرة هذا العام  ولأعوام قادمة. 

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

 

دار الشروق للنشر و التوزيع تصدر كتاب "قصة الطب ودور الطبيب"

دار الشروق تصدر"معجم شخصيات نجيب محفوظ"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنت تشرق أنت تضيء رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة أنت تشرق أنت تضيء رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة



GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca