آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

عبد الرحيم الخصار يُصدر "خريف فرجينيا" رحلات إلى أميركا وأوروبا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - عبد الرحيم الخصار يُصدر

كتاب "خريف فرجينيا"
الرباط - المغرب اليوم

أصدر الشاعر والكاتب المغربي، عبد الرحيم الخصار، مؤلفًا يحمل عنوان "خريف فرجينيا" رحلات إلى أميركا وأوروبا، يليها "في منزل كفافيس"، عن دار كراس المتوحد للنشر، ويجمع بين الثقافي والإنساني والمؤثر والطريف بأسلوب شيق ولغة عربية أخاذة تمزج بين الشعر والسرد.

ويتضمن الكتاب سردا لتفاصيل مشوقة من رحلات الكاتب إلى ثلاث ولايات أميركية، إضافة إلى مدن أوروبية، مع مادة خاصة عن المنزل الذي كان يعيش فيه الشاعر اليوناني كفافيس في الأسكندرية، كما يقدم لأول مرة في العالم العربي تقارير خاصة عن مكتبة "سيتي لايتس" التي ترعرع فيها جيل البيث.

وفي توطئة الكتاب الذي يقع في 110 صفحات من الحجم المتوسط، أفاد الكاتب بأن مؤلفه هو بمثابة إطلالة من نافذة صغيرة على مروج لا نهاية لها، ووعد يتردد في أعماق كائن يرغب في أن يضع قدميه في الجهات الأربع لهذه الأرض قبل أن يغادرها.

وأضاف أن النص غالبا ما كان ينطلق برمته من فكرة بسيطة أو لحظة إنسانية صغيرة، ليتفرع عنها الكثير من الحكي غير المخطط له، بيد أنه يقر بأنه لم يخطط للسفر ولا للكتاب، مثلما ترك للصدفة مهمة القيادة في الرحلات التي قام بها، ترك لها أيضا المهمة ذاتها تقريبا في ترتيب الكلمات، مستشهدا بمقولة الحكيم لاوتسو الذي كان يقول إن "المسافر الجيد ليست لديه خطط محددة ولا يعتزم الوصول".

وسعى الكاتب في الفصل الأول من مؤلفه الذي استهله بمقولة للرحالة الشهير ابن بطوطة "إنه السفر يتركك صامتا، عاجزا عن الكلام، ثم يحولك إلى قصاص"، والمعنون بـ"خريف فرجينيا"، إلى التأكيد على "أن ما نحتاجه في الغالب، حين تتقدم بنا الطريق إلى نهاياتنا سواء القريبة أو البعيدة تستوي أمامنا الأراضي العالية بالمنخفضات، هو تلك السكينة، هو المرور من هذه المعابر المتشعبة بسلام"، لذلك "فالمشاعر التي تستبد بي هي ذاتها سواء كنت في قرية أو مدينة، داخل البلاد أو خارجها، على كثيب الرمل في صحراء أو على مشارف المحيط".

وعمد في هذا الفصل إلى البوح بما راوده من مشاعر لحظة وصوله إلى فرجينيا ونيويورك، ثم إلى تشارلوتزفيل ولانشبورغ وواشنطن، وكل ما رافق هذه الرحلات من كلمات وصور، ليلها ونهارها، والحنين إلى ذكريات الماضي التي تنساب دفعة واحدة مثل هبة مباغثة تجعلك تسكر بدل أن تصحو.

وفي فصل ثان عنونه بـ"السيتي لايتس"، أسطورة الثقافة في كاليفورينيا، تحدث عن تزامن زيارته لسان فرانسيسكو مع مرور عام بالتحديد على تأسيس السيتي لايتس، المكتبة الشهيرة ودار النشر والمركز الثقافي الكبير، الذي يقترن اسمه بجيل البيث الذي حول وجهة سفينة الشعر الأميركي من الرومانسية والتجريدية، وجعلها تتجه بشكل أقوى نحو أرض البوهيمية والعري الإنساني وإخراج كل ما يعتمل في الداخل السري ووضعه على الرصيف أمام الجميع ودون حرج.

أما الفصل الثالث الذي حمل عنوان "متعقبا سركون بولص في سان فرانسيسكو"، فخصصه لوصف سان فرانسيسكو، مدينة الحرية بشكل مذهل، أكثر مدن أميركا تحررًا وانفتاحا وتسامحا مع الآخر، ومع ما يريده ويحلم به هذا الآخر، معتبرا أن هذه الحرية هي ما يجعل الأدب والفن ينموان ويتسامقان تماما مثل أشجار السكويا العملاقة التي لا مكان لها إلا في كاليفورنيا.

وبعد سان فرانسيسكو، رحل بنا إلى شيغاغو في الفصل الموالي المعنون بـ"الطاحونة الخضراء، حلبة الشعر في شيكاغو"، المدينة التي تخلد بيكاسو وتحتفي بمرور مائة عام على علاقته بها، حيث لا تزال تلك المنحوتة الرائعة التي أبدعها أواخر الستينات تقف فارعة الطول مثل إله من عصور الفانتاستيك في الدايلي بلازا.

وأشار إلى أن البويتري فونديشن في شيكاغو مؤسسة تنتصر للشعر وتراهن على استمراره وتداوله، في زمن يتراجع فيه الشعر في مختلف جهات الأرض، فالأمر لا يتعلق بالطباعة والبيع فحسب، بل بتقدير الشعر والاحتفاء به.

وفي "صيف لندن" الفصل الرابع يحاول الخصار سرد تفاصيل رحلته ووصوله إلى عاصمة الضباب الذي لم يكن بالنسبة إليه أمرا عابرا، فهناك تاريخ بلا حدود ترسخت أحجاره الثقيلة في نهر الذاكرة قبل أن تطأ قدماه هذه المدينة، وكيف جلس في مقهى تيرو ينتظر أن تصل فاني براون قادمة من تاريخها، من غابتها، من تلك الهالة الملائكية التي وضعها فيها السيد جون كيتس العاشق "الذي أحببته وأحببت حبيبته من أول جملة".

ومن خلال خامس الفصول المعنون بـ"أيام في لوديف" حاول الكاتب وصف مدى إحساسه بجدوى الأطراف كلما مشي، وكيف يصغي لرنين اللذة في داخله كمل وضع قدميه على أريض بعيدة، وجسده الذي صار بيتا آخر له في بلدته الصغيرة والخمولة، خاصة حينما بلغ الريف الفرنسي وتحدث وسائقها المرسيلي عن الطقس والشعر والتاريخ والسياسة ولكنة الجنوب.
أما في "مطار مرسيليا" عنوان الفصل السادس، فتحدث عن الطرقات والمقاهي والشوارع والغرف حين يظهر طيف بيسوا وتختفي كل الأطياف، ولما قرأ "راعي القطيع" في ليلة، أو على الأرجح في جزء من ليلة واحدة واقفا على طاولة في لحظة خوف وريبة، حين كان بحاجة لمن يعمق إيمانه بالكتابة وبالحياة أيضا.

ويروي في الفصل الموالي المعنون بـ"ليل بروكسيل" كيف كان نداء الأخيرة يتردد في الداخل، حتى أن قرع الأجراس كان يتناهى إلى مسامعه بين فينة وأخرى، وكيف أقر بضرورة الذهاب إلى بروكسيل وبعدها إلى أمستردام ولوكسومبورغ عبر بلاد السيد هولدرين، وهو يجر حقيبة بنية صغيرة اشتراها من شارع ديدوش مراد في الجزائر، حقيبة لا تحمل الكثير من الملابس، بقدر ما تحمل ذلك الشعور العميق الذي يحمله كائن يرغب في أن يطوف العالم بالطائرة والقطار والحافلة والسيارة ومشيا على الأقدام.

وحين الوصول إلى “منزل كفافيس” عنوان الفصل الأخير، يؤكد الكاتب أن الهواء الذي يسري على ضفة المتوسط في الاسكندرية عاصمة مصر القديمة ليس هواء عابرا، تلك المدينة الملكية في عهد البطالمة، إحدى عواصم المعرفة والثقافة في العالم القديم، مدينة الأسقفة أو المدينة الخائفة من الرب كما نعتها شاعرها الكبير قسطنطين كفافيس في إحدى قصائده.

يشار إلى أن الكاتب والشاعر عبد الرحيم الخصار، كان قد اختير قبل ست سنوات من طرف منظمة "هاي فستفال" العالمية كواحد من أفضل الكتاب العرب الشباب، كما ترجمت نصوصه إلى عدد من اللغات، وشارك في مهرجانات وتظاهرات ثقافية بالعالم العربي وأوروبا وأميركا.

ويكتب الخصار، بشكل دؤوب في الصحافة الثقافية في لبنان منذ أكثر من عشرة أعوام، وأصدر أربعة أعمال شعرية وساهم في تأليف عدد من الكتب المشتركة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الرحيم الخصار يُصدر خريف فرجينيا رحلات إلى أميركا وأوروبا عبد الرحيم الخصار يُصدر خريف فرجينيا رحلات إلى أميركا وأوروبا



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca