آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

نساء يكسبن "معركة المناصفة" بكسر أعراف القنيطرة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - نساء يكسبن

نساء يكسبن "معركة المناصفة"
القنطيره - المغرب اليوم

كأنّهنّ انتصرْن في معركة طويلة الأمد؛ هكذا بدت النساء السلاليات في دواوير بجماعتي بنمنصور وأولاد مبارك، ضواحي مدينة القنيطرة، بعد تمكّنهن من الحصول على نصيبهنّ كاملا من مبلغ تفويت الأراضي السلالية إلى المكتب الوطني للسكك الحديدية، لتمرير سكك القطار فائق السرعة.

إلى عهد قريب، لم تكن النساء السلاليات يستفدن لا من حقهن في أراضي الجموع، في حال تقسيمها، ولا من حقهن في مبلغ تفويتها، في حال فُوِّتت للدولة، بسبب معارضة الرجال السلاليين الذين ظلوا متشبثين برفض تمتيع المرأة بحقها من الأراضي السلالية، مشرعين هذا الحيف بالأعراف المتوارثة.

وفيما ظلّ الرجال السلاليون متشبثون بإقصاء النساء السلاليات من الاستفادة من حقهن، كانت هناك جهود تُبذل لتغيير عقليات الرجال من جهة، ولاستصدار قوانينَ كفيلة بحماية حقوق السلاليات من جهة ثانية. هذه الجهود تقودها الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، عبر مرافعاتها المكثفة أمام المؤسسات المعنية، وعبر تكوين النساء السلاليات وإكسابهن مهارات الدفاع عن حقهن.

"النتيجة التي وصلنا إليها يعود فيها الفضل إلى الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، التي كان لها فضل كبير علينا، ولولاها ما كنا لنصل إلى النتيجة التي تحققت لنا اليوم؛ إذ نِلْنا حقا ظل مهضوما لسنوات طويلة"، تقول حجيبة أحرور، نائبة الجماعة السلالية بنمنصور ضواحي مدينة القنيطرة.

وتضيف هذه الفاعلة الجمعوية النشيطة، التي التحقت بالجمعية الديمقراطية لنساء المغرب منذ سنة 2008 واستفادت في ظلها من عدد من التكوينات، أن "فرحة النساء السلاليات اليوم كانت كبيرة جدا وهنَّ ينتظرن دورهنَّ للحصول على حقهن من مبلغ تفويت الأراضي السلالية إلى المكتب الوطني للسكك الحديدية مناصفة مع الرجال".

العمل الذي قامت به الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، التي تبنّت ملف النساء السلاليات منذ سنوات، بدأ يؤتي ثماره، بعد أن صار الرجال السلاليون "يقبلون" أنْ يقتسموا مع النساء عائدات الأراضي السلالية مناصفة، بعدما كانوا يرفضون مبدئيا حتى استفادة النساء ولو من جزء يسير من حقهن، فأحرى أن يقبلوا بقسمة قائمة على المناصفة.

"نحن سعيدات جدا بالنتيجة التي حققناها اليوم، لأنّ عملنا لم يذهب سُدى"، تقول حجيبة أحرور بثقة عالية في النفس، مضيفة أنّه حين كان يتمّ إعداد لوائح المستفيدين من عائدات تفويت الأراضي السلالية كان الرجال يرفضون فكرة استفادة النساء، "ولكن في نهاية المطاف لا يصحُّ إلا الصحيح، فحين يكون القانون إلى جانبك تتذلّل جميع العراقيل".

تشرح حجيبة أحرور أن الرجال السلاليين كانوا يرفضون حتى فكرة أن تستفيد المرأة السلالية من حقها في أراضي الجموع، موضحة بالقول: "كان منهم من يرفض حتى أن تستفيد أخته، ولكننا حاوَلنا أن نُقنعهم عن طريق الحوار، وليس الصراع، ليتقبلوا الفكرة التي نسعى إلى إيصالها إليهم بشكل تلقائي بعيدا عن أي ردّ فعل عنيف".

تعبّر حجيبة أحرور عن فخْرها بالعمل الذي قامت به النساء السلاليات مدعومات بالجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، قائلة: "اليوم ونحن نتجه إلى المكان المخصص للحصول على التعويض عن تفويت أراضينا إلى المكتب الوطني للسكك الحديدية، رأينا الرجال مرفوقين ببناتهم وأخواتهم. لقد تغيرت عقلياتهم كثيرا، وتقبّلوا أن تستفيد المرأة السلالية من حقها مناصفة مع الرجل".

وعن السبب الذي جعل الرجال السلاليين طيلة عقود من الزمن يرفضون استفادة النساء السلاليات من حقهن من أراضي الجموع، قالت حجيبة أحرور: "الأمر يتعلق بالتربية والتنشئة الاجتماعية التي نشأ عليها الرجال والإرث الثقافي الذي ورثوه عن أجدادهم"، مضيفة: "لم يكن سهلا تبديد هذه التراكمات. كنّا نناضل وكأننا نكسر صخرة، كنا نحارب عقلية ذكورية محضة، وبفضل إرادتنا نجحنا في تذويب هذه الصخرة التي كانت تعرقل نيْلنا لحقنا إسوة بالرجال".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء يكسبن معركة المناصفة بكسر أعراف القنيطرة نساء يكسبن معركة المناصفة بكسر أعراف القنيطرة



GMT 23:20 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إعادة تشغيل السكة الحديدية الثانية بين القنيطرة وسلا

GMT 17:47 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية المعتدين على مواطن في أحد شوارع القنيطرة

GMT 12:25 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

شاطئ مارتيل يلفظ جثة ابن مدينة القنيطرة الثلاثاء

GMT 22:38 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استخـراج جثثي محروقتين من مصنع الخمور في القنيطرة

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca