أوضح القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة" سمير أبو القاسم، أن اتهام حزب "الأصالة والمعاصرة" بالتحكم في الحياة السياسية، هو اعتراف لحزبه بمدى فاعليته وقدرته على التحرك في المشهد السياسي، وضبطه لمجموعة من الخيوط الناظمة في العمل السياسي.
وذكر رئيس المجلس الجهوي للحزب في الدارالبيضاء، في مقابلة مع " المغرب اليوم"، أن اتهام التحكم بالحياة السياسية، هو دليل على أن الأصالة والمعاصرة، يتوفر على كفاءات وأطر، تتقن تدبير العمل السياسي، وتتقن كذلك التدبير السياسي للعلاقات التي تجمع الحزب مع المكونات السياسية الأخرى، وامتلاكه القدرة والطاقة للتفاعل مع المشهد السياسي.
واعتبر أبو القاسم، هذا الاتهام هو حكم قيمة، لأن الحزب ليس في مواقع المسؤولية التي تمنحه التحكم، مذكرًا في هذا السياق، بتواجد الحزب في المعارضة.
وأفاد أبو القاسم في حديثه مع الموقع "لايمكننا التحكم إلا إذا كنا داخل المؤسسات التي تدبر الشأن العام، في الموقع الحكومي، أو نتواجد داخل حزب حليف الحكومة، أما أن نكون في المعارضة ونتحكم فهذا ليس معقول أو منطقي".
وعن رأي حزبه في إشراف الحكومة على الانتخابات الجماعية، ذكر أبو القاسم، أن حزب الأصالة والمعاصرة، لاينظر إلى المرحلة الحالية التي يتولى فيها حزب "العدالة والتنمية" رئاسة الحكومة، على اعتبار أن المغرب دخل مسارًا جديدًا، قطع مع ممارسات الماضي، والتي كان فيها إشراف الداخلية على الانتخابات مرفوضًا.
وأكد القيادي في الحزب أن حزبه لا يهمه من يسير الحكومة، بقدر ما يشدد على أن يكون الإشراف على الانتخابات يمر وفق مجموعة من الضوابط والمعايير المتعارف عليها دوليًا ووطنيًا.
وأوضح القيادي في الأصالة والمعاصرة، أن الانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة تقتضي توفر مجموعة من المعايير على المستوى الدولي والوطني.
ودعا الأحزاب والمكونات السياسية إلى خدمة مصداقية هذه المحطة الانتخابية المقبلة، والحرص على أن تمر هذه الانتخابات في أجواء سليمة وغير مطعون في نزاهتها إلا ما يرتبط بالطعونات الجزئية وهذا لايفسد للود قضية.
وتوقع المتحدث حدوث بعض الممارسات المخلة بنزاهة الانتخابات ولكنها لا ترقى إلى مستوى الطعن في العملية الانتخابية بالكامل.
ودعا سمير أبو القاسم في مقابلته، مع "المغرب اليوم"، الأحزاب السياسية إلى التنافس الشريف عبر مجهود فعلي، والعمل على تهنئة الحزب الفائز والاعتراف له بالمجهود الذي استطاع به تبوأ المكانة المتقدمة في الانتخابات.
وشدد المتحدث، على تجنب الشروط المسبقة في الانتخابات، قائلًا "لا يمكن لأي حزب أن يعتبر نفسه فوق الجميع، إما أن يفوز في الانتخابات وتكون النتائج لصالحه، أو يعتبر أن العملية الانتخابية فاسدة ولا مصداقية لها.
وطالب القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة" بتحصين التجربة المغربية خاصة مع بروز ديناميكية إيجابية مع انطلاق مجموعة من الأوراش الإصلاحية الكبرى.
وأوضح أبو القاسم أن المغرب لديه رغبة في المتوقع داخل المنتظم الدولي وهو الذي سيمنحه مكانة متميزة وإمكانيات للتأهيل الاقتصادي، من أجل حل الإشكاليات الاقتصادية العالقة.
وفي حديثه عن الدور المنتظر للسلطة القضائية لمراقبة الانتخابات، ذكر أن هذه السلطة تجد نفسها في مشكلة، إذ يتم الضغط عليها من طرف المكونات السياسية، وليس من طرف الدولة لوحدها على اعتبار أن الدولة مكون رئيسي في العملية السياسية.
وبين أبو القاسم، أنه خلال فترة سابقة كان يتم الضغط على السلطة القضائية من طرف الدولة وهذا كان معروفًا في تاريخ الصراع السياسي الحالي.
وشدد رئيس المجلس الجهوي للأصالة والمعاصرة في ختام حديثه، أن التخوف اليوم هو تأليب الرأي العام، على القضاء من طرف بعض الجهات، من أجل الخروج بأحكام معينة، أو التساهل مع أشخاص معينين في مواقع معينة.
واعتبر أن هذا الأمر لم يعد مسموحًا به، وينبغي على الفاعلين السياسيين أن يكونوا منضبطين للسلطة القضائية، وهي بدورها ينبغي أن تتوفر على الاستقلالية التامة، حتى تصدر أحكامًا موضوعية في الشكل والمضمون.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر