آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أوضح لـ "المغرب اليوم" أن التنازل بداية استعادة ليبيا

أحمد قذّاف الدم يؤكّد أن الخلافات سبب ضياع المنطقة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - أحمد قذّاف الدم يؤكّد أن الخلافات سبب ضياع المنطقة

القيادي البارز أحمد قذّاف الدم
القاهرة - محمود حساني

أكد منسق العلاقات المصرية - الليبية السابق، والمبعوث الخاص للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والقيادي البارز في جبهة النضال الوطني الليبية، أحمد قذّاف الدم، اختلاط الأمور وتعقيدها في الأوقات الحالية، مشيرًا إلى أنه "أصبحنا لا نعرف من معنا ومن ضدنا، أجلس معك اليوم ونتحدث سويًا ونتناول فنجان من القهوة، وأنت هنا ضيفًا في منزلي، ولا يخلو حديثنا من الجد أحيانًا ومن المزاح أحيانًا أخرى، وقد أتفاجأ بك في الغد تشّن هجومًا حادًا ضدي، وتكيل لي الاتهامات، وكأننا لم نلتقي بالأمس، هذا هو حال وطننا العربي اليوم باختصار، أفرادًا ودول، نتجالس سويًا ونعقد المباحثات والاتفاقات والمواثيق والعهود على العمل سويًا، ونتفاجأ في الغد وكأن شيئًا لم يكن، لا أعلم على أي شيء نختلف، ونحن جميعًا نواجه مصيرًا واحدًا ومخططًا واحدًا ومؤامرة واحدة، هدفها إزالتنا جميعاً من المنطقة".

وأضاف أحمد قذّاف الدم، في مقابلة خاصّة مع "المغرب اليوم"، أن "أوضاعنا أصبحت محل استغراب ودهشة الجميع ، صديقي لي فرنسي الجنسية ، ذو أصول عربية ، منذ يومين ، كنا نتجالس سوياً ، ونتحدث على حال العرب والمنطقة ، والمصير الأسود الذي ينتظرنا جميعًا، قال جملة أعجبتني، "نحن هنا في فرنسا عندما نلقي نظرة على الوضع في المنطقة العربية، ونحن نعلم تمامًا أن هناك بالفعل مؤامرة تُحاك لها، لكن ما يستوقفنا أن العرب أنفسهم هم من يساعدون على تنفيذ تلك المؤامرات، بل يوجهون اتهامات كل منهم للآخر، بأنه من يتآمر عليه، في حين، أن العدو ضدهم وواحد ومصيرهم واحد، وحل أوضاعهم في أيديهم وأمامهم كما جاء في قول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تتفرقوا"، أين نحن من ذلك ؟َ!، تفرقنا في وقت نحن أحوج إليه إلى الاتحاد لمواجهة التحديات المشتركة، وضعنا أيدينا مع من يسعون ضدنا ونحن نعلم علم اليقين أنهم يسعون بكل قوة ضدنا ، ليس إلا سوى أننا لا نود أن نضع يدنا مع أشقائنا ، بسبب خلافات بإمكاننا أن نجلس ونصفّيها".

وأوضح قذّاف الدم أنه "لا يحزنني أي شيء سوى شبابنا ، ذلك الكنز الاستراتيجي الذي تملكه الدول العربية ، الذي تمرّد على معتقداتنا الموروثة منذ القدم ، ولم تصل بنا إلى أي شيء سوى أنه مازلنا في القاع أو أبعد بكثير ، ذلك الجيل الذي اطّلع على التكنولوجيا في الوقت الذي لم توفرها له دولته، اطلع على تجارب الدول الأخرى في الغرب، وكيف أصبحت في المكانة التي وصلت إليها بعد أن اطلعت على تاريخنا واستمدت منه التجارب، ووضع حلماً في مخيلته أن يرى دولته يوماً ما كالولايات المتحدة الأميركية ، كقوى عظمى عسكرياً واقتصادياً أو يرى دوله العربية ، كيانًا قويًا كالاتحاد الأوروبي، يحلم بتحرير القدس والصلاة فيها، وعندما جاءت له الفرصة أن يقدم شيئاً إلى بلده، خرج طالباً التغيير للأفضل، إلا أن مطالبه امتزجت بتطلعات البعض من قوى الغربية، التي لها تطلعات استعمارية في المنطقة، ولا تود لها أن تراها مستقرة، لأنهم يعلمون تمامًا، إذا استقرّ العرب، وتركوا خلافاتهم جانبًا واستغلوا ما يكنزونه من ثروات ، سيصبحون قوى عظمى لا يمكن ردها أو الوقوف أمامها، هؤلاء الشباب العربي ، النقي صاحب الإرادة والقوة والعزيمة ، عندما وجد أمور بلاده قد صارت إلى الأسوأ ، وأصبح العرب يقاتلون بعضهم البعض ، خرج تنظيم "داعش" في الشام والعراق ، الذي يسعى مؤسسيه إلى إقامة الخلافة الإسلامية ، فوجد شباب العرب غايتهم في هؤلاء ، فما كان لهم سوى الانضمام إليهم" ، مشددًا على أن هؤلاء الشباب ضحية ، يدفعون فاتورة الخلافات . 

وطالب قذّاف الدم، الدول العربية أن تترك خلافاتها خلال الوقت الراهن ، فلم يعد هناك متسع من الوقت أو فرص ، لأن الآتي سيكون أسوء بكل المقاييس مالم نتحدّ ونتكاتف ونضع أيدينا في أيدي بعض، ونعود إلى كتاب الله ، ونعتصم بحبل الله ، ونعقد قمة طارئة تضم مصر والمملكة العربية السعودية وإيران وتركيا ، مشيرًا إلى أن "هناك خلافات بين مصر والمملكة خلال الوقت الراهن ، وخلافات بينها وبين تركيا ، والعلاقة بين إيران والسعودية من الصعب أن يتم التوافق بينهم ، لكن في بداية حديثي ، أوضحت أننا جميعًا نواجه مصيرًا مشتركًا وعدوًا واحدًا، لا أعلم عن خلاف بين مصر والمملكة على مستوى القيادتين ، سوى من وسائل إعلام تسعى إلى الظهور وإشعال الخلافات ، فمصر والسعودية ، هما ركيزتان أساسيتان في المنطقة ، كما أن ما بين تركيا ومصر ، خلاف في وجهات النظر قابلة للبحث والتوافق، أما إيران ، هم أقرب إلينا من الغرب ، فإذا تواصلت تلك العواصم العربية الأربعة ، القاهرة والرياض وطهران وأنقرة ، فإن الآتي سيكون أسوء ، وستلعننا الأجيال المقبلة ، لأنهم سيصبحون لاجئين على مشارف أوروبا".

وحول الشأن في ليبيا ، أكد أحمد قذّاف الدم ، أنه "بعد 5 أعوام على اندلاع الأحداث التي أدت إلى مقتل الرئيس الراحل معمر القذافي ، الجميع اعترف بأخطائه حتى وإن جاء الاعتراف مؤخراً بعد ما رأوا بأعينهم أين وصل بنا الحال ، لكن على الجميع ، وهنا أقصد الأطراف السياسية أن يبدي جدية في الاعتراف والتفاوض وتقديم التنازلات لا لشيء سوى إنقاذ الوطن وانتشاله دون أن نضع أملنا على أن يأتي أحد من الخارج لينقذنا ، فالخارج أتي إلينا من أجل إسقاط ليبيا والسيطرة على خيرات أبنائها" .

وكشف قذّاف الدم عن أمور وصفها بالمدهشة أثارت انتباهه خلال جلساته التي تجمعه مع بعض الأطراف السياسية في ليبيا ، أنه "بعد الحديث عن ليبيا في عهد القذافي وترحمنا على عهده ونعمة الأمن والاستقرار والخيرات التي كنا ننعم بها ، ولا سبيل أمامنا سوى أن نتحد ،لانتشال وطننا مما عليه ، خلال الحديث تحدث عن الانتخابات الرئاسية ، ومن المرشح الذي سنستقر عليه ؟ّ لم اتحدت ولم أتفوه بكلمة ، انتظرت ما سيسفر عنه نهاية الحديث الدائر بين ثلاثة أطراف كل منهم يمثل فصيل سياسي ، وهنا نشبت الخلافات وكادت أن تصل إلى حد التشابك بالأيدي، لذلك أكرر سبب ما وصلت إليه المنطقة وما وصلت إليه مصر ، خلافاتنا الضيقة ، يتحدثون عن الرئيس المقبل ، ونحن لم نتفق على كيفية استعادة ليبيا وتطهيرها من عناصر الجماعات المتطرفة"

واختتم قذّاف الدم حديثه، مشيرًا إلى أن "هذا الموقف صورة مُصغرة عما يحدث بين دول المنطقة ، وها هي شعوبها تدفع ثمن الخلافات الضيقة ، علينا أن نستيقظ قبل فوات الأوان حتى لا تلعننا الأجيال المقبلة".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد قذّاف الدم يؤكّد أن الخلافات سبب ضياع المنطقة أحمد قذّاف الدم يؤكّد أن الخلافات سبب ضياع المنطقة



GMT 08:48 2022 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

زيلينسكي يرغب في مساعدات مالية دائمة لأوكرانيا

GMT 08:51 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

البرهان يكشف عن تسوية وشيكة لحل أزمة السودان بوساطة أممية

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca